قلبت فى صفحات التاريخ.. ففوجئت بأنه فى مثل هذه الأيام من شهر يونيو، صدر حكم بإعدام سليمان الحلبى، قاتل كليبر.. وسليمان الحلبى هو سليمان بن محمد أمين، الملقب باسم الحلبى (1191 ه / 1777 - 1216 ه / 1801)، وهو طالب من مواليد حلب. كان يدرس بالأزهر الشريف، وكان عمره 24 عامًا حين اغتال قائد الحملة الفرنسية على مصر، الجنرال كليبر (أو سارى عسكر) كما أطلق عليه الجبرتى!. سافر سليمان الحلبى من حلب إلى القدس عندما عاد الوزير العثمانى بعد هزيمته أمام الفرنسيين، وبعد 10 أيام سافر من غزة فى قافلة صابون ودخان، ووصل القاهرة بعد 6 أيام. ذهب إلى الأزهر وسكن هناك وعرف بعض الساكنين معه، وهم من مدينة حلب، أنه حضر لمقاومة الاحتلال الفرنسى!. وبحسب المصادر الفرنسية، ولد سليمان عام 1777 فى قرية كوكان، الواقعة فى منطقة عفرين شمالى غربى سوريا، لأب مسلم ينتمى إلى عائلة «أوس قوبار» الكرديّة. فيما ذكره خير الدين الأسدى باسم سليمان ونس!. المؤرخون السوريون ومؤرخو مدينة حلب أوردوا أن سليمان الحلبى عربى من حلب، وهذا هو الأرجح كون عفرين لم تكن جزءًا من حلب فى تلك الفترة، وهو كما ورد من عائلة ونس، وهى عائلة حلبية من مدينة حلب حى البياضة، هذا التعارض فى المصادر خلق اختلافا على أصول الحلبى بين العرب والكرد. وبعملية بحث لتتبع عائلة ونس فى حلب، نجد أن العائلة هى عائلة صغيرة ترجع أصلًا إلى العساسنة فى حلب.. وفعلاً كانوا سكان حى البياضة القريب من القلعة، أما العساسنة فهم فى حلب، وهم جزء من الدليم المتواجدين فى الأنبار العراقية!. ولكن مما يدفعنا إلى النظر بما ورد عن خير الدين الأسدى عاملان لا يمكن تجاهلهما: الأول أن خير الدين الأسدى نفسه- بحسب العديد من المصادر- كردى الأصل وليس عربيًا. والثانى أن خير الدين الأسدى كان مدرسًا للغة العربية، وكان مشهورًا بأنه كان يكره المتدينين الجاهلين، ويلاحظ أنه أورد قصة سليمان الحلبى كشاب متحمس متهور!. كان عمره 24 عامًا حين اغتال قائد الحملة الفرنسية على مصر، حيث إن كليبر ومعه كبير المهندسين بالبستان الذى بداره فى حى الأزبكية (وهو مقر القيادة العامة بالقاهرة)، فتنكر سليمان الحلبى فى هيئة شحاذ ودخل عليه فى حديقة قصره يوم 2 صفر 1216 ه، الموافق 14 يونيو 1800م، وعمد سليمان الحلبى يده وشده بعنف وطعنه 4 طعنات متوالية أردته قتيلًا. على أى حال، لم تستغرق المحاكمة أكثر من أربعة أيام، حققوا معه ومع من عرف أمره من مشايخ من الأزهر، الذين حاولوا ثنيه عن الأمر دون إبلاغ السلطة الفرنسية، وأصدر مينو فى اليوم نفسه أمرًا بتكليف محكمة عسكرية بتاريخ 15 و16 يونيو 1800 لمحاكمة قاتل كليبر، وأعدم يوم 17 يونيو فى مثل هذه الأيام!.