الدم فى الشوارع من جديد

مجزرة جديدة شهدتها مصر الأربعاء ، فى محيط منطقة العباسية، بعد اشتباكات دامية أشبه بحرب شوارع بين المعتصمين قرب وزارة الدفاع وبلطجية، استُخدمت فيها الأسلحة النارية والبيضاء وقنابل المولوتوف والحجارة، وأسفرت حتى مثول الجريدة للطبع عن سقوط 11 قتيلاً، بينهم اثنان ذُبحا، ونحو 169 مصاباً، وفق مصادر طبية، تم نقل بعضهم إلى مستشفيات الدمرداش وعين شمس ودار الشفاء، فيما كشف الفريق سامى عنان، نائب رئيس المجلس العسكرى، عن أن المجلس يبحث تسليم السلطة يوم 24 مايو الجارى، فى حال فوز أحد المرشحين للرئاسة فى الجولة الأولى.
المعركة التى اشتعلت فى الواحدة من فجر الأربعاء ، بدأت بهجوم مباغت شنه مجهولون على مقر معتصمى «الدفاع»، ثم تحولت لاشتباكات ومطاردات متواصلة استمرت حتى الرابعة عصراً، انتهت بتدخل قوات مشتركة من الجيش والأمن المركزى، التى حاصرت ميدان العباسية ومحيط وزارة الدفاع وأغلقت عدة شوارع رئيسية.
سقوط عشرات القتلى والجرحى فى العباسية أشعل مظاهرات غضب نظمها مئات النشطاء فى عدة محافظات، أبرزها الإسكندرية ودمياط والمنوفية وأسيوط والمنيا، طالبوا خلالها بضرورة كشف المعتدين على معتصمى «الدفاع» والقصاص للشهداء، وسرعة تسليم السلطة، كما نظمت حركات الثورة، على رأسها 6 إبريل ومصرنا، وحملات عدد من المرشحين مسيرة من مسجد الفتح، إلى وزارة الدفاع، تحت شعار «سئمنا الخلاف.. إيد واحدة ضد العسكرى»، بينما وجه الدكتور محمد البرادعى، وكيل مؤسسى حزب الدستور، رسالة للمجلس العسكرى والحكومة عبر حسابه الشخصى على «تويتر»، قال فيها: «ارحلوا.. مصر تنهار بسببكم».
اشتعال الأحداث لم يمنع اجتماع المجلس العسكرى بالقوى الوطنية، الذى عقد بالرغم من مقاطعة احتجاجية أعلنتها أحزاب النور والوفد والعدل وغد الثورة والحضارة والتحالف الشعبى، إضافة إلى حزب الحرية والعدالة، التابع لجماعة الإخوان المسلمين، الذى لم يعلن مشاركته من الأساس.
وخلال الاجتماع أكد الفريق سامى عنان أن الجيش لم يستخدم العنف بأى حال من الأحوال ضد المتظاهرين.
وقال: «المجلس ينتظر بفارغ الصبر إجراء الانتخابات الرئاسية، لكى يسلم السلطة للرئيس المنتخب»، كاشفاً عن أنهم يبحثون تسليم السلطة يوم 24 مايو الجارى، فى حال فوز الرئيس فى الجولة الأولى، وذلك قبل الموعد المقرر لتسليم السلطة فى 30 يونيو المقبل. وعلى صعيد ردود الأفعال حول أحداث العباسية، دعا الأزهر الشريف إلى وقف العنف فوراً، وطالبت لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس الشعب المجلس العسكرى بالكشف عن هوية المعتدين ومن يحميهم، بينما حث حزب النور السلفى والجماعة الإسلامية المعتصمين على العودة للتحرير، فيما علق 6 مرشحين للرئاسة حملاتهم الدعائية احتجاجاً على الأحداث، وقررت 5 أحزاب، على رأسها «الحرية والعدالة» الحشد لمليونية «النهاية» التى دعت قوى سياسية لتنظيمها فى التحرير الجمعة.