بداية، العنوان يبدو بسيط إلا أنه بالتوغل فى العنوان سنجد أنه يحتاج إلى دراسة مستفيضة قد تتعدى أى بحث علمى نظرا لتاثيرها المباشر على سلوك الفرد داخل المجتمع، حيث أن سرد الخبر فى توقيت معين بصرف النظر عن صحته من عدمه سيؤثر بالفعل على متلقى الخبر تاثيرا سلبيا أو إيجابيا، قد ينقله عبر أى قنوات لأفراد آخرين لكى يتاثروا بالتبعية بالخبر، وتستمر عملية النقل بين الأفراد حتى تصل إلى مرحلة المشكلة النفسية لأفراد المجتمع. ولنسرد مثال على ذلك الخبر المنشور بموقع اليوم السابع وعنوانه "صحف مصرية تنشر صوراً تسىء لعائلة البرادعى" فى اليوم الثالث من سبتمبر عام 2010 وفى نهاية المقال تم كتابة العبارة الاتية: واليوم السابع تكتفى بنشر صورة واحدة للبرادعى وتمتنع عن نشر الصور التى تنتهك خصوصية العائلة التى نرى أنها ليست طرفا فى هذا الأمر ولا يجب استخدامها على هذا النحو فى إطار الخلاف مع البرادعى. وبتحليل الموضوع نجد أن الخبر ترتب عليه أعلى تعليقات إلى حدا ما، وبتداول التعليقات تبين أن القليل يصدق والكثير لا يصدق و جزء بسيط يريد أن يعرف الحقيقة وبالتالى فإن الخبر قد أثر بالفعل على جانب عريض من القراء (لم يتم حساب نقل الخبر من القراء إلى باقى أفراد المجتمع)، وبالتالى ترتب على الخبر فى هذا التوقيت المشحون بالمنافسة على الترشيح لمنصب رئيس الدولة فى عام 2011 التشكيك فى نزاهة وعدالة وأخلاقيات الشخص المقصود بالخبر، وهو ما اكدته العبارة الأخيره في الخبر التى لم تضيف جديد إلى الخبر إلا أنها ساعدت فى زيادة نسبة التشكك فى الشخص المقصود بالخبر، فضلا عن أنها قد تفتقد الحيادية فى هذا الخبر، وهذا لا يمنع أن الموقع فى جملته موقع متميز وله دور هام فى الساحة الإعلامية. خلاصة القول أن مثل هذه الأخبار تمثل ظاهرة كبير جدا إنتشرت فى الاعلام المصرى، وأدت إلى فقد الرسالة الاعلامية دورها المتمثل فى تنوير العقول إلى هدف أو رسالة أخرى وهى تشويش العقول التى قد يترتب عليها إهدار الامكانيات البشرية المتمثلة فى التفكير للوصول إلى الافضل، وذلك نظرا لما تركته من ضغوط نفسية متراكمة تقلل من التفكير و الإبداع، و من ثم فإنه يجب أن يدخل فى الرسالة الاعلامية مراجعة الشكل الواجب لسرد الخبر بحيادية دون ورود أى تلميحات بعبارات تؤدى إلى حدوث تشويش على متلقى الخبر حتى لا يترتب عليها تاثير نفسى سلبى على أفراد المجتمع مما ينتج معه إحتمال حدوث مشاكل نفسية تؤثر على فكر وإبداع المجتمع المصرى. وفى النهاية اللهم ما بلغت الأمر اللهم ما فشهد.