في 65 دقيقة.. ترامب يحصد التصفيق 37 مرة من نواب الكنيست ويتجاهل لافتات «اعترفوا بفلسطين» (تفاصيل)

دوى صوت التصفيق قبل أن تنطلق الكلمات، فمنذ اللحظة التي دخل فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قاعة الكنيست الإسرائيلي اليوم الاثنين، بدا أن كل شئ في المكان مُعدٌّ لاستقباله كحليف استثنائي لدولة الاحتلال، حيث استقبله أعضاء الكنيست بحرارة لافتة، واستمر التصفيق الحاد لنحو ثلاث دقائق متواصلة، وكأن القاعة بأكملها أرادت أن تعبر له عن امتنانها له نظير دوره في إعادة الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، وكتابة نهاية لحرب غزة بعد عامين من الخسائر.
بعد إنهاء زعيم المعارضة يائير لابيد كلمته، صعد ترامب إلى المنصة متسلمًا دوره مع الميكروفون، ليقف الحضور مرة أخرى في وصلة تصفيق جديدة ومطولة، بدا واضحًا في تلك اللحظة أن هناك إجماعًا غير معلن بين السياسيين الإسرائيليين على الاحتفاء بالرجل الذي وُصف لاحقًا بأنه «وحّد إسرائيل بأربع دول عربية في اتفاق قائم على السلام والاستقرار»، كما قال رئيس الكنيست أمير أوحانا في كلمته الافتتاحية.
ترامب، الذي اعتاد أن يخاطب الجماهير بثقة وبأسلوب مباشر غير معتمدٍ على خطابٍ مكتوب، لم يخذل الحاضرين في قدرته على التنكيت، فبين الجمل السياسية الجادة، أطلق العديد من التعليقات الطريفة التي أثارت ضحك القاعة، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، اللذان تبادلا الضحكات في أثناء الخطاب أكثر من مرة، وعلى الرغم من أن المناسبة رسمية، إلا أن الأجواء لم تخلُ من الطابع الاحتفالي، وكأن الحضور أرادوا أن يظهروا قوة صداقتهم معه دون تحفظ.
لكن اللحظة التي سُجّلت كأكثر الأحداث توترًا جاءت حين رُفعَت لافتتان كُتب عليهما «اعترفوا بفلسطين»، من قبل النائب العربي أيمن عودة، واليساري عوفر كاسيف، الأمر الذي أدّى إلى طردهما من القاعة وسط تعامل فوري من الأمن، ليستكمل ترامب خطابه وكأن شيئًا لم يحدث، وسط تصفيق جديد أعاد التركيز إلى المنصة.
طوال 65 دقيقة، هي مدة خطابه، صفق الحضور لترامب 37 مرة بشكل جماعي، إضافة إلى عشرات المرات الأخرى التي عبّر فيها بعض النواب عن إعجابهم بتصريحاته بتصفيق فردي أو جماعي متقطع، وكانت التصفيقات أشبه بمحطات عبور بين مقاطع الخطاب، ترسم خلالها لغة الجسد والتعبيرات السياسية أكثر مما تقوله الكلمات.
خلال كلمته، لم ينسَ رئيس الكنيست أن يذكّر ترامب بامتنان المؤسسة الإسرائيلية له، فشكره على ما وصفه ب«وقوفه إلى جانب الشعب الإسرائيلي ليس فقط كرئيس، بل كصديق حقيقي»، مشيرًا إلى أن التاريخ الإسرائيلي لن ينساه حتى بعد آلاف السنين، وأضاف أوحانا أن ترامب كان من أوائل من تنبّهوا للخطر النووي الإيراني منذ عام 2011، قائلًا بثقة: «لن يمتلك النظام في إيران أسلحة نووية».
على أن ذروة الرمزية السياسية جاءت قبل كلمة نتنياهو، حين خلع أوحانا دبوس الرهائن الذي كان يرتديه، قائلاً: «بأيديهم، شكرًا لك، أيها الرئيس ترامب»، في إشارة إلى ملف الأسرى الإسرائيليين، وقبل ذلك، كان قد أعلن عن مبادرة يسعى من خلالها لحشد دعم برلماني عالمي لترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام في العام المقبل، معتبرًا أن إنجازاته الدبلوماسية تؤهله لذلك.