أبوالنصر: ربط أسيوط بالقاهرة جويًا خطوة استراتيجية لدعم محبي التراث الروحي    ارتفاعات وشيكة في أسعار الذهب.. اشتري قبل فوات الأوان    بعثة زيسكو تصل القاهرة لمواجهة الزمالك في الكونفدرالية    حسام حبيب لتامر حسني: ربنا يطمن كل اللي بيحبوك عليك    اسعار كرتونه البيض للمستهلك اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    إزالة تعديات وإسترداد أراضي أملاك دولة بمساحة 5 قيراط و12 سهما فى الأقصر    رئيس جهاز الثروة السمكية: صحة المصريين تبدأ من الطبيب البيطرى.. حارس الأمن الغذائي للبلاد    318 مليون شخص يواجهون مستويات كارثية، برنامج الأغذية يحذر من أزمة جوع عالمية    روسيا: أوكرانيا تستخدم صواريخ أتاكمز الأمريكية طويلة المدى مجددا    شقيق إبستين: كان لدى جيفري معلومات قذرة عن ترامب    "السيسي وبوتين".. صداقة متينة وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا    أول رد فعل من مصطفى محمد على تصريحات حسام حسن    تفاصيل فعالية تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى بمحطة الضبعة بمشاركة السيسي وبوتين    موعد مباراة المغرب والبرازيل في ربع نهائي كأس العالم للناشئين    الأهلي يحصل على موافقة أمنية لحضور 30 ألف مشجع في مواجهة شبيبة القبائل    حقيقة عودة كهربا إلى الأهلي في يناير    ضبط تشكيل عصابي لسرقة الدراجات النارية بكفر الشيخ عقب تداول فيديو    الأرصاد تكشف موعد ذروة ارتفاعات درجات الحرارة وتحذر القاهرة تتجاوز 30 درجة    ضمن مشروع تطوير شامل، أنظمة إطفاء صديقة للبيئة في مطار القاهرة    محمد صبحي يغادر المستشفى بعد تماثله للشفاء    هيئة الدواء: لدينا مخزون خام يكفي لإنتاج 400 ألف عبوة من الديجوكسين    وصفات طبيعية لعلاج آلام البطن للأطفال، حلول آمنة وفعّالة من البيت    ارتفاع عدد مصابي انقلاب سيارة ميكروباص فى قنا إلى 18 شخصا بينهم أطفال    جامعة قناة السويس تحتفي بأبطالها المتوجين ببطولة كأس التميز للجمهورية    الإسماعيلي يكشف حقيقة طلبه فتح القيد الاستثنائي من فيفا    قصور ومكتبات الأقصر تحتفل بافتتاح المتحف المصرى الكبير.. صور    رئيس الأركان يعود إلى أرض الوطن عقب مشاركته بمعرض دبى الدولى للطيران 2025    أسطورة ليفربول يكشف مفاجأة عن عقد محمد صلاح مع الريدز    المصرية للاتصالات تعلن اكتمال مشروع الكابل البحري 2Africa    نورا ناجي عن تحويل روايتها بنات الباشا إلى فيلم: من أجمل أيام حياتي    بث مباشر.. بدء مراسم وضع هيكل الاحتواء لمفاعل الضبعة النووية    وزير الري يلتقي عددا من المسؤولين الفرنسيين وممثلي الشركات على هامش مؤتمر "طموح إفريقيا"    ما هو فيروس ماربورج وكيف يمكن الوقاية منه؟    