يختتم اليوم شريكا الحكم فى السودان «حزب المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية لتحرير السودان» حوارهما فى القاهرة برعاية الحكومة المصرية لمحاولة التوصل إلى حل للقضايا الخلافية بينهما والتى قد تؤثر على وحدة السودان، وذلك وسط مؤشرات عن وجود خلافات بين وفد المؤتمر الوطنى برئاسة مساعد الرئيس السودانى نافع على نافع، ووفد الحركة الشعبية برئاسة باقان آموم، الأمين العام للحركة، حول تطبيق الشريعة الإسلامية، وهو الأمر الذى كشف عنه دينق آلور، وزير الخارجية السودانى، القيادى فى الحركة الشعبية، حيث أعرب عن قلق الحركة من تمسك المؤتمر الوطنى بتطبيق الشريعة الإسلامية. وأكد الدكتور مطرف صديق، وكيل وزارة الخارجية السودانية، عضو وفد حزب المؤتمر الوطنى فى حوار القاهرة، أن حزبه لن يتخلى عن تطبيق الشريعة الإسلامية. وقال صديق فى تصريحات صحفية: «نحن لن نتخلى عن شريعتنا وفى ذات الوقت لا ندعو الآخرين إلى قبول ما يرفضونه». وأضاف: «قبلنا مبدأ أن تكون المواطنة أساس الحقوق والواجبات، وقبلنا مبدأ الوحدة مع التنوع، وبالتالى لا نلزم الآخرين بما نلتزم به، ولا نقبل كذلك أن يلغى الآخرون شخصيتنا وديننا وهويتنا، مهما كانت هذه الأسباب». وأوضح صديق أن ما ينادى به المؤتمر الوطنى فى هذا الإطار هو الديمقراطية والمواطنة، متسائلاً «لماذا نفرض على طرف أن يتخلى عن دينه أو القيم التى تحكمه»، مضيفاً «فالمسلم يحكم بقيمه وتقاليده الإسلامية ودينه وشريعته، والمسيحى له أن يختار ما يشاء من قوانين وقيم ومبادئ تحكمه». وأكد صديق أن القاهرة دعت إلى هذا الحوار بين شريكى الحكم فى السودان بحكم الجغرافيا والمستقبل المشترك للبلدين، موضحا أن اهتمام القاهرة بما يجرى فى السودان اهتمام طبيعى ويجد التفاهم الكامل من جميع السودانيين فى الشمال والجنوب والشرق والغرب. واعتبر صديق أن المبادرة المصرية بدعوة المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية لتحرير السودان إلى حوار فى القاهرة جاءت فى وقتها، وذلك على اعتبار أن السودان معرض فى وحدته بداية العام المقبل عند الذهاب إلى استفتاء تقرير المصير للجنوبيين، كما أن مصر تريد أن تطمئن على تعزيز وزيادة وتقوية فرص الوحدة. وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك ضمانات لكى يتفادى حوار القاهرة الصعوبات التى واجهت الحوارات الأخرى بين الجانبين، قال صديق إن « الحوار يجرى فى جو ودى وصاف، وخال من الضغوط، فنحن لا نشعر أن الطرف المصرى يمارس ضغطاً على أى من الطرفين». وحول أهم النقاط التى ناقشها الوزير عمر سليمان خلال لقائه مع وفدى المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية، أكد صديق أن مصر مهتمة بأمر الوحدة والتداول السلمى للسلطة وألا تكون هناك عودة للحرب مهما كانت المسببات والظروف، موضحا أن هذا الطرح موضوعى ومتوازن ويجد تأييداً وقبولاً من كل الأطراف.