وزير خارجية تركيا: الإصلاحات والبنية التحتية حولت مصر لنموذج يُحتذى به في التنمية

أكد وزير الخارجية التركى هاكان فيدان أن المنطقة تمر بمرحلة حرجة للغاية، وأشار إلى أنه خلال لقائه بالرئيس عبدالفتاح السيسى تحدث حول رؤيته لمشاكل المنطقة والتعاون الثنائى، موضحا أن الرئيسين السيسى وأردوغان قطعا مسافة متقدمة جدا في التعاون بين البلدين، خاصة في الصناعات العسكرية والتكنولوجية والتجارة والاستثمار، وفيما يخص المسائل الإقليمية فإن هناك تقاربا في الرؤى وإمكانية التحرك المشترك تجاه هذه المسائل.
وقال وزير الخارجية التركي، في مؤتمر صحفي مشترك مع الدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية: «إننا نحتفل هذا العام بمرور مائة عام على العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركيا، ونعمل على تطوير علاقاتنا والتواصل على أساس حسن النية.. وتناولنا خلال المباحثات الإعلان المشترك للاجتماع الأول لمجلس التعاون الاستراتيجى رفيع المستوى بين البلدين وعلاقتنا مع مصر في المجال التجارى والاستثمارى، حيث نستهدف الوصول إلى 15 مليار دولار، والشركات التركية تسعى لذلك».
وأكد أن الإصلاحات والبنية التحتية حولت مصر لنموذج يحتذى به في التنمية، و«نهنئ مصر ونرى أنها ستقطع مسافات أبعد».
وحول التطورات في قطاع غزة قال وزير الخارجية التركى: «إننا على تنسيق دائم بشأنها وتوصيل المساعدات ووقف إطلاق النار.. ونقدر مساعدة مصر وقطر والولايات المتحدة لوقف إطلاق النار».
وأشار إلى أن إسرائيل تعمل على تعطيل وقف إطلاق النار، مشددا على أن إسرائيل تدار بذهنية فاشية وأصولية، وعلى المجتمع الدولى مواجهة نتنياهو.
وأوضح أن الرأى العام العالمى الذي يؤيد فلسطين يشكل ضغوطا على الحكومات، وقد ازداد عدد الدول التي اعترفت بفلسطين، و«فى هذا الإطار فإن مساعينا مشتركة مع اللجنة الوزارية التي تقوم بجهود كبيرة، وسنواصل العمل معا».
وشدد على رفض تركيا مخطط إسرائيل لاحتلال غزة، وهو خطة توسعية، حيث يتم ارتكاب المجازر، وعلى المجتمع الإسلامى الوقوف في وجه هذا الأمر، وسنواصل الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، لافتا إلى أن فلسطين للفلسطينيين، وكل محاولة لإخراجهم من أرضهم هي في حكم المعدومة.
وأكد فيدان أن توصيل المساعدات لغزة أمر مهم جدا، و«نتحرك بالتعاون مع مصر، فنحن ندرك أن وجود مصر مهم ومحورى لحل الأزمة في غزة»، موجها الشكر لمصر على إدخال المساعدات.
وأوضح أن المباحثات تناولت الأوضاع في ليبيا والسودان والصومال، «حيث كانت آراؤنا متوافقة»، معربا عن الأمل أن تصل الأمور في ليبيا للازدهار وأن يسود السلام في السودان والقرن الإفريقى، وقال: «إننا ندافع عن وحدة وسلامة السودان وإيقاف إراقة الدماء».
وأكد أن مخطط إسرائيل ليس احتلال غزة فقط، إنما لها أهداف ذات أبعاد في دول أخرى مثل لبنان وسوريا إما بالاحتلال أو خلق الأزمات بها، مشيرا إلى أن سياسات إسرائيل التوسعية تهديد كبير إقليميا وعالميا، وأن تركيا ومصر سيواصلان العمل على تحقيق الأمن والاستقرار.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن إسرائيل تعرقل جهود وقف إطلاق النار التي تقوم بها مصر وقطر والولايات المتحدة، وذلك من خلال «مواقفها الفاشية»، موضحًا أن خطط احتلال ما تبقى من غزة تأتي في إطار خطوات إسرائيل التوسعية في الإقليم من خلال إما احتلال الأراضي أو خلق حالة من عدم الاستقرار، واعتبر أن أي محاولة لإخراج الفلسطينيين من أرضهم «في حكم العدم».
وشدد على أن السياسات التوسعية الإسرائيلية تمثل تهديدًا للسلام في الإقليم والعالم، حيث تعمل على مواصلة سياسة الإبادة الجماعية في غزة ومنع إدخال المساعدات لإرضاخ الشعب الفلسطيني، والعمل على إخلاء القطاع من الفلسطينيين وتوطين إسرائيليين في مستوطنات على أراضي غزة.
وأشاد بجهود مصر في تيسير إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى العمل على وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن تركيا أرسلت 102 ألف طن من المساعدات إلى قطاع غزة.
كما قال فيدان إن المجتمع الدولي رسب في اختبار التعامل مع الكارثة الإنسانية في غزة، والنظام الدولي أثبت عدم جدواه، مضيفًا أن دماء الشهداء ستكون سبباً في مواجهة الظلم الإسرائيلي، وأن العالم رأى الحقيقة، لكن كانت تكلفة ذلك ثمناً غالياً من دماء الأبرياء. وقال: «الظلم لا يمكن أن يستمر طويلاً، وسترون عاقبة نتنياهو».