في كثير من جوانب الحياة، نميل إلى البحث عن السلبيات قبل الإيجابيات ،فعندما نبحث عن برنامج تلفزيوني أو فيلم أو كتاب جديد، نلقي نظرة على التقييمات السلبية قبل الإيجابية، ونميل إلى تذكر رسالة البريد الإلكتروني المسيئة التي تلقيناها في العمل أكثر من الرسائل الخمس الودية التي تلتها. أحيانًا، حتى علاقاتنا تقع فريسة لهذا النمط من التشاؤم. فنشير إلى نقاط الضعف، في العلاقة أو حتى في شريكنا، بسهولة أكبر من قدرتنا على الإشارة إلى نقاط قوته. هذه غريزة بشرية متأصلة في حمضنا النووي لفعل كل ما بوسعنا لحماية أنفسنا، لكن المشكلة تكمن في صعوبة إيقاف آلية البقاء هذه، أي أننا ننسى أن هناك نقطةً يمكننا عندها التوقف عن البحث عن المخاطر. ولكن كما يُمكن تدريب أدمغتنا على رصد التهديدات، يُمكن أيضًا إعادة تدريبها على البحث عن الخير، إن بذل جهد واعي لإدراك ما هو جيد في علاقتك- وفي شريكك- يُمكن أن يُغير نظرتك إليهما. 3 علامات تدل على أن شريكك هو الشخص المناسب بروح التفاؤل، إليك ثلاث علامات تشير إلى أن شريك حياتك هو الشخص المناسب ننشرها بحسب ما جاء بموقع «forbes» 1. «يتناسب مع طاقتك» كثيرًا ما نرى الناس يشيرون إلى أهمية قدرة الشريك على «مواكبة طاقتك»، أن يشعر بالحماس عندما تكون متحمسًا، أو أن يشعر بحزنك كما يشعر هو بحزنه، مع أن المصطلح قد لا يكون علميًا، إلا أن هناك أبحاثًا كثيرة تدعم الفكرة ككل. في علم النفس، يُعرّف «مُضاهاة طاقة شخص ما» ب«التوافق» ،ووفقًا لمرجع نُشر عام 2023 في موسوعة علم النفس والسلوك الجنسي، يُشير التوافق إلى مجموعة المشاعر الإيجابية التي يشعر بها المرء تجاه مشاعر الآخر، وبعبارة أبسط، يُمكن فهمه على أنه عكس الغيرة: الشعور بالسعادة عند رؤية سعادة شريكك، بدلًا من الشعور بالتهديد منها. بهذا المعنى، يُعدّ «توافق الطاقة» مؤشرًا إيجابيًا للغاية في العلاقة العاطفية. تُشير دراسةٌ أُجريت عام 2024 من قِبل مجلة إيموشن إلى أن «تناغم الابتسامة» (أي مدى سرعة وتكرار تبادل الشريكين الابتسامات) يرتبط بزيادة الرضا في العلاقة. 2. يقف إلى جانبك دائمًا من أبرز الدلائل على أن علاقتك الزوجية سليمة ودائمة هي معرفة أن شريكك سيقف إلى جانبك عند الحاجة، قد يكون ذلك خلال لحظات التوتر مع أقارب زوجك، أو مساندتك عندما تتجاهل عائلتك مشاعرك، أو حتى تقديم الدعم خلال الخلافات في العلاقة نفسها. في كثير من هذه الحالات، يشعر الناس بأنهم يعتمدون على أنفسهم وحيدين. لكن في علاقة آمنة، لا ينبغي أن يكون الأمر كذلك. مهما كان الموقف معقدًا أو غير مريح، يجب أن تشعر، على الأقل، أن شريكك سيدعمك دائمًا. يُعدّ هذا الدعم الراسخ بالغ الأهمية للأشخاص الذين يميلون إلى الشعور بعدم الأمان أو القلق في العلاقات