تستعد ابنة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر، للاستثمار بمبلغ قدره 1.4 مليار دولار في تحويل قاعدة أسلحة سوفيتية مهجورة إلى منتجع جزيرة فاخر، سيرًا على خطى والدها كمطورة عقارية. أمضت إيفانكا، البالغة من العمر 43 عامًا، وكوشنر البالغ من العمر 44 عامًا، واللذان أنهيا مؤخرًا العمل في قصرهما العائلي في ميامي، العام الماضي في العمل على خطط لتحويل جزيرة سازان الألبانية -إحدى آخر الجزر غير المطورة في البحر الأبيض المتوسط - إلى وجهة للأثرياء والمتميزين. اتخذ الزوجان، اللذان عملا كمستشارين كبار في الإدارة الأولى لترامب لكنهما اختارا عدم الانضمام مجددًا إلى حكومته بعد فوزه في انتخابات عام 2024، خطوة كبيرة نحو حلمهما بإنشاء ملاذ «استثنائي» في يناير، عندما تلقت خططهما موافقة أولية من الحكومة الألبانية، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز. وجاءت هذه الموافقة بعد شهرين فقط من إعلان والد إيفانكا فوزه على المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، وقبل أيام من تنصيبه للمرة الثانية، حيث أشارت الوكالة إلى أن المشروع هو «واحد من عدة» مشاريع تشمل أفراد عائلة الرئيس وكيانات حكومية أجنبية سيعمل ترامب معها بنشاط في البيت الأبيض. وكان كوشنر والمتحدث باسم الحكومة الألبانية قد رفضا في السابق أي اقتراح بأن عملية تقييم المشروع سوف تتأثر بأي شكل من الأشكال باتصاله المباشر بترامب ومع ذلك، فإن هذا لم يمنع طرح الأسئلة حول الموافقة. وتسعى إيفانكا ترامب وجاريد كوشنر إلى مسارات مهنية جديدة كمطورين للفنادق الفاخرة بعد اختيارهما عدم تولي أدوار في الإدارة الثانية لترامب. ويستثمر الزوجان مبلغا «مذهلا» قدره 1.4 مليار دولار في وجهة سياحية فاخرة سيتم بناؤها على جزيرة سازان الألبانية، والتي اشتهرت بكونها قاعدة عسكرية سوفيتية خلال الحرب الباردة. وقال ممثل الرئيس الألباني إدي راما لصحيفة التايمز في عام 2024: «حقيقة أن رجل أعمال أمريكيًا مشهورًا يظهر اهتمامه بالاستثمار في ألبانيا تجعلنا فخورين وسعداء للغاية». حتى قبل أن يحصل الزوجان على الموافقة على خططهما، كان السكان المحليون يثرون التكهنات حول المشروع، حيث يشير العديد منهم الآن إلى الجزيرة باسم «Ishulli i Trumpëve»، والتي تعني «جزيرة ترامب». وتربط كل من إيفانكا وكوشنر علاقات وثيقة بقطاع العقارات من خلال عائلتيهما. قبل أن ينخرط ترامب في السياسة، كان معروفًا بمسيرته المهنية كمطور عقاري، بينما تمتلك عائلة كوشنر محفظة واسعة من العقارات التجارية والسكنية وتجارية التجزئة في نيويورك وضواحيها . ومع ذلك، فإن هذا المشروع يمثل المرة الأولى التي يغامر فيها الزوجان بدخول عالم الفنادق الفاخرة حيث تشير تقارير متعددة إلى أنهما يواجهان معركة شاقة قبل أن يكون منتجعهما جاهزًا للزوار. وبعد التغلب على العقبة الأولى -الحصول على موافقة الحكومة للمضي قدمًا في خططهما سيتعين على الثنائي الآن التعامل مع بقايا الماضي المظلم إلى حد ما للجزيرة كمنشأة تخزين للأسلحة الكيميائية في الحقبة السوفييتية. وبحسب الصحفي الإيطالي مارزيو ميان، الذي زار الجزيرة في يوليو 2024، بعد وقت قصير من الكشف عن خطط إيفانكا وكوشنر للأرض التي تبلغ مساحتها 1400 فدان، فإنها مليئة ب «علامات تصور جماجم وعظام متقاطعة، تحذر من الألغام الأرضية»، مع تحذير زوار المنطقة من المخاطرة بالابتعاد كثيرًا عن مسارات محددة خوفًا من أن يعثروا على ذخائر غير منفجرة. ومع ذلك، فإن الخطط لإزالة الأسلحة والذخائر المتبقية في الجزيرة جارية على قدم وساق، حيث أعلنت الحكومة الألبانية في يوليو 2020 أن أعضاء من القوات المسلحة