واصل الاحتلال الإسرائيلى حرب الإبادة والتجويع على قطاع غزة المحاصر حيث استشهد 34 فلسطينيا، بينهم نساء وأطفال، منذ فجر أمس، فى غارات إسرائيلية متواصلة على أنحاء متفرقة من القطاع، وفق ما أفادت مصادر طبية ومحلية. وقالت وزارة الصحة إن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات ال24 الماضية 83 شهيدا و223 إصابة جديدة، لترتفع حصيلة العدوان منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 64.605 شهيد و163.319 مصاب، كما ارتفعت حصيلة ضحايا التجويع الناجم عن الحصار إلى 404 شهداء فلسطينيين، من بينهم 141 طفلا. وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بوقوع مجزرة جديدة فى خيام النازحين بمنطقة الشاليهات غرب غزة أسفرت عن أكثر من 10 شهداء وعشرات الجرحى. كما استشهد 4 مواطنين فى قصف بطائرة مسيّرة وسط خان يونس، إضافة إلى سقوط ضحايا فى استهدافات أخرى قرب ميناء غزة وحى الشيخ رضوان. وفى مخيم البريج، استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون بقصف على نقطة توزيع مساعدات. وميدانيا، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلى سياسة تدمير الأبراج والمبانى السكنية المرتفعة فى مدينة غزة، محذرا سكان «برج طيبة 2» وخيام النازحين فى منطقة الميناء بضرورة الإخلاء الفورى. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن تدمير 50 مبنى خلال يومين «مجرد مقدمة للعملية الرئيسية»، فى إشارة إلى خطة تهجير قسرى أوسع، بحسب مراقبين. فيما حذرت وزارة الصحة فى غزة من أن نزوح الكوادر الطبية قسرا سيحول المستشفيات إلى «مقابر جماعية» مع انقطاع الكهرباء ونقص الوقود والإمدادات الطبية. كانت قوات الاحتلال الإسرائيلى قد بدأت منذ أيام فى حملة تدمير تدريجية للمبانى السكنية المرتفعة بمدينة غزة، ما أدى إلى تشريد آلاف العائلات ودفعها إلى ظروف نزوح قاسية، وسط تحذيرات من أن الهدف الحقيقى هو دفع الفلسطينيين قسرا نحو الجنوب تمهيدًا لتهجيرهم خارج القطاع، ضمن ما يصفه مراقبون بمخطط إسرائيلى أمريكى أوسع. وجاءت هذه الاستهدافات بعد إعلان الجيش الإسرائيلى، السبت الماضى، توسيع عملياته العسكرية فى مدينة غزة ضمن ما سماه عملية «عربات جدعون 2»، متوعدا بمواصلة استهداف الأبراج والأحياء السكنية. وفى السياق نفسه، هدد وزير الجيش يسرائيل كاتس، الاثنين، بقصف مزيد من المبانى العالية «حتى تدمير غزة وحركة حماس»، مشترطًا الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين وإلقاء السلاح. فى حين ظهر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يتباهى بتدمير 50 مبنى سكنيا خلال يومين فقط، متوعدا بهدم المزيد.