الحميمة، فالمواقف العصيبة التي تنطوي على النقد أو الإقصاء أو الصراع العاطفي قد تُؤثر عليهم بشدة ،فبدون وجود من يُساندهم، قد يشعرون بالحاجة إلى الدفاع عن أنفسهم، أو الانطواء، أو الانفعال بطرق يندمون عليها لاحقًا. في علم النفس، يُعرف هذا ب«التخفيف العاطفي للشريك»، وكما توضح دراسة أجريت عام 2020، يشير هذا إلى قدرة أحد الشريكين على مساعدة الآخر في تنظيم مشاعره خلال أوقات الشدة. أحيانًا يبدو هذا بمثابة تدخل لتهدئة الخلاف، وفي أحيان أخرى، يكون الأمر ببساطة طمأنة الشريك بأنه ليس وحيدًا وأن هناك من يدعمه. ربما يسخر منك أقارب زوجك على العشاء، ربما تذكر عائلتك ذكرى من طفولتك طلبت منهم التوقف عن ذكرها . إذا كان شريكك على استعداد للوقوف بجانبك بقوة في هذه اللحظات، للتحقق من صحة مشاعرك والتحدث عندما لا يفعل أي شخص آخر ذلك، فأنت في علاقة لا يستطيع معظم الناس إلا أن يحلموا بها. 3. يفعلون أشياء دون أن تطلب منهم ذلك من المؤسف أنه في كثير من العلاقات، يضطر أحد الشريكين إلى تذكير الآخر باستمرار باحتياجاته وغالبًا ما تكون هذه مجرد أساسيات، ولكن عندما يُصرّح بذلك، غالبًا ما يُوصف بأنه «محتاج» أو يُتّهم ب«النكد»، لكن في الواقع، ليس من غير المعقول أبدًا توقع بذل جهد من شخص تُشاركه حياتك، لا يجب عليك إقناع شريكك بالوقوف إلى جانبك. لكن في العلاقات الصحية، لا يحدث هذا أبدًا، لا توجد لوحة نتائج، ولا حاجة لتكرار توضيح الأمور. في الواقع، تشير دراسة أجريت عام 2019 من مجلة «الشخصية والاختلافات الفردية» إلى أن اختيار شريك إيثاري ،شخص يهتم بصدق بصحتك دون انتظار أي مقابل، هو خيار ذكي وناجح، بمعنى آخر، اختيار شخص يحرص عليك باستمرار لمجرد رغبته في ذلك هو أحد أقوى مؤشرات الرضا عن العلاقة على المدى الطويل. لا داعي لأن تطلب منهم وضع هواتفهم جانبًا أثناء حديثك، لا داعي لأن تطاردهم لتنظيف أغراضهم، وفوق هذه الضروريات البسيطة، لا داعي لأن تطلب منهم الحب أو اللطف، إنه جزء من روتينهم، وهم يفعلونه دون تردد أو استياء. ربما يعودون من البقالة ومعهم وجبتك الخفيفة المفضلة أو باقة زهور، لمجرد عفوية، ربما يبدأون بلمس كتفيك بهدوء بعد يوم طويل دون الحاجة إلى حث، أو ربما يفعلون ببساطة الأشياء الصغيرة التي يعرفون أنها تجعلك تبتسمين، دون انتظار ثناء أو تقدير أو أي شيء بالمقابل، هذا النوع من الحب غير الأناني شيء نادر الحدوث. وإذا كان شريك حياتكِ يلبي جميع الشروط الثلاثة المذكورة أعلاه، إذا كان يُضاهي طاقتكِ، ويساندكِ وقت الحاجة، ويُقدم لكِ المساعدة دون أن يُطلب منكِ ذلك، فأنتِ على الأرجح تعلمين بالفعل أن لديكِ شيئًا مميزًا، ولكن إذا لم تكوني تعلمين ذلك قبل قراءة هذا، فليكن هذا دليلًا على أنكِ تستحقين الاحتفاظ به.