السياحة العالمية تستعد لانتعاشة تاريخية: 2.1 تريليون دولار إيرادات متوقعة في 2025    هشام يكن: أطالب حسام حسن بضم عبد الله السعيد.. وغير مقتنع بمحمد هاني ظهير أيمن    مقتل 6 عناصر شديدى الخطورة وضبط مخدرات ب105 ملايين جنيه فى ضربة أمنية    نجاح كبير لمعرض رمسيس وذهب الفراعنة فى طوكيو وتزايد مطالب المد    تعرف على أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    مصرع 3 شباب في تصادم مروع بالشرقية    الصحة تغلق 11 مركزًا غير مرخص لعلاج الإدمان بحدائق الأهرام    حزب الجبهة: متابعة الرئيس للانتخابات تعكس حرص الدولة على الشفافية    إقبال واسع على قافلة جامعة قنا الطبية بالوحدة الصحية بسفاجا    بريطانيا تطلق استراتيجية جديدة لصحة الرجال ومواجهة الانتحار والإدمان    صيانة عاجلة لقضبان السكة الحديد بشبرا الخيمة بعد تداول فيديوهات تُظهر تلفًا    حريق هائل يلتهم أكثر من 170 مبنى جنوب غرب اليابان وإجلاء 180 شخصا    مهرجان مراكش السينمائى يكشف عن أعضاء لجنة تحكيم الدورة ال 22    إطلاق أول برنامج دولي معتمد لتأهيل مسؤولي التسويق العقاري في مصر    جيمس يشارك لأول مرة هذا الموسم ويقود ليكرز للفوز أمام جاز    ندوات تدريبية لتصحيح المفاهيم وحل المشكلات السلوكية للطلاب بمدارس سيناء    «اليعسوب» يعرض لأول مرة في الشرق الأوسط ضمن مهرجان القاهرة السينمائي.. اليوم    أبناء القبائل: دعم كامل لقواتنا المسلحة    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    شهر جمادي الثاني وسر تسميته بهذا الاسم.. تعرف عليه    دينا محمد صبري: كنت أريد لعب كرة القدم منذ صغري.. وكان حلم والدي أن أكون مهندسة    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كامالا هاريس في مذكراتها «107 أيام»: «ترامب» يغلب عليه الحقد والإساءة
نشر في المصري اليوم يوم 27 - 09 - 2025

أكثر من عشرة أشهر مرت منذ حسمت نتائج الانتخابات الأمريكية لصالح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وسط أجواء مشحونة وتكهنات مختلفة حتى اعتبرها كثير من المحللين من أكثر الانتخابات غرابة فى تاريخ الولايات المتحدة، وأن نتائجها ستكون بداية مرحلة جديدة ومختلفة وسيتجاوز أثرها الشأن الداخلى الأمريكى إلى العالم.
ومنذ إلقاء خطاب الهزيمة، لم يظهر اسم نائبة الرئيس السابق والمرشحة الرئاسية كامالا هاريس، التى خاضت السباق الانتخابى أمام ترامب، إلا فى عدد محدود جدًا من المناسبات العامة، كما أنها لم تتحدث عن كواليس ما جرى خلال فترة ترشحها الاستثنائية، والتى جاءت بعد انسحاب الرئيس السابق جو بايدن، مكتفية بما يصدر من أخبار حول كتابة مذكراتها عن هذه الفترة حتى تصدر فى أقرب وقت، خاصة أن يوم إعلان النتيجة كان صادمًا للغاية، حتى إنها قررت عدم الحديث عنه مرة أخرى حتى تصدر مذكراتها.
بالفعل لم ينقض عام حتى أصدرت كامالا هاريس مذكراتها هذا الأسبوع، والتى حملت اسم «107 أيام»، عن دار نشر سايمون وشوستر، فى إشارة إلى فترة حملتها الانتخابية الممتدة بين انسحاب بايدن من السباق الرئاسى لعام 2024 وإعلان فوز ترامب فى الانتخابات.
كانت حملة كامالا هاريس الانتخابية هى الأقصر فى تاريخ الولايات المتحدة الحديث، وفى مذكراتها «107 أيام»، تعتبر أن هذه الفترة لم تكن كافية على الإطلاق، فلم يكن هناك وقت لصياغة الرسائل المناسبة لجيل زد ولا للأمريكيين من أصول لاتينية، والرد على أكاذيب ترامب، وشرح سياساتها، خاصة الاقتصادية، بطريقة يفهمها الناخبون، كما أن علاقتها المعقدة بالرئيس السابق جو بايدن ساهمت فى خسارتها الانتخابات.
