دائما ما يتطلب الاستماع بصورة مباشرة للمسؤول الحكومى بعيدًا عن الإعلام ووسائله حتى تتمكن من فهم أبعاد وخبايا بعض القرارات الهامة، وتحقق ذلك الثلاثاء الماضى حينما حضرتك عرضًا لوزير التربية والتعليم محمد عبداللطيف امتد لساعتين أو أكثر تحدث خلالهما عن فترة توليه الوزارة التى تقارب من 10 شهور، وكان عرض الوزير لافتًا للانتباه لم أشعر بالوقت وساعدنا فى ذلك خفة ظله فى بعض الأحيان وأسلوب جسده فى الشرح أمام الوزراء الحضور وأعضاء مجلس النواب والشيوخ. محاضرة وزير التعليم كانت كلها أرقامًا هامة يسعى من خلالها إلى توضيح قراراته المتخذة خلال الشهور الماضية وطبعًا على رأسها ملف البكالوريا وتبريره أن القرار يأتى فى سياق الرحمة والتخفيف عن أولياء الأمور من امتحان الفرصة الواحدة فى الثانوية العامة وأن تحديد مصائر آلاف من الطلاب يتوقف فقط على فرصة واحدة وهو ما تأتى البكالوريا به حيث تعالج قسوة الثانوية ومكتب التنسيق. محمد عبداللطيف ذكر عشرات الأرقام التى كانت محركا ودافعا أساسيا فى وضع أجندته اليومية لتحديد بوصلة التحرك ومدى التحسن الذى صاحب قراراته ومنها على سبيل المثال ارتفاع نسب الحضور من 15٪ إلى 85٪ داخل مدارس التعليم الرسمى الحكومى التى تضم السواد الأعظم من أبنائنا الطلاب وتوقف الوزير أثناء حديثه «انزلوا المحافظات واتصلوا بأهلكم واسألوهم الولاد بدأت تحضر ولا لأ علشان تتأكدوا من أرقامى»، ومما ذكره الوزير أيضًا انخفاض الكثافات داخل الفصول من 200 طالب إلى 50 طالبا وذلك دون الحاجة إلى بناء كم هائل من الفصول وإنما إعادة تدوير وتحريك واستخدام للفصول التعليمية والدراسية مثلا مدرسة ثانوية غير مستغلة ولا كثافة بها يتم استخدامها لتكون مدرسة للمرحلة الإعدادية أو الابتدائية وهكذا، فضلا عن خفض عجز المعلمين. لا أود الإطالة ولكن أنقل لكم أيضًا أن الوزير تحدث أكثر من مرة عن ضرورة وجود حوار مجتمعى، وهذا أمر جيدة ومستحسن خصوصًا أنه كان من بين الحضور المستشار محمود فوزى وزير الشؤون النيابية وأيضًا رئيس الأمانة الفنية للحوار الوطنى. أعتقد أن إجازة عيد الأضحى المقبلة ستكون مناسبة جيدة حين أزور محافظتى فى المنيا وأسأل أهلها هل وصلتكم أرقام وزير التربية والتعليم وهل فعلا أبناؤكم يحضرون وكيف كانت مشاركتكم فى الحوار المجتمعى حول البكالوريا كما قال الوزير، وللأمانة سأنقل لهم عرض الوزير وسيكون هناك مقالة جديدة أنقل فيها ما طلبه الوزير بأن نسأل أهالينا، وأعتقد أن ما تقوله أى أسرة مصرية هو أرض الواقع الفعلى. * العميد السابق لكلية طب الأسنان جامعة القاهرة