اتهامات مُتبادلة بين روسيا وأوكرانيا رغم توسط الولايات المتحدة.. أيهما وراء فشل محادثات السلام؟

قال متحدث باسم الكرملين في مقابلة جديدة إن أوكرانيا مسؤولة عن فشل محادثات السلام، وتعهد باستمرار الهجوم الروسي، على الرغم من دعم كييف للاتفاق الذي تدعمه الولايات المتحدة.
في ظل عدم توصل بلديهما إلى اتفاق رسمي لوقف إطلاق النار، أجرى سفيرا أوكرانيا وروسيا مقابلتين متعارضتين، الأحد، على قناة ABC News الأمريكية.
وتحدث ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم فلاديمير بوتين، إلى مارثا راداتز من ABC في موسكو. زعم أن «أوكرانيا تحاول التهرب من المفاوضات».
قاطعت راداتز قائلة: «تقول أوكرانيا إنها مستعدة لوقف إطلاق النار الآن، لمدة 30 يومًا».
هل أوكرانيا تتعمد تعطيل المفاوضات؟
وقال بيسكوف: «لكنهم ليسوا مستعدين للمفاوضات الفورية.. يبذل الرئيس بوتين كل ما في وسعه لحل المشكلة، والتوصل إلى تسوية سلمية ودبلوماسية. ولكن في ظل غياب أي وسائل سلمية وديمقراطية، علينا مواصلة العملية العسكرية».
أشار دميتري بيسكوف خلال مقابلة بُثت الأحد إلى أنه يجب وقف شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا لضمان وقف إطلاق نار كامل. وأضاف أنه يجب وقف شحنات الأسلحة الأمريكية والأوروبية إلى كييف لضمان إجراء تلك المحادثات.
وقال بيسكوف: «وإلا، فسيكون ذلك في صالح أوكرانيا. ستواصل أوكرانيا تعبئتها الكاملة، وستجلب قوات جديدة إلى خطوط المواجهة. ستستغل أوكرانيا هذه الفترة لتدريب عسكريين جدد ومنح قسط من الراحة لعسكرييها الحاليين. فلماذا نمنح أوكرانيا هذه الميزة؟». وأكد أن أوكرانيا «غير مستعدة للمفاوضات الفورية».
وفي مقابلة منفصلة على ABC News، أجرت السفيرة الأوكرانية لدى الولايات المتحدة، أوكسانا ماركاروفا، مقابلة في الاستديو مع راداتز. رفضت تأكيدات بيسكوف بأن أوكرانيا ترفض إمكانية بدء المحادثات فورًا.
وقالت ماركاروفا: «لقد قال الرئيس زيلينسكي اليوم إن أوكرانيا مستعدة للتفاوض». وقد وضعت أوكرانيا وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار كشرط لبدء المحادثات. في غضون ذلك، قالت روسيا إنها لن تقبل بوجود قوات حفظ سلام أوروبية.
وأضافت: «لقد سمعنا بوضوح من الرئيس ترامب أن وقف إطلاق النار يجب أن يكون كاملًا وغير مشروط. وسمعنا من قادة أوروبيين آخرين. لا أحد يريد السلام أكثر من أوكرانيا. السؤال المطروح اليوم هو: هل تريد روسيا ذلك؟».
فيما أكدت سفيرة أوكرانيا لدى الولايات المتحدة، أوكسانا ماركاروفا، الأحد، استعداد الرئيس فولوديمير زيلينسكي للتفاوض مع فلاديمير بوتين.
توسط الولايات المتحدة الأمريكية
أدان ترامب، الأحد، «حمام الدم» في منشور آخر على موقع «تروث سوشيال»، وحثّ زيلينسكي على قبول دعوة لإجراء محادثات في تركيا مع بوتين المقرر عقدها يوم الخميس المقبل.
قدّم زيلينسكي، إلى جانب تحالف من قادة الناتو، للولايات المتحدة تعهدًا يوم السبت ينص على أن أوكرانيا ستقبل وقفًا فوريًا ومؤقتًا لإطلاق النار وبدء محادثات مع روسيا. في رده، قبل بوتين دعوةً للتفاوض، رافضًا الموافقة على وقف فوري لإطلاق النار.
يريد ترامب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع أوكرانيا، بل يريد الاجتماع يوم الخميس في تركيا للتفاوض على إنهاء محتمل للحرب الروسية الأوكرانية.
كتب ترامب في منشور على موقع «تروث سوشيال» للتواصل الاجتماعي والذي يملكه: «يجب على أوكرانيا الموافقة على هذا فورًا». وأضاف: «بدأت أشك في أن أوكرانيا ستعقد صفقة مع بوتين، المنشغل جدًا بالاحتفال بانتصار الحرب العالمية الثانية، الذي ما كان ليُحقق لولا الولايات المتحدة الأمريكية».
وقال زيلينسكي ردًا على ذلك في منشوره على تويتر: «ننتظر وقف إطلاق نار كامل ودائم، بدءًا من الغد، لتوفير الأساس اللازم للدبلوماسية.. لا جدوى من إطالة أمد المجازر. وسأنتظر بوتين في تركيا يوم الخميس. شخصيًا، آمل ألا يبحث الروس هذه المرة عن أعذار».