الولاء القاتل
تبدأ المذكرات بالمكالمة التى تلقتها كامالا هاريس من الرئيس جو بايدن ليخبرها بانسحابه من السباق الرئاسى بعد أن واجه دعوات من المانحين ومن داخل الحزب الديمقراطى للانسحاب بعد مناظرته الكارثية مع ترامب. وتكشف هاريس أنها لم يكن أمامها سوى دقائق لاستيعاب الأمر قبل أن يعلن قراره للعالم، وذكرت أن خطة بايدن الأساسية كانت الانتظار بضعة أيام قبل إعلان تأييدها، لكنها استطاعت إقناعه ومساعديه بأهمية أن يعلن ذلك على الفور، لأن الأخبار والإعلام لن تتوقف والانتظار سيفتح الباب أمام الكثير من التكهنات.
تقول هاريس: «كنت أعلم أننى المرشح الأقوى للفوز، والأكثر استعدادًا وشهرة، ولدىَّ قاعدة مانحين قوية، كما كنت أعلم - مثلما يعلم بايدن- أننى الشخص الوحيد الذى سيحافظ على إرثه».
وتذكر هاريس أنها كانت تكافح لفصل نفسها عن بايدن، بسبب ولائها له؛ فهو لم يكن يريد الانسحاب من السباق أو التوقف عن الرئاسة، لذا فقد كانت تحاول أن تمنحه «الكرامة» المناسبة وواصلت مدحه حتى تحدث معها ديفيد بلوف، المستشار الأول لحملتها الانتخابية، وطلب منها التوقف قائلا: «حان الوقت لأن تكون هذه الحملة موجهة إليك.. الناس يكرهون جو بايدن».
وتعترف هاريس بأنها أدركت هذه الحقيقة متأخرة، فقد كانت ترفض التخلى عن بايدن بسبب كل الأمور الجيدة والقرارات التى اتخذها خلال فترة إدارته، والتى تعتبر نفسها مشاركة فيها، كما أن خصمها يغلب عليه الحقد ولا يتوقف عن الإساءة إلى بايدن، وهى لا تريد أن تفعل مثله، لكن أصبح هذه الوفاء عائقا أمام حملتها الرئاسية، وهو ما اتضح خلال ظهورها فى برنامج «ذا فيو»، فى أكتوبر الماضى، عندما سُئلت: «ما الشىء الذى كنت ستفعلينه بشكل مختلف عن الرئيس بايدن خلال السنوات الأربع الماضية؟»، وتبعًا لما ذكرته فعلى الرغم من التحضير والحث من كبار مساعديها لتتخذ موقفا مختلفا، لكنها أجابت: «لا يخطر فى بالى أى شىء» فى إشارة على موافقتها على كل قرارات بايدن وتأييدها له، وهى الإجابة التى استخدمها الإعلام وحملة ترامب لشن هجوم عليها بعد ذلك.
قرار متهور
اعتبرت كامالا هاريس، نائبة الرئيس السابق جو بايدن، أن «التهور» كان السبب الأساسى فى ترشح الرئيس السابق بايدن للرئاسة عام 2024، مشيرة إلى خطأ كل ما قيل وقتها فى الإدارة الأمريكية وفى الحزب الديمقراطى بأن ترشحه «قرار بايدن وجيل الشخصى» كما لو كنا «تحت تأثير التنويم المغناطيسى» لكن الحقيقة- تبعا للمقتطف الذى نشرته صحيفة ذا أتلانتك- «بالنظر إلى الماضى، أعتقد أنه كان تهورًا، ومخاطرة كبيرة، ولم يكن من المفترض أن يترك هذا الخيار إلى أنانية الفرد وطموحه، فهو أكثر من مجرد قرار شخصى».
وتروى المذكرات إحدى الوقائع التى حدثت فى 4 يوليو وقت تزايد الدعوات لانسحاب بايدن من الانتخابات، وقتها انفردت السيدة الأولى جيل بايدن بزوج كامالا هاريس لتسأله: هل ستدعمنا فى الاستمرار؟، وهو السؤال الذى أثار غضب دوج إيمهوف، زوج هاريس، حتى إنه قال لاحقًا لزوجته: «يخفونك عن الأنظار لأربع سنوات ليسألونا بعدها إن كنا لانزال موالين لهم؟».
