إسرائيل ستحتاج عقودا لإصلاح سمعتها.. «اتفاق شرم الشيخ» بشأن غزة يتصدر الصحف العالمية

تصدر «الإعلان التاريخي» الذي أدلى به الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قبل ساعات، عن اتفاق في مدينة شرم الشيخ، بين حركة المقاومة حماس وإسرائيل لوقف الحرب في قطاع غزة، العناوين الرئيسية في وسائل الإعلام العالمية من الولايات المتحدة إلى أستراليا، ومن البرازيل إلى إيطاليا، حيث أكدت الصحف العالمية أن ترامب لجم بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال، وأن إصلاح سمعة إسرائيل قد يستغرق جيلا أو أكثر جراء حملة الإبادة الجماعية التي ارتكبتها في قطاع غزة.
«أسوشييتد برس» ب«أكبر اختراق»
اعتبرت وكالة «أسوشييتد برس» الأمريكية أن الاتفاق أكبر اختراق حدث خلال أشهر من الحرب التي استمرت عامين.
وجاء، في تقرير الوكالة: «يبدو أن الطرفين أقرب مما كانا عليه منذ عدة أشهر لإنهاء الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، ودمرت معظم غزة، وأشعلت صراعات عسكرية إضافية في جميع أنحاء الشرق الأوسط».
وتطرقت الوكالة الأمريكية إلى الزخم الدولي الذي أثاره العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قائلة: «الحرب التي بدأت بهجوم حماس أشعلت مظاهرات عالمية وأثارت اتهامات بالإبادة الجماعية تنفيها إسرائيل»، مشيرة إلى أن الاتفاق يأتي في وقت أصبحت فيه تل أبيب «أكثر عزلة مما كانت عليه منذ عقود»، متطرقة إلى الانقسام الداخلي الإسرائيلي حول مسألة الصفقة.
في المقابل، ذكر التقرير أن «حلم الفلسطينيين بدولة مستقلة يبدو أبعد من أي وقت مضى على الرغم من الخطوات الأخيرة لدول غربية كبرى للاعتراف بها».
«نيويورك تايمز» الأمريكية
قال ديفيد سانجر، المحلل في صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، في مقال نُشر الليلة الماضية في الصحيفة الأمريكية المرموقة، إن «الرئيس ترامب يقف الآن على أعتاب أعظم إنجاز دبلوماسي في ولايته»، متطرقا أيضًا إلى طموح الرئيس لنوبل: «بالنسبة لترامب، النجاح في هذا المسعى هو الاختبار النهائي لهدفه الذي وضعه لنفسه كصانع صفقات وصانع سلام، ويمهد الطريق لجائزة نوبل للسلام التي لطالما رغب فيها علنًا».
وتطرق سانجر إلى العزلة المتزايدة لإسرائيل كخلفية لموافقة نتنياهو على الاتفاق، ووصف إسرائيل بعد عامين من الحرب بأنها: «أكثر عزلة من أي وقت مضى»، محذرا من أن إصلاح «الضرر الأخلاقي والسياسي» الذي لحق بتل أبيب في الحرب والقتل واسع النطاق في غزة «قد يستغرق جيلًا أو أكثر».
ووصف سانجر نتنياهو بأنه كان في حالة «انتشاء سياسي»، مشيرًا إلى الهجمات العديدة خلال الحرب، من هجوم أجهزة النداء ضد حزب الله إلى الضربة المفاجئة على إيران باغتيال كبار قادتها العسكريين وعلماء الذرة، لكنه أردف: «نتنياهو أفرط في الأمر، ووجد ترامب ورجاله فرصة لكبحه»، مشيرًا في هذا السياق ليس فقط إلى «حجم الدمار في غزة الذي أثار صدمة في المجتمع الدولي»، ولكن أيضًا إلى الهجوم الإسرائيلي الفاشل في الدوحة ضد قيادة حماس الشهر الماضي، «الذي صدم البيت الأبيض».
وتطرق سانجر إلى إجبار ترامب نتنياهو على الاعتذار لقطر خلال اجتماعهما في البيت الأبيض، قائلا: «وعلى طول الطريق، قام بمناورة نتنياهو للموافقة على خطته المكونة من 20 نقطة، وهي خطة راهن القائد الإسرائيلي على أن حماس سترفضها».
صحيفة «إلباييس» الإسبانية: ضغط شديد من اجل إتمام الاتفاق
في صحيفة «إل باييس» الإسبانية، وصفت الصحيفة لقرائها الضغط الشديد الذي مورس من أجل إتمام الاتفاق: «الوسطاء وضعوا كل البيض في سلة واحدة»، ففي مصر كُلف رئيس مخابراتها، اللواء حسن رشاد، فيما أرسل ترامب مبعوثيه البارزين ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر إلى شرم الشيخ، وقطر رئيس وزرائها محمد بن عبدالرحمن آل ثان، وتركيا رئيس مخابراتها، إبراهيم كالين، وفي التعليق المصاحب للتقرير الإخباري، قائلة: «حقق ترامب انتصاره الثامن في منصبه كصانع سلام عالمي. الرئيس الأمريكي، الذي يأمل في الفوز بجائزة نوبل للسلام، يقدم نفسه على أنه الشخص الوحيد القادر على التوصل إلى اتفاق، بعد أن هدد بشراء غزة وفتح أبواب الجحيم على حماس».
صحيفة «بيلد» الألمانية: احتفالات في غزة وتل أبيب
سلطت صحيفة «بيلد» الألمانية، المعروفة بخطها المؤيد لدولة الاحتلال، الضوء على الاحتفالات في «ساحة الرهائن» بتل أبيب، ونشرت صورة لعيناف تسينجاوكر- التي لطالما اتهمت نتنياهو بعرقلة اتفاق تبادل الأسرى، بعنوان: «والدة الرهينة تبكي فرحًا»، وبخط ثانوي.
كما تُفيد وسائل الإعلام العالمية عن احتفالات اللاجئين الفلسطينيين في غزة. حيث قال أيمن صابر، الذي فر من خان يونس خلال الحرب، لوكالة «AP»، إنه يأمل في العودة إلى المدينة وإعادة بناء منزله الذي دُمِّر العام الماضي في قصف إسرائيلي، قائلا: «سنعيد بناء المنزل، سنعيد بناء غزة».