للبلاد تم إرسالهم إلى سازان من أجل البدء في تطهيرها من أي ذخائر خطيرة. تنتشر في الجزيرة المباني المهجورة، فضلًا عن العديد من الذخائر غير المنفجرة التي يجري تطهيرها. بعد أن حصلت خطط إيفانكا وكوشنر لمنتجعهما على الموافقة الأولية، أكدت الحكومة الألبانية أنها ستعمل معهما من أجل مواصلة تطهير موقع التطوير الخاص بهما من جميع الأسلحة غير المنفجرة والمدفونة. المباني العسكرية بالجزيرة أما بالنسبة للمباني العسكرية المتداعية والأثرية و3600 مخبأ مهجور تم التخلي عنها في الجزيرة، فيقال إن الزوجين يخططان لدمج عدد قليل منها على الأقل في خططهما الفندقية. وكشفت إيفانكا في مقابلة بودكاست عام 2024 أنهما كانا يعملان مع «أفضل المهندسين المعماريين وأفضل العلامات التجارية» لتحويل المنتجع إلى عقار «استثنائي». بحسب موقع دار نشر كتب دليل السفر Lonely Planet، أنه يمكن الوصول إلى الجزيرة بسهولة عن طريق العبارات العادية من مدينة فلورا الألبانية، إحدى الوجهات السياحية الأكثر شعبية وفخامة في ألبانيا، وهي السمعة التي لا شك أن إيفانكا وكوشنر سيحرصان على نقلها إلى فندقهما الفاخر. أوضح موقع لونلي بلانيت أن القاعدة العسكرية «كانت تستخدم في السابق كقاعدة للغواصات والأسلحة الكيميائية من قبل الاتحاد السوفييتي أثناء الحرب الباردة، وهي الآن موطن لقاعدة عسكرية ألبانية إيطالية تستخدم لمكافحة تهريب المخدرات». تابعت: «في صيف عام 2017، تم فتح مساحة صغيرة من الجزيرة للزوار، مما يجعل أجزاء من ساحلها البكر وآثارها التاريخية متاحة لأول مرة». ولم يخف رئيس وزراء ألبانيا، إيدي راما، حماسه بشأن مشروع إيفانكا وكوشنر، وقال لصحيفة الغارديان إنه يعتقد أن ألبانيا «لا تستطيع أن تتحمل عدم استغلال هدية مثل سازان»، وأضاف: «نحن بحاجة إلى السياحة الفاخرة كما تحتاج الصحراء إلى الماء». ولتحقيق هذه الغاية، تعمل الحكومة حاليا على بناء مطار بالقرب من فلوره لنقل السياح الأثرياء مباشرة إلى المنطقة الأكثر ثراء ومرغوبة في البلاد وهو المطار الذي من شأنه أيضا أن يعمل كنقطة وصول سهلة إلى فندق إيفانكا وكوشنر. اتهامات للحكومة الألبانية ومع ذلك، ليس الجميع سعداء بهذا المشروع، حيث اتهم بعض المنتقدين الحكومة الألبانية بعدم الشفافية بشأن الصفقة مع الزوجين، وفقًا لصحيفة التايمز. قال أغرون شهاج، عضو حزب المعارضة في الحكومة الألبانية، للصحيفة: «بالطبع، بالنسبة لألبانيا، وهي دولة فقيرة، من المهم تطوير السياحة. لكن هناك نقصًا في الشفافية هنا، مما يوحي بأن هذه صفقة خاصة تصب في المصلحة السياسية لرئيس وزراء ألبانيا». أعرب آخرون عن مخاوفهم بشأن تأثير هذا التطوير على الحياة البرية المزدهرة في الجزيرة، ومنهم المرشد السياحي المستقل أربين كولا، الذي صرّح لصحيفة الإندبندنت: «السياحة في سازان حاليًا تُسهم في الحفاظ على الطبيعة، لا في الإضرار بها. لا ينبغي لنا تغيير ذلك». على الرغم من أن كوشنر لم يعلق على التقارير الأخيرة حول مكة السياحة المقترحة، إلا أنه أخبر صحيفة الجارديان البريطانية في عام 2024 أن خططهم ستأخذ بعين الاعتبار البيئة الطبيعية في سازان بعناية، قائلًا: «عندما يعلن الناس عن تطوير، يشعر الجميع بالخوف. الجميع يفترض الأسوأ. لكن بمجرد أن يطلعوا على خططنا، وطريقة تصميمنا لها، ووفائنا واهتمامنا بالبيئة المحيطة بنا، أعتقد أن الناس سيكونون في غاية السعادة. ومجددًا، مع التطورات، لا تُرضي الجميع أبدًا». ولكن حتى الآن، لا يزال من غير الواضح متى سيبدأ العمل في المنتجع، حيث تشير الوثائق المتعلقة بالموافقة الحكومية الأولية إلى أن المسؤولين كان لهم الحق في إلغاء القرار في انتظار مزيد من المفاوضات.