تحدثت هاريس فى مذكراتها عن أحد المواضيع التى أثارت الكثير من الجدل، وهو سن بايدن وتأثيره على أدائه العام والخاص، ونفت وجود مشكلة على الرغم من أنها أقرت بأنه أخفق فى المناظرة مع ترامب، ولكن ذلك كان راجعًا لإرهاقه بسبب جدول أعماله المزدحم، وقالت: «فى أسوأ أيامه كان بايدن قادرًا على ممارسة مهام الحكم، وأكثر تعاطفًا بكثير من دونالد ترامب فى أفضل أيامه، ولكن فى سن ال81 كان بالطبع يصاب بالتعب، وعندها كان يظهر عليه التعثر اللفظى والجسدى، وبالطبع لم تكن كارثة المناظرة مفاجأة بعد رحلتين متتاليتين إلى أوروبا، ورحلة إلى الساحل الغربى لحضور حفل لجمع التبرعات فى هوليوود. لا أعتقد أن ذلك كان عجزا، ولو كنت أعتقد ذلك لكنت قلته، فبقدر وفائى لبايدن لكننى أكثر وفاء لوطنى».
فريق البيت الأبيض
تحدثت هاريس فى مذكراتها عن فريق البيت الأبيض والدائرة المقربة من الرئيس السابق بايدن وبأنهم كانوا طوال الوقت يحاولون تشويه دورها وأدائها الوظيفى؛ فتبعا لما ذكرته كانوا يمتلكون كل الأدوات وفريق اتصالات ضخم، وإحاطة إعلامية فى غرفة الصحافة يوميا، لكنهم لم يقدموا كلمة إيجابية عن عملها أو يدافعون عنها ضد الهجمات الكاذبة التى يشنها عليها الجمهوريون أو وسائل الإعلام المحافظة.
وأضافت أن المحيطين ببايدن «لم يعجبهم التباين الذى ظهر» عندما بدأت تحظى بتأييد جيد فى استطلاعات الرأى، بينما لم يكن الرئيس كذلك، وأنهم لم يفهموا أن نجاحها كنائبة له كان أمرا بالغ الأهمية، وبمثابة شهادة على حكمته فى اختيارها، وطمأنينة بأنه فى حال حدوث أى مكروه، فإن البلاد ستكون فى أيد أمينة، لم يفهم أى منهم أن نجاحها مهم بالنسبة لبايدن.
وذكرت هاريس أن الجمهوريين كانوا يسمونها «قيصر الحدود»، لأن ترامب أوكل لها ملف الهجرة من أمريكا الوسطى، منذ مارس 2021، وإنهاء الأسباب التى تدفع الناس إلى مغادرة قراهم فى جواتيمالا وهندوراس والسلفادور. وتذكر هاريس: «كنت على دراية بالمنطقة ومشكلاتها، ولدى أفكار حول أنواع الاستثمارات والتدخلات التى بمرور الوقت تقلل من الهجرة وتساعد فى تحقيق الاستقرار، وتمنح الناس مستقبلا فى مجتمعاتهم، وبالفعل أحرزت تقدما، واستطعت تأمين التزامات باستثمارات بقيمة 5.2 مليار دولار من شركات خاصة للمنطقة، وعقدت العديد من الاجتماعات الثنائية مع قادة فى جميع أنحاء المنطقة، خاصة مع الرئيس أليخاندرو جياماتى فى جواتيمالا، وبعده الرئيس برناردو أريافالو، والتقيت جماعات ناشطة تكافح الفساد وتدافع عن حقوق الإنسان فى السلفادور وجواتيمالا وهندوراس، وعملت مع رئيس المكسيك أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، ومن بعده كلوديا شينباوم، بشأن قضايا الحدود المشتركة بيننا، وكانت الاستثمارات التى كنت السبب فيها ورقة ضغط على حكومات المنطقة للتصدى لمستويات الفساد الكبيرة المنتشرة، وقلت لهم إن هذه الشركات الأمريكية لن تستثمر ما لم تتم خطوات حقيقية ضد الفساد، وبالفعل ساهمت هذه الاستثمارات فى خلق 70 ألف وظيفة جديدة، ووصلت برامج التدريب إلى أكثر من مليون شخص، وربطت 2.5 مليون شخص لم يكونوا متعاملين مع البنوك سابقا بالخدمات المصرفية». وأضافت هاريس فى مذكراتها: «رغم ذلك لم يدافع فريق الاتصالات فى البيت الأبيض عما أحقق فى هذا الملف الذى يعد من القضايا المستعصية على إدارات الحزبين الديمقراطى والجمهورى».
