أعلنت منظمة الصحة العالمية إحصائيات حول انتشار سوء التغذية بين أطفال قطاع غزة، فمنذ بداية العام، تم تسجيل إصابة ما يقارب 10 آلاف طفل، منهم حوالي 1400 يعانون سوء التغذية الحاد الذي يستدعي تدخلا وعلاجا طبيا فوريا. وحذرت منظمة الصحة العالمية، من أن الأطفال الذين يصلون إلى مرحلة سوء التغذية الحاد دون علاج، يواجهون خطر الموت رغم توفر ثلاثة مراكز علاجية، فإن عدد الأطفال الذين يتلقون العلاج أقل من المتوقع، غالبا بسبب صعوبة الوصول أو النزوح المتكرر، ما يؤدي إلى عدم استكمال العلاج لواحد من كل خمسة أطفال. وعبرت المنظمة عن قلقها البالغ إزاء انتشار الإسهال المائي الحاد، والذي يشكل تهديدا قاتلا للأطفال الذين يعانون أصلًا سوء التغذية، وذلك بسبب تدهور البنية التحتية للمياه والصرف الصحي في القطاع، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية «وفا». في سياق متصل، قال المتحدث باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، يانس لاركيه، في رده على أسئلة الصحفيين في جنيف، إن الفريق الإنساني القُطري العامل في الأرض الفلسطينية المحتلة، والذي يضم حوالي 15 وكالة أممية و200 منظمة غير حكومية، قد تلقى إفادة شفهية بشأن الخطة الإسرائيلية المقترحة لإغلاق نظام المساعدات الحالي وتوصيل الإمدادات عبر محاور إسرائيلية بشروط يضعها جيش الاحتلال الإسرائيلي. وأكد المتحدث باسم «أوتشا» أن الأممالمتحدة «لا تقبل هذا الاقتراح» لأنه لا يرقى إلى المبادئ الإنسانية الأساسية المتمثلة في النزاهة والحياد والاستقلالية في توصيل المساعدات. وقال إن الخطة الإسرائيلية «تبدو محاولة متعمدة لاستخدام المساعدات كسلاح»، مشددا على ضرورة أن تقدم المساعدات بناء على الحاجة الإنسانية، «وليس استخدامها بأي شكل من الأشكال كتكتيك لنقل الناس إلى أي مكان محدد». وجدد «لاركيه» دعوته لإعادة فتح المعابر، مشيرا إلى أن المساعدات عالقة خارج القطاع وجاهزة للدخول، وقال إن سكان غزة بحاجة ماسة إلى الغذاء والماء والرعاية الصحية، وبدلا من ذلك «يتلقون القنابل». واعتبر أن الأممالمتحدة «نجحت بدقة، ورغم كل الصعاب، في تمكين نظام مساعدات داخل غزة في أسوأ الظروف الممكنة، والذي نجح بالفعل وأنقذ الأرواح ووفر الرعاية الصحية». وقال إن الأممالمتحدة ليس لديها غرض سوى مساعدة المحتاجين، وهي قادرة على معالجة المعاناة الإنسانية في غزة عندما تكون المعابر مفتوحة ويتم تسهيل الحركة داخل القطاع، مؤكدا أن هذا أمر يثير «إحباطا كبيرا» لأن المنظمة «لا تمتلك إلا سلطة ضئيلة» على الظروف المتاحة. وأكد لاركيه أن الأممالمتحدة تصر على الحياد والاستقلال في أي توزيع للمساعدات لأن هذا يهدئ مخاوف السكان الذين تسعى لخدمتهم ويتجنب أي رد فعل انتقامي عليهم من أحد أطراف النزاع. وقال: «لهذا السبب أنشأنا نظاما إنسانيا للأمم المتحدة، وهو نظام كبير جدا ومهني للغاية، ويمكنه القيام بهذه الأمور، ويقوم بها بالفعل في جميع أنحاء العالم».