شن رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود برزاني، هجوما عنيفا، الثلاثاء، ضد رئيس الوزراء نوري المالكي، طالبا من واشنطن عدم تزويده مقاتلات «إف-16»، في خطوة اعتبرها محللون عودة تاريخية للعلاقات المتوترة بين الحكومات المتعاقبة في بغداد. وفتح «برزاني» النار على رئيس الحكومة الاتحادية، واتهمه في عدة مناسبات بالتفرد، والاتجاه نحو حكم ديكتاتوري، وعدم تطبيق اتفاقيات «أربيل» بين القوى السياسية، برعاية الزعيم الكردي في نوفمبر 2010، والتي أسفرت عن تشكيل الحكومة بعد عشرة أشهر من إجراء الانتخابات التشريعية. واتخذ الخلاف منحى أكثر خطورة، وبرز بشكل قوي بعد عودة «بارزاني» من زيارة إلى تركيا والولايات المتحدة، حيث حذر من وصول مقاتلات «إف-16» إلى يد رئيس الوزراء، خشية استخدامها ضد الأكراد. وقال «برزاني»، خلال مؤتمر مع عدد من الصحفيين لإطلاعهم على نتائج زيارته إلى واشنطن وأنقرة، إنه «يجب أن لا تصل طائرات «إف-16» إلى يد هذا الشخص (المالكي)»، خشية تنفيذ ما يجول في ذهنه ضد الكرد». كانت الحكومة العراقية طلبت من واشنطن تزويدها ب36 طائرة من هذ الطراز، تبلغ قيمتها مليارات الدولارات. ولم يخف «برزاني» رغبته في الانفصال، قائلا: «إذا كانوا راضين بالاتحاد الاختياري (...) فأهلا وسهلا، وإذا لم يرضوا، فأقولها بكل صراحة، إذا اضطررنا أو أجبرنا على الدخول في حرب، فلست على استعداد لإطلاق رصاصة واحدة من أجل الفدرالية أو الكونفدرالية. وإذا أجبر الشعب الكردي على إراقة الدماء فيجب أن تكون على الاستقلال». ويأتي هذا التصعيد بعد أن اتهمت بغداد إقليم كردستان بتهريب النفط إلى إيران وأفغانستان، واستيلاء شخصيات نافذة على الأموال. وسبقت هذه الموجة من الاتهامات قيام بغداد بتحذير شركات أجنبية عاملة في الجنوب، بينها «توتال» و«أكسون موبيل» الأمريكية، من عواقب العمل في إقليم كردستان دون الحصول على موافقتها.