وأشارت نائبة الرئيس السابقة إلى أنها عندما كلفت بالسفر إلى قصر الإليزيه للمساعدة فى إصلاح العلاقة المتوترة مع فرنسا بعد توقيع اتفاقية الأمن بين أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة (AUKUS)، وتراجع أستراليا فى عرض شراء غواصات من فرنسا بسبب هذا الاتفاق الذى كان يتضمن تزويد أمريكا لها بغواصات نووية، ما تسبب فى توتر العلاقات بين فرنسا والولايات المتحدة وخلال زيارتها لباريس عملت مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون على تخفيف التوتر بين الدولتين من خلال التركيز على مجالات التعاون العديدة، مثل استكشاف الفضاء، وتغير المناخ، والأمن عبر الأطلسى، والأمن السيبرانى.
وفى تلك الرحلة، وخلال زيارة معهد باستور تحدثت هاريس مع العلماء هناك بشكل غير رسمى عن رغبتها فى التزام السياسيين أكثر بالمنهج العلمى، ونطقت كلمة «الخطة» بتشديد مبالغ فيه، وهو ما جعل فوكس نيوز ونيويورك بوست ونيوزماكس، تزعم ساخرة أنها تحاول استخدام اللهجة الفرنسية ولم يتحرك البيت الأبيض للرد على هذه المزاعم، بل إنهم كانوا يزيدون الروايات السلبية حولها، زاعمين أن مكتبها فوضوى، وأن معدل تبدل الموظفين العاملين معها مرتفع، وهو ما ردت عليه بأنها خلال العام الأول كان الكثير من الأشخاص الذين يأتون للعمل فى إدارة جديدة فى البيت الأبيض لم يسبق لهم فعل ذلك من قبل، وهى وظائف لها طبيعة خاصة تتطلب التأقلم على ساعات العمل الطويلة وتحمل الضغط، وهو ما لم يكن الجميع يستوعبه، خاصة أنها وظيفة بدون أجر مرتفع ولها تبعات كثيرة على مستوى العائلة.
التخلى عن التحفظ
اكتسبت كامالا هاريس سمعة بأنها سيدة متحفظة لا تتحدث كثيرًا، لكنها فى هذه المذكرات تخلت عن صمتها لتحكى الكثير من المواقف التى أزعجتها وشعرت فيها بالخذلان الشديد.
يتضمن الكتاب عدة مشاهد أساء فيها الرئيس السابق بايدن لهاريس بعد أن بدأت حملتها الانتخابية، وكانت فى حاجة لدعمه، فخلال زيارة إلى قسم إطفاء شانكسفيل التطوعى، شاهدت بايدن يرتدى قبعة تحمل شعار «لنجعل أمريكا عظيمة مجددا». وفى مناسبة أخرى، اتصل بها بايدن قبل مناظرتها لينقل إليها أن شقيقه قال إن الناخبين فى فيلادلفيا هددوا بعدم دعمها لأنها انتقدت بايدن، لكنها لم تتوقف كثيرا وقتها.
وتذكر هاريس أنها عندما حان وقت اختيار مرشحها لمنصب نائب الرئيس، كانت تريد اختيار شخص مختلف عنها ووقع الاختيار على 8 مرشحين، ثم انحصر بين 3 مرشحين، وهم الحاكم جوش شابيرو؛ ديمقراطى من ولاية بنسلفانيا، والسيناتور مارك كيلى؛ ديمقراطى من ولاية أريزونا، وتيم والز؛ ديمقراطى من ولاية مينيسوتا.
وتذكر هاريس أن اختيارها الأول كان وزير النقل بيت بوتيجيج، لكنها شعرت بأنها «مخاطرة» أن تختار- وهى امرأة ملونة ومتزوجة من يهودى- نائبا لها مثلى الجنس.
