«الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الانعزالي الذي تعهد بتجنب الحروب الخارجية، وقع فجأةً في فخ أعدّه، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وهو فخ تجنبه أسلافه الأكثر ذكاءًا»، هكذا وصف الكاتب بالشؤون السياسية، سيمون تيسدال بصحيفة «الجارديان» البريطانية، تصرفات الرئيس الأمريكي المتهورة، في مقاله المعنون «بغض النظر عما يقوله ترامب، فإن الولاياتالمتحدة قد خاضت حربًا- وستكون لها عواقب عميقة ودائمة». وقال «تيسدال»، إن «نتنياهو» بالغ في تصوير التهديد النووي الإيراني على أنه تهديد حالي، حيث تعود خطاباته المُثيرة للقلق حول هذا الموضوع إلى 30 عامًا، والتي ادعى أنه يعلم ما لم يعلمه مفتشو الأممالمتحدة النوويون، ووكالات الاستخبارات الأمريكية والأوروبية، وحتى بعض رؤساء أجهزته الاستخباراتية، وهو أن إيران على وشك نشر سلاح نووي جاهز للاستخدام يستهدف قلب إسرائيل. وأضاف الكاتب بصحيفة «الجارديان» :«لقد أخطأ دعاة الحرب بشأن العراق وأفغانستان وليبيا، والآن شاهدوهم يرتكبون نفس الخطأ بشأن إيران». وأوضح «تيسدال» أن هذا الادعاء لم يُثبت قط، لطالما أنكرت إيران سعيها لامتلاك قنبلة نووية، في حين أصدر مرشدها على خامنئي، فتوى تُحرم أي برنامج من هذا القبيل، كما لم تؤيّد الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو خبراء الاستخبارات الأمريكية ادعاء «نتنياهو» الأخير بأن إيران تسعى لامتلاك أسلحة نووية، والذي أطلقه في محاولته تبرير الهجمات الإسرائيلية الأحادية وغير القانونية التي شنها في فجر الجمعة 13 يونيو الجاري. لكن ترامب ضعيف العقل اختار تصديقه- بحسب تيسدال- وقرأ من نص نتنياهو، وقال مساء السبت إن القضاء على هذا التهديد النووي الذي لا جدال فيه أمر حيوي- وهو الهدف الوحيد للهجوم الجوي الأمريكي. ووفقًا للكاتب سيمون تيسدال، فإن الولاياتالمتحدة خاضت مرة أخرى حربًا في الشرق الأوسط بناءًا على كذبة، وعلى معلومات استخباراتية متنازع عليها، وربما خاطئة، ومُحرفة عمدًا لأسباب سياسية. إيران لن تزول وأكد سيمون تيسدال، في مقاله أن إيران لن تزول مهما تخيل «ترامب» و«نتنياهو» في أحلامهما المحمومة، مشيرًا إلى أنها ستبقى قوة مؤثرة في المنطقة. وأشار إلى، أن ذه الأحدث تُذكّر بمدى عمق الجهل الرسمي الأمريكي بإيران، فعلى عكس المملكة المتحدة، لم يكن لواشنطن أي حضور دبلوماسي هناك منذ الثورة الإسلامية. ولم تكن لها سوى اتصالات سياسية مباشرة قليلة، كما أن عقوباتها الاقتصادية القاسية زادت من تباعد وجهات النظر، مما قلل من التفاهم المتبادل. وكان قرار «ترامب»، بالتراجع عن الاتفاق النووي لعام 2015 (الذي تفاوض عليه باراك أوباما وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي) نتاجًا لهذا الجهل الحاصل، في إشارة إلى اندلاع الحرب بين إيران وإسرائيل، وفقًا ل«تيسدال».