عقد الفريق أحمد شفيق المرشح لرئاسة الجمهورية أول مؤتمراته الجماهيرية مساء الجمعة، بمحافظة سوهاج، عقب قرار اللجنة العليا للإنتخابات بعودته لسباق الرئاسة وإدراج اسمه و رمزه الإنتخابى في كشوف المرشحين للمنصب. وقد شهد المؤتمر الذى أقيم بالنادى الرياضى البحرى بمدينة سوهاج، حضورا كثيفا لقيادات ونواب وأعضاء سابقين بالحزب الوطنى المنحل بالمحافظة والذين حرصوا على تنظيم زفة كبيرة بالطبل البلدى والمزمار لاستقبال شفيق عند دخوله من باب النادى حتى صعوده منصة المؤتمر مع ترديد هتاف «إن جيت للحق .. شفيق أحق». وانتشرت لافتات تأييد لشفيق داخل سرادق المؤتمر تحمل اسم المجالس المحلية القروية لقرى «الغريزات والبطاخ وشندويل وبناويط بمركز المراغة وبدأ المؤتمر بتلاوة أحد المشايخ للقرآن الكريم والذى حرص على بدء التلاوة بالآية القرآنية «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم». وقد أعلنت أعداد من عائلات وقبائل «الهوارة والأشراف والسعدات» تأييدها لشفيق من خلال تواجدها بالمؤتمر الذى تجاوز عدد الحضور فيه 3 الآف شخص وهو ما تسبب في فشل شباب حركتى «6 أبريل» و«أمسك فلول» في إفساده، وحدثت مشادات وتشابك بالأيدى عقب إنتهاء المؤتمر وإستقلال شفيق لسيارته بين أنصاره، مع ما يقرب من 20 شخصا من شباب الحركات السياسية الذين رددوا هتافات «يسقط يسقط حكم العسكر» وحاولوا تمزيق لافتات شفيق المعلقة على باب النادى لكن أنصاره الذين غلبت عليهم العصبية والنزعة العائلية تصدوا لهم بقوة. وقال شفيق خلال المؤتمر «إننا نحتاج الآن إلى الإلتزام بالتعاون فيما بيننا وأن نكون أخوة وأن تكون مصر للجميع بعد أن تعددت فيها الطوائف بخلاف المسلم والمسيحى إلى إخوانى وسلفى وصوفى وبدوى ونوبى» لافتا إلى أن الظهور المتعدد للطوائف من مختلف الأشكال والأديان يوجد في أكبر دول العالم مثل أمريكا، لكن هناك تفاهم وتكامل بين هذه الطوائف جعل من أمريكا دولة قوية وعظمى ونتمنى ذلك لمصر. وأوضح شفيق بأن شكل نظام الحكم في الدولة سيحدده الدستور وأنه يفضل أن تبدأ المرحلة الأولى من الحكم بعد الثورة بالنظام الرئاسى ثم تنتقل جزئيا إلى النظام البرلمانى، لافتا إلى أن ذلك يعطى فرصة للأحزاب السياسية الجديدة لكى تأخذ وقتها الكافى وتتمرس في العمل السياسى ويصبح لديها الخبرة السياسية الكافية. وقال شفيق إن هناك فئات وطبقات عديدة في المجتمع المصرى تشعر بالظلم وبخاصة الفلاح الذى أنهكته أسعار السماد وأعباء القروض ولم توفر له الدولة الخدمات التى يستحقها وتمكنه من سداد ديونه مؤكدا أنه في حال فوزه في إنتخابات الرئاسة سيصدر قرارا فوريا بإسقاط ديون البنوك الزراعية عن المزارعين. وكان شفيق قد وصل إلى محافظة سوهاج عصر الجمعة، يرافقه إبراهيم مناع وزير الطيران المدنى السابق، وقد غير شفيق مكان نزوله في الفندق المخصص له إلى فندق آخر بسبب تعليمات أجهزة الأمن وتواجد «خالد علي» أحد مرشحى الرئاسة في نفس الفندق المخصص لشفيق حيث تصادف عقده مؤتمرا إنتخابيا بسوهاج في نفس التوقيت. وشهد الفندق الذى تواجد به شفيق على النيل بمدينة سوهاج تواجدا أمنيا مكثفا من رجال الشرطة وتحرك شفيق من الفندق إلى المؤتمر - عقب أدائه صلاة المغرب بحديقة الفندق مع شخص ملتحى من المنتمين للتيارات الدينية - في موكب كبير من السيارات تحرسه 4 سيارات للشرطة من أمامه ومن خلفه وفى مقدمة الموكب موتوسيكل إدارة المرور لتوسعة الطريق كما تواجدت أعداد كبيرة من أفراد الأمن تحمل العصى السوداء الصغيرة في مختلف أنحاء النادى المقام به المؤتمر وحول السرادق الذى يضم الحضور. وقبل إنعقاد المؤتمر حرص الفريق أحمد شفيق على زيارة مطرانية الأقباط الأرثوذكس بمدينة سوهاج ولقاء الأنبا باخوم أسقف المطرانية وعدد كبير من الكهنة والقساوسة وحظى شفيق بإستقبال حافل وهتافات تأييد من جانب المواطنين الأقباط المتواجدين بالمطرانية والتسابق لمصافحته وإلتقاط الصور معه ووصفه الأنبا باخوم أسقف المطرانية في كلمة الترحيب به بأنه «الحبيب المحبوب». وقال ولعان القمص المتحدث الإعلامى للمطرانية مرحبا بشفيق داخل المطرانية «أنه في مساء هذا اليوم الميمون الذى تحلق فيه حمام السلام وبعيون تهطل دموع الحب تحدق إلى الرب الرحمن وبقلوب عامرة يملؤها الإيمان.. نجتمع ونجلس سويا مع أبن من أبناء مصر الأوفياء الفريق أحمد شفيق الذى يحتاج إلى كتاب يسرد إنجازته وخدماته التى قدمها للدولة عن صدق وطهارة يد .. فأنت تستحق بكل المقاييس أن تكون رئيسا لمصر كى تعيد إليها الأمن وتنهض بشبابها ونحن معك ومن خلفك وسنعلنها في صناديق الإنتخابات ونقول أن السلم هو رمزك يا سيادة الفريق من أجل الصعود إلى منصب الرئيس». وقد لاقت كلمات «ولعان» ترحيبا وتصفيقا حادا من الحضور من القساوسة والكهنة والأقباط المتواجدين بالمطرانية والمرافقين لشفيق الذى عقب على الكلمات بتقديم الشكر والتقدير للحضور على حفاوة الإستقبال وكرم الضيافة، وقال «إن محبتكم وإستقبالكم البالغ الحفاوة يزيدنى تمسكا وإصرارا على إستكمال مسيرة ترشحى لرئاسة الجمهورية وسأكون خادما لهذا الشعب لو قدر لى أن أكون رئيسا وسأكون على قدر المسئولية حتى آخر يوم في حياتى».