ورغم أن الجميع كان يدعم اختيار جوش شابيرو، ومنهم زوجها، لكنها كانت تجده لا يقبل بأن يكون الرجل الثانى فى البيت الأبيض وأكثر اهتماما بتحديد دوره فى الإدارة من مساعدتها على الفوز، وأن يكون حاضرا فى كل قرار تتخذه، كما أنه أخذ يسأل عن مكان إقامته فى البيت الأبيض، وفى النهاية اختارت تيم والز، لأنها اعتقدت أنه يقدم خلفية مختلفة عنها، لكنها أحبطت بشكل كبير منه خلال مناظرته مع جى دى فانس، المرشح كنائب لغريمها ترامب، حتى إنها صرخت وهى تشاهده على التليفزيون وقت المناظرة وقد بدا متخبطا وصاحت: «لست هنا لتكوين صداقات مع الرجل الذى يهاجم زميلك فى الترشح».
وتحكى هاريس إنها وفريقها قرروا تأجيل إلقاء خطاب الهزيمة إلى اليوم الثانى لإعلان نتائج الانتخابات، وأنها حذفت أجزاء تتعلق بتراجع ترامب عن «حقوقنا وحرياتنا»، لأن الأمر قد حسم و«الانتخابات انتهت»، وكشفت عن أنها اتصلت بترامب بعد إعلان النتائج وفوزه وإنه قال لها «بكل احترام أقول إنك كنت غريم صارم وذكى»، وإنها كانت محقة فى كل ما تعتقده تجاه ترامب وما سيفعله بعد عودته للبيت الأبيض
وكتبت: «الديمقراطية معقدة، كما أنها عرضة للخطر بسهولة بسبب التحيز الصارخ، والأكاذيب الصريحة، والمؤسسات الإعلامية».
واختتمت هاريس مذكراتها بأنها: «لم تعد متأكدة بشأن رغبتها فى تغيير النظام من الداخل لأنه يخذلنا؛ لم يعد العمل ضمن النظام وحده كافيا، لن أجلس بعد الآن فى واشنطن العاصمة فى هذا المنصب الرسمى المهيب، سأكون مع الناس، فى المدن والمجتمعات، حيث أستمع إلى آرائهم حول كيفية إعادة بناء الثقة والتعاطف وبناء حكومة تليق بأفكار هذا البلد».
مثير للانقسامات
أثار صدور مذكرات كامالا هاريس- إلى جانب تصريحاتها فى بداية جولتها الترويجية للكتاب- ردود فعل متنوعة داخل الحزب الديمقراطى الذى لا يزال حتى اليوم منقسما بشأن مسؤولية خسارة انتخابات 2024 وعودة ترامب للبيت الأبيض. وفى الوقت الذى أصرت فيه هاريس على أن ما كتبته لا يهدم جسور التواصل داخل حزبها، مؤكدة على بعض مما جاء فى الكتاب، ومنه قرار عدم اختيار وزير النقل السابق بيت بوتيجيج كنائب لها، وهو ما علق عليه بوتيجيج لصحيفة بوليتيكو بأنه وجد تعليقات هاريس «مفاجئة»، وأنه يؤمن ب«منح الأمريكيين المزيد من التقدير»، وقال ديفيد أكسلرود، الذى عمل كمستشار للرئيس الأسبق باراك أوباما: «إذا كان المقصود من هذا الكتاب أن يكون بمثابة إطلاق حملة، فلا أعتقد أنه قد نجح، أما إذا كان بمثابة تنفيس عن المشاعر، فهى وحدها من يمكنها معرفة ما إذا كان ناجحًا أو لا»، بينما قال مايكل هاردواى، الخبير الاستراتيجى الديمقراطى: «فى عصر يحتاج فيه الديمقراطيون إلى تضافر جميع الجهود فى معركة حماية البلاد والدستور من فوضى إدارة ترامب، أتيحت لهاريس فرصة حقيقية لتكون صوتا ناقدا فى المقاومة، لكن يبدو أن كتابها غير مفيد ومثير للانقسام، وقد يكون سببا فى صعوبة أن تكون ممثلا للحزب ونحن نتطلع للمستقبل».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.