لا كانت فى مصر زيارات مفاجئة.. ولا عمرها كانت زيارات سرية.. لا فى نظام المخلوع، ولا فى نظام الثورة.. زياراتنا كلها ليس فيها رائحة المفاجآت، ولا طعم المفاجآت.. غداً هناك وفد برلمانى يزور «طرة» لمتابعة آلية نقل «مبارك» من المركز الطبى العالمى.. ودون أن أستبق الأحداث وأعمال اللجنة.. لا أتصور نقل مبارك إلى طرة.. على الأقل خلال الأشهر التى تسبق الرئيس المنتخب! قرأت أن لجنة الصحة قررت زيارة مستشفى سجن طرة، اليوم، للوقوف على آخر الاستعدادات، التى جرت تمهيداً لنقل الرئيس المخلوع، حسنى مبارك، لمستشفى السجن.. ولاشك أن هناك حسن نوايا واضحاً.. ولا شك أن هناك رغبة فى العمل الجاد.. لكن ليس بالنوايا الحسنة وحدها تحل المعضلات.. هناك أصول فى الشغل.. لا تتوفر فى عملية نقل مبارك لمستشفى طرة الآن! لا نقل مبارك ولا إعدامه يحل المشكلة.. المطلوب منع سوزان من التحرك، ووضعها تحت الإقامة الجبرية.. مبارك انتهى ولن يعود.. ولا يفيدنا أن يعذب أو يعدم.. نحتاج مبادرة لاستعادة فلوسنا.. مش عاوزين شغل سيما.. النواب اللى عاوزين يتفرجوا على رجال طرة يروحوا مفيش مانع.. نقل مبارك مسألة أخرى.. كفاية علينا أحداث ماسبيرو، ومحمد محمود، واستاد بورسعيد! خلوا الطرف التالت نايم.. لعن الله من أيقظه!.. لا مانع من قيام اللجنة البرلمانية بالزيارة.. فسحة تفقدية (!).. للوقوف على أوضاع سجن طرة والمزرعة، ومستشفى سجن طرة، وأوضاع المساجين الموجودين، وإعداد تقرير حول الزيارة.. لا مانع أن يناقش المجلس أحوال حكومة طرة.. ولا مانع أن تكون الزيارة سرية، بلا محررين برلمانيين.. الأهم ما هو الهدف؟، وما هى الحكمة؟! لم يكن غريباً أن تطلب الأمانة العامة بمجلس الشعب قصر الزيارة على أعضاء اللجنة، دون اصطحاب المحررين البرلمانيين، كأنها مسألة أمن قومى.. ولم يكن غريباً أن يطلب عدد كبير من النواب ضم أسمائهم إلى قائمة اللجنة، للمشاركة فى كشف كل ما يدور وراء أسوار السجن، وطمأنة الرأى العام.. الغريب أنها تشبه المولد.. والأغرب أنها ستكون بلا نتيجة واضحة! فى مصر توصيات كثيرة بلا تنفيذ.. منها توصيات سوف تكتبها لجنة الصحة.. وفى مصر زيارات كثيرة يقال إنها مفاجئة.. ولا هى مفاجئة ولا يحزنون.. كل شىء مرتب.. وجود مبارك فى المركز الطبى مسألة أمنية.. نقله يحتاج إلى نظام أمنى بحت.. أين هو؟.. الأول نوفر نظاماً أمنياً.. مبارك ليس كأى متهم.. وبعدها ننقله ولو إلى جهنم.. المهم ألا نتصرف بطريقة تحدث كارثة! هناك من يضخم فى قدرات حكومة طرة.. وهناك من يرى أن الحل هو أن تكتمل الجمهورية بنقل الرئيس المخلوع.. لكن لا أحد يخشى من مصيبة.. فى الأيام الأولى لحبس الرئيس، طلبت الداخلية وضعه تحت تصرف العسكر.. أحسنت الداخلية، وأحسن وزيرها منصور عيسوى.. رحم الله امرأ عرف قدر نفسه.. الآن تركنا كل شىء، ومسكنا فى نقل مبارك إلى طرة.. خطأ! أفهم أن تفريق حكومة طرة قد يحل الأزمة جزئياً.. لكن نقل مبارك قد يعقدها جداً.. مصر لا تحتمل فى هذا التوقيت.. لا تنسوا أننا على أبواب انتخابات الرئاسة.. خلونا فى الأصول.. لا تغازلوا الرأى العام.. المطلوب وضع سوزان تحت الإقامة الجبرية.. وخلونا نلعب سياسة، ولو لمرة واحدة فقط.. من أجل مصر!