تنظيم سري أم حزب سياسي؟.. مستقبل حركة حماس في اليوم التالي لإنهاء الحرب في غزة

اليوم التالي لانتهاء الحرب، تحقق أخيرًا بجهود مضنية من الوسيط المصري، انتهت بقمة شرم الشيخ التي استضافة الرئيس ترامب وعدد كبير من زعماء العالم، ليتم إعلان وقف حرب غزة ومرحلة أولى في القطاع تشمل تسليم الرهائن والأسرى بين الفصائل وإسرائيل، ومع ذلك يرى مراقبون أن اليوم التالي لا يضمن تغيرات في القطاع فحسب ولكن على مستقبل حركة حماس أيضا.
حماس بدورها، فقدت العديد من القادة خلال حرب الطوفان، على رأسهم يحيى السنوار ومحمد الضيف وإسماعيل هنية وأغلب قادة الصف الأول في الجناح السياسي والعسكري، ما يضع تحديات كبرى على عاتق الحركة في إعادة تشكيل نفسها في ظل أزمة سياسية وعسكرية معقدة نتيجة الضغط الإسرائيلي الأمريكي الواضح على تنحية الحركة من أي تواجد سياسي خلال الفترة المقبلة.
حركة حماس في اليوم التالي للحرب
ويشير الدكتور أيمن الرقب استاذ العلوم السياسية الفلسطيني إلى أن الحركة أمام عدة تحديات منها شقين، الأول أن تتحول إلى حزب سياسي بأجندة سلمية واضحة أشبه بحركة فتح، والتي تخلت عن السلاح بعد اتفاقية أوسلو في التسعينيات ومارست السياسة ودخلت الانتخابات ورفضت حمل السلاح.
وفي ذلك أيضا تحديات بحسب الرقب خاصة مع عدم وجود طبقة شابة ضمن السياسيين في حركة حماس، فيما كانوا أغلب الفئات العمرية الأصغر ضمن كتائب عز الدين القسام، إلى جانب ذلك يتصدر القادة العسكريين الحاليين في كتائب عز الدين القسام المشهد العام، مع احتمالية ترشحهم على منصب رئيس الحركة.
اقرأ أيضا:
المُبشر ب«طوفان الأقصى».. من هو عز الدين الحداد المطلوب «رقم 1» من إسرائيل؟
ولفت الرقب إلى أنه يوجد اثنين من القادة العسكريين المهمين المتبقين على قيد الحياة، هما عز الدين الحداد وحسين فياض قائد كتيبة بيت حانون، وإذا تحولت الحركة إلى حزب سياسي قد يدفعان بأنفسهما للترشح على رئاستها وتولي إدارتها، خاصة أن الجناح العسكري عادة ما يكون أقوى شعبية ومن هنا نجح يحيى السنوار نفسه في خلافة هنية قبل أن يستشهد في الحرب.
أما الشق الثاني، في أنها تتحول إلى حركة ظل تنظيم سري غائب عن الواجهة لكنه يخوض المعارك -بحسب الرقب - هذه أيضا طريقة آخرى في التعامل تحكمها التحديات والشروط التي ستتضح أكثر من الاتفاقية التي أدت لوقف إطلاق النار، ووقتها من غير الواضح كيف ستتعامل حماس وجناحها العسكري مع الواقع الجديد.
اتفاق وقف إطلاق النار
ونجحت مصر في عقد قمة سلام في شرم الشيخ، بحضور زعماء عرب ودوليين في مقدمتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث تم الإعلان بشكل رسمي عن وقف الحرب في قطاع غزة بعد عامين من مأساة إنسانية أدت إلى استشهاد نحو 70 ألف شخص.
اقرأ أيضا:
«قتلنا الصف الأول والثاني من حماس».. ما صحة تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي؟
وسلمت حركة حماس 20 من الرهائن الإسرائيليين داخل القطاع، فيما تواصل البحث عن جثث رهائن في قطاع غزة، في المقابل أفرجت إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين الذين عادوا إلى منازلهم المدمرة في كافة أنحاء فلسطين المحتلة.