«العاطفة والحنان».. ما هي المشاعر المشتركة بين الإنسان والحيوان؟

لم يعد هناك مجال للشك أن الحيوانات تمتلك مشاعر ويمكنها الإحساس بالألم والانفعالات المختلفة، ورغم أن الحيوانات قد لا تعبر عن مشاعرها بالطريقة نفسها التي يفعلها البشر، إلا أن الأدلة العلمية في مجالات علم الأعصاب والأحياء وسلوك الحيوان تؤكد أن البشر ليسوا فريدين في حياتهم العاطفية.
دليل من الطبيعة على مشاعر الحيوانات
- النحل يمتلك شخصيات مميزة، ويظهر انفعالات أساسية، ويتعلم من خلال الملاحظة.
- السلاحف النيلية تمارس اللعب مع مربيها تمامًا مثل الكلاب.
- الأخطبوط الأم تضحي بحياتها من أجل حماية بيضها حتى الموت.
- التماسيح تساعد صغارها على الفقس وتحملها إلى الماء وتحرسها لأشهر.
هذه الأمثلة وغيرها تظهر أن العاطفة والحنان ليست مقصورة على الإنسان أو الحيوانات الأليفة التي نعرفها، بل وفقًا لمؤسسة «Meaningful Aging Australia» تمتد تلك المشاعر كائنات مختلفة تمامًا.
وفي عام 2012، صدر «إعلان كامبريدج للوعي» الذي وقعه عدد من العلماء، مؤكدين أن الوعي ليس حكراً على البشر. إذ أن الثدييات والطيور، وحتى بعض الكائنات الأخرى مثل الأخطبوطات، قادرة على اختبار مشاعر معقدة مثل الخوف، الفرح، الغضب، الحزن، والحب.
العدوى العاطفية بين الإنسان والحيوان
العلماء أثبتوا أن هناك ظاهرة تُسمى «العدوى العاطفية»، حيث يقلد الحيوان المشاعر التي يراها في غيره. الكلاب، مثلاً، تلتقط مشاعر أصحابها وتتفاعل معها؛ فإذا شعر صاحبها بالحزن، سرعان ما تراها إلى جواره تحاول مواساته.
الحزن والفقدان عند الحيوانات
كما يختبر البشر مشاعر الفقدان، فالحيوانات أيضاً تعاني من الحزن. قصص مشهورة مثل الكلب الياباني «هاتشيكو» أو الكلب «بوبي» في إدنبرة تُظهر وفاءً وحزناً امتد لسنوات على فقد أصحابهم.
وليس البشر فقط، بل أيضاً:
- الببغاوات يمكن أن تموت ألماً عند فقدان شريكها.
- الذئاب تغيّر أصواتها إلى عواء حزين عند فقد أحد أفراد القطيع.
- الأفيال تمارس طقوساً جنائزية، تبقى بجوار جسد الميت لأيام، وتُظهر علامات واضحة للحزن.
رغم أننا لن نعرف أبداً بدقة ما تشعر به الحيوانات، فإن الأدلة المتزايدة على امتلاكها مشاعر تفرض علينا إعادة التفكير في علاقتنا بها، وفي حقوقها ورعايتها في القرن الحادي والعشرين.
كما تقول الدكتورة فيكي هاتون، الباحثة في علم النفس التطبيقي والعلاقات بين الإنسان والحيوان، إننا كلما عرفنا أكثر عن الحيوانات ومشاعرها، أدركنا أننا لسنا مختلفين عنها كما كنا نظن.