بعد هجماتها على غزة.. إسبانيا تقاطع مسابقة غنائية دولية حال مشاركة إسرائيل

قررت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية الرسمية «RTVE»، اليوم، انسحاب إسبانيا من مسابقة الأغنية الأوروبية لعام 2026، في حال مشاركة إسرائيل فيها.
وهذا يجعل إسبانيا أول دولة من بين ما يسمى ب«الخمسة الكبار» في المسابقة، وهم أكبر خمس دول مساهمة في المسابقة- وبالتالي يتأهلون تلقائيًا للجولة النهائية-، تعلن انسحابها رسميًا في حال استمرار مشاركة إسرائيل، وفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية.
وإسبانيا هي الدولة الخامسة التي تعلن قرارها مقاطعة مشاركة إسرائيل، بعد إعلانات سابقة صدرت عن هولندا وسلوفينيا وأيسلندا وأيرلندا، وتعد مسابقة الأغنية الأوروبية، والمعروفة غالبًا باسم يوروفيجن، هي مسابقة غنائية دولية تنظمها سنويًا اتحاد البث الأوروبي بين أعضائه منذ عام 1956.
ووافق مجلس إدارة «RTVE» على انسحاب البلاد، الذي اقترحه رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية خوسيه بابلو لوبيز، بأغلبية 10 أصوات لصالح القرار، و4 أصوات ضده، وامتناع صوت واحد عن التصويت.
يأتي ذلك في أعقاب تعليقات أدلى بها الأسبوع الماضي إرنست أورتاسون، وزير الثقافة الإسباني، والذي صرح بأن إسبانيا يجب أن تنسحب من مسابقة الأغنية الأوروبية 2026 إذا لم يتم استبعاد إسرائيل من المسابقة.
وقال أورتاسون في مقابلة مع برنامج «ساعة واحدة» على قناة TVE، إن مشاركة إسرائيل في المسابقة لا يمكن التسامح معها.
وأضاف: «أن الأحداث مثل مسابقة يوروفيجن أو سباق إسبانيا للدراجات (سباق الدراجات السنوي متعدد المراحل) تقدم تمثيلًا معينًا للبلد»، في إشارة إلى الاحتجاجات ضد فريق الدراجات إسرائيل بريميير تيك خلال النسخة الحالية من السباق.
وتابع: «في حالة مسابقة اليوروفيجن، ليس من يشارك فيها فنان فردي، بل من يشارك نيابة عن مواطني تلك الدولة». ووصف أورتاسون إسرائيل بأنها «حكومة إبادة جماعية».
وكان «لوبيز»، أرسل رسالة العام الماضي إلى منظمي المسابقة، اتحاد البث الأوروبي، بشأن مشاركة إسرائيل، داعيا إلى مناقشة داخلية «بشأن المخاوف التي أثارتها مجموعات المجتمع المدني المختلفة في إسبانيا بشأن الوضع في غزة ومشاركة هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية (كان) في المسابقة».
وتعرضت مشاركة إسرائيل في المسابقة لانتقادات متكررة بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة. وقع أكثر من 70 متسابقًا سابقًا في مسابقة يوروفيجن رسالة مفتوحة يطالبون فيها بمنع إسرائيل وهيئة البث الوطنية «كان» من المشاركة في المسابقة.
وقال المغني النمساوي جي جي، الفائز بمسابقة الأغنية الأوروبية العام الماضي، إنه يريد أيضًا منع إسرائيل من المشاركة في مسابقة الأغنية الأوروبية عام 2026.
وكان اتحاد الإذاعات الأوروبية قد أكد في وقت سابق أنه يعتقد أن المنافسة يجب أن تظل محايدة سياسيا، وقال إنه لن يستبعد إسرائيل من المنافسة.
وفي عام 2022، مُنعت روسيا من المشاركة في مسابقة يوروفيجن عقب حربها مع أوكرانيا. وفي بيان صدر في فبراير 2022، صرح اتحاد الإذاعات الأوروبية قائلًا: «إن مشاركة روسي في مسابقة هذا العام ستُسيءُ إلى سمعةِ المسابقة».
وفي حديثه خلال مؤتمر عقد في مدريد في مايو الماضي، قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، وهو منتقد منذ فترة طويلة لسياسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة: «لا يمكننا السماح بالمعايير المزدوجة، حتى في الثقافة».
وأضاف «سانشيز»، «إذا لم يعترض أحد عندما طُلب من روسيا مغادرة المسابقات الدولية وعدم المشاركة في مسابقة الأغنية الأوروبية بعد غزو (أوكرانيا)، فلا ينبغي لإسرائيل أن تفعل ذلك أيضًا».
وفي الأسبوع الماضي، قال مدير مسابقة الأغنية الأوروبية مارتن جرين إن المسابقة «ستحترم» أي قرارات مقاطعة بسبب إسرائيل .
ولدى هيئات البث مهلة حتى منتصف ديسمبر لتأكيد رغبتها في المشاركة في فعالية العام المقبل في فيينا، ويعود القرار لكل عضو في المسابقة، وسنحترم أي قرار تتخذه هيئات البث، كما صرح في بيان.
والآن، يبدو أن مسؤولي مسابقة الأغنية الأوروبية قدموا اقتراحا إلى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلية (كان).
زكما ذكرنا، منح اتحاد الإذاعات الأوروبية ممثلي إسرائيل خيارين «غير رسميين»: إما الانسحاب مؤقتًا من المسابقة، أو المشاركة تحت علم محايد، على غرار ما اتبعه الرياضيون الروس في الألعاب الأوليمبية الأخيرة.
ويأتي بيان إسبانيا في نفس الصباح الذي قالت فيه لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.
ومن المقرر أن تقام النسخة السبعين من مسابقة يوروفيجن في فيينا، النمسا. وستقام المباراة النهائية في 16 مايو، بعد نصف النهائي يومي 12 و14 مايو2026.