«النواب» يوافق على استقالة 4 معينين ب«الشيوخ».. وتصفيق حاد ل«جبالي» بعد كلمته بالجلسة

وافق مجلس النواب، اليوم الخميس، على استقالة أربعة من الأسماء التي شملها قرار رئيس الجمهورية رقم 575 لسنة 2025، بتعيين 100 عضو في مجلس الشيوخ، نظرًا لعدم جواز الجمع بين عضوية المجلسين.
وشملت قائمة النواب المستقيلين: الدكتور عبدالهادي القصبي، وأحمد العوضي، وميرال الهريدي، وعماد خليل، وذلك تطبيقًا للمادة (45) من قانون مجلس النواب التي تحظر الجمع بين عضوية البرلمان وأي مناصب تنفيذية أو عضوية في مجلس الشيوخ أو الحكومة أو المجالس المحلية، فضلًا عن المناصب التنفيذية الأخرى.
وفي ختام الجلسة العامة، ألقى المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، كلمة قوبلت بتصفيق حاد ووقوف الأعضاء لفترة طويلة تحيةً لرئيس المجلس، عبّر فيها عن تقديره لأعضاء المجلس خلال فترة عملهم البرلماني، مؤكدًا أن خدمة الوطن شرف ومسؤولية لا يدركها إلا من يؤديها بإخلاص وتجرد.
وقال جبالي في كلمته:«الإخوة والأخوات نواب شعب مصر، ونحن نطوي اليوم صفحة من صفحات العمل البرلماني الزاخر بالجهد والإخلاص، لا يسعني إلا أن أقف بينكم موقف من يُحاسب نفسه قبل أن يُحاسبه الناس، ومن يتأمل طريقه بعد أن قارب على بلوغ آخره».
وأضاف: «لقد شاء الله أن أعيش ما يناهز نصف قرنٍ بين جنبات القانون؛ أتنفس من نصوصه روح العدل، وأستضيء بأحكامه طريق الحكمة، حتى غدا العدل عندي عبادةً تُؤدَّى وضميرًا يُراقب الله قبل أن يُراقب الناس».وتابع رئيس مجلس النواب: «لقد قُدّر لي أن أتنقّل في مناصب عدة، من قاضٍ في محراب المحكمة الدستورية العليا إلى رئيسٍ لها، ثم إلى هذا المقام الكريم على رأس مجلس النواب، فلم أكن يومًا أسعى إلى وجاهةٍ أو منصب، بل إلى رسالةٍ أؤديها وأمانةٍ أحمِلها، مؤمنًا أن المناصب ظلٌّ زائل، وأن البقاء لما يُكتب في سجل العمل الصادق».
وأكد جبالي أن خدمة الوطن شرف لا يناله إلا من يؤديه بقلب نقي ونية خالصة، مضيفًا: «ما كان لخطاي أن تثبت على هذا الطريق لولا أن أحاطني الله ببطانة صالحة كانت لي عونًا في الشدائد وشركاء في المسؤولية، يستظلون بالمصلحة العامة لا بالمصالح الشخصية، ويوازنون بين الواجب والضمير بميزان لا يميل ولا يجور».
وأوضح أن مجلس النواب كان بالنسبة له بيتًا للضمير الوطني وميدانًا تتلاقى فيه الإرادات على اختلافها ولكنها تتوحد عند عتبة الوطن، مؤكدًا أن أعضاء المجلس من المعارضة والأغلبية والمستقلين كانوا خلية عملٍ لا تهدأ، اجتهدوا بإخلاص ووعي، فجاءت المناقشات ثرية والحوار بنّاء والنتائج ثمرةَ تجرد وإيمان بالوطن.
وتوجّه رئيس المجلس بالشكر إلى وكيلي المجلس على إخلاصهما وتعاونهما في إدارة الجلسات، قائلًا: «لقد كان حضورهما ركنًا من أركان انتظام العمل النيابي، ومشاركتهما في إدارة الجلسات وضبط مداولاتها نموذجًا يُحتذى في الانضباط والأداء المؤسسي».
كما وجّه جبالي تحية تقدير إلى الأمين العام للمجلس والعاملين بالأمانة العامة، واصفًا إياهم ب«العصب النابض للمؤسسة التشريعية»، مؤكدًا أن جهودهم الصادقة وعطاءهم المستمر كانا أساس نجاح هذه المؤسسة العريقة.
وقال رئيس المجلس: «اليوم، وأنا أتهيأ لأن أضع القلم الذي خدمت به الدستور والقانون، لا أحمل في قلبي إلا الامتنان والسكينة؛ امتنانًا لله أولًا أن بلّغني هذه المرحلة من العمر في خدمة الحق والعدل، وسكينةً لأنني أترك مكاني وقد بذلت ما استطعت، موقنًا أن الله وحده يعلم السرائر ويزن الأعمال بميزانٍ لا يضلّ ولا يظلم».
وختم جبالي كلمته بتوجيه وصية إلى النواب، قائلًا:«أوصيكم زملائي أن تجعلوا الوطن دائمًا نصب أعينكم، فالمسؤولية العامة ليست ترفًا يُتزيَّن به، بل عبءٌ يُحمَل، والكلمة في موضع التشريع قد تُقيم وطنًا أو تُسقطه، والعدالة التي لا تنبع من الضمير لا تُثمر، ولو أُلبست أثواب القانون».
ورفع «جبالي» الجلسة العامة لأجل غير مسمى .