أسطول الصمود العالمي يبحر لغزة.. والآلاف يتظاهرون على هامش «البندقية» السينمائي (تقرير)

في محاولة لكسر الحصار غير القانوني الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، يبحر «أسطول الصمود العالمي» من مدينة برشلونة الإسبانية، إلى القطاع الفلسطيني، حاملا مساعدات إنسانية وناشطين.
وأكمل الأسطول، الذي يتكون من اتحاد أسطول الحرية وحركة غزة العالمية وقافلة الصمود ومنظمة «صمود نوسانتارا» الماليزية، استعداداته الأخيرة من أجل الإبحار بعشرات السفن لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة.
وتبحر السفن، اليوم الأحد، والتي لم يحدد عددها بعد، الميناء الكاتالوني لفتح ممر إنساني، ووضع حد للحرب الوحشية المستمرة التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني، بحسب منظمي هذه المبادرة التي أُطلق عليها أسطول الصمود العالمي.
ويفترض أن تشارك في الأسطول عشرات السفن الإضافية التي ستنطلق من تونس ودول أخرى مطلة على البحر الأبيض المتوسط في الرابع سبتمبر المقبل، إضافة إلى مظاهرات و«نشاطات متزامنة» في 44 دولة، حسبما ذكرت على منصة «إنستجرام»، الناشطة السويدية جريتا تونبرج وهي عضو اللجنة التوجيهية في أسطول الصمود العالمي.
وقالت «تونبرج»، إن السفن في هذا الأسطول الجديد المتجه إلى القطاع الفلسطيني ستسعى «للوصول إلى غزة وتسليم المساعدات الإنسانية والإعلان عن فتح ممر إنساني ثم جلب مزيد من المساعدات، وبالتالي كسر الحصار الإسرائيلي غير القانوني وغير الإنساني على غزة بشكل نهائي».
وأضافت أنه «يجب أن يقع على عاتق حكوماتنا ومسؤولينا المنتخبين العمل والسعي للدفاع عن القانون الدولي، ومنع جرائم الحرب، ومنع الإبادة الجماعية»، لكنهم «يفشلون في ذلك، وبذلك يخونون الفلسطينيين، بل البشرية جمعاء».
وقالت: «للأسف، الأمر متروك لنا، نحن المواطنين العاديين، لتنظيم» هذا الأسطول.
وسيشارك في هذه المبادرة ناشطون من بلدان عدة، بالإضافة إلى نواب أوروبيين وشخصيات من بينها رئيسة بلدية برشلونة السابقة، آدا كولاو.
من جهتها، قالت النائبة اليسارية البرتغالية، ماريانا مورتاجوا، المشاركة في الأسطول «إنها مهمة قانونية بموجب القانون الدولي».
بدوره، أكد وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، أن حكومة بلاده «ستستخدم كل إمكاناتها الدبلوماسية والقنصلية لحماية مواطنينا» على متن الأسطول.
ويصف «أسطول الصمود العالمي» نفسه على موقعه الإلكتروني بأنه منظمة «مستقلة» و«غير تابعة لأي حكومة أو حزب سياسي».
وقال المتحدث باسم «أسطول الصمود العالمي»، سيف أبوكشك، إن المبادرة ستعمل بلا كلل حتى كسر الحصار عن القطاع وإيقاف الإبادة الجماعية في غزة.
وأعرب كشك، عن انزعاجه الكبير من عدم تحرك حكومات الدول لوقف مجازر الإبادة والمجاعة في غزة، قائلا إنها «لا تتخذ أي إجراء لمنع الإبادة الجماعية؛ إنها لا تفعل شيئا».
وفيما يتعلق بالتحديات والمخاطر التي قد تلحق بهم في طريقهم البحري إلى غزة، قال «أبوكشك» إنه يدرك أن إسرائيل قد تتخذ بعض الإجراءات العنيفة ضدهم، مؤكدا أنه لا يمكن مقارنة أي خطر محتمل قد يواجهونه، بالأخطار التي يواجهها الفلسطينيون يوميا في غزة.
على صعيد متصل، تظاهر آلاف الأشخاص، مساء أمس السبت، في البندقية الإيطالية تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة، على هامش مهرجان البندقية السينمائي الذي حمل طابعا سياسيا.
وتوقف المتظاهرون الذين خرجوا تلبية لدعوة من منظمات يسارية في منطقة البندقية، عند مدخل المهرجان، وسط حراسة أمنية مشددة.
ورفعت خلال المظاهرة لافتات تدعو إلى مقاطعة إسرائيل و«وضع حد للإبادة» وسط عدد كبير من الأعلام الفلسطينية.
وهتف العديد من المشاركين «فلسطين حرة»، الشعار الذي شاع استخدامه في المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين حول العالم.
وعبر العديد من الفنانين عن دعمهم للفلسطينيين في مهرجان البندقية خلال الأيام الأخيرة.
واتسم افتتاح مهرجان البندقية السينمائي برسالة مفتوحة كتبتها مجموعة «البندقية من أجل فلسطين» التي أسسها عشرة مخرجين إيطاليين مستقلين، تدين الحرب في قطاع غزة. وقال أحد مؤسسي المجموعة، فابيوماسيمو لوزي، لوكالة «فرانس برس»: «كان الهدف من الرسالة وضع غزة وفلسطين في قلب الاهتمام العام في البندقية، وهذا ما حدث».
بدوره، قال المدير الفني لمهرجان البندقية، ألبرتو باربيرا، للوكالة ذاتها، إن المهرجان «لا يتخذ مواقف سياسية مباشرة» مؤكدا تعاطفه مع الوضع المأساوي في غزة.