أصدر رجل الأعمال الأمريكي، إيلون ماسك، تحذيرًا وصف ب«المرعب»، بشأن المستقبل البعيد لكوكب الأرض، مُصرًا على أن السبيل الوحيد لحماية بقاء الحياة هو استعمار المريخ. في حديثه مع المذيع الأمريكي جيسي واترز من قناة فوكس، الاثنين، كشف ماسك عن سبب ضخّه هذا الكم الهائل من الموارد في مهمته إلى المريخ. وخلال المقابلة قال ماسك، مؤسس شركة الأبحاث الفضائية الأمريكية سبيس إكس: «في نهاية المطاف، ستدمر الشمس كل أشكال الحياة على الأرض»، مضيفًا أن النجم «يتمدد تدريجيًا» وسيُصبح في النهاية الأرض غير صالحة للسكن. وأكد ماسك أن الهدف ليس مجرد إرسال عدد قليل من رواد الفضاء إلى الكوكب الأحمر، بل بناء «حضارة مكتفية ذاتيًا» هناك. تابع: «الأمر لا يتعلق بالذهاب إلى المريخ لزيارة واحدة، بل بجعل الحياة متعددة الكواكب.. وضمان بقاء الحضارة على المدى الطويل». ووصف استعمار المريخ بأنه «تأمين على الحياة الجماعية». عمر الأرض حسب رؤية ماسك رغم أن مثل هذه النتائج المروعة قد «تبدو بعيدة التحقق» إلا أن ماسك يعتقد أنه يجب علينا التحرك الآن بينما لا تزال البشرية تمتلك القوة والموارد، حيث أشار إلى أنه «إذا كانت الأرض موجودة منذ أربعة مليارات ونصف المليار سنة، فإن الحياة على الأرض سيتبقى لها 10% فقط من عمرها، قبل أن ترتفع حرارتها لدرجة تجعل الحياة مستحيلة». وأضاف: «النقطة المحورية في المستقبل التي سيتأثر فيها مصير الحياة كما نعرفها إلى الأبد هي عندما يصبح المريخ مكتفيًا ذاتيًا.. إذا توقفت سفن الإمداد من الأرض عن القدوم لأي سبب.. فإننا لم ننشئ تأمينًا على الحياة بعد». جهود واستكشافات المريخ وكما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، فقد سرّع ماسك، البالغ من العمر 53 عامًا، جهود سبيس إكس نحو استعمار المريخ. تعمل الشركة الآن على خطط ملموسة لمساكن على شكل قبة، وبدلات فضاء متخصصة، وحتى إمكانية التكاثر البشري على المريخ. ووفقًا لخمسة أشخاص مطلعين على المشروع، بدأت بعض الفرق في رسم التصاميم المعمارية، بينما تدرس فرق أخرى التحديات الطبية والبيولوجية- بما في ذلك إمكانية إنجاب البشر أطفالًا على الكوكب. ذكرت صحيفة التايمز أيضًا أن ماسك طرح فكرة مليون شخص يعيشون على المريخ في غضون عقدين من الزمن، مما قلص بشكل كبير جدوله الزمني الأصلي من 40 إلى 100 عام. في أبريل، قال لموظفي سبيس إكس: «هناك حاجة ملحة للغاية لجعل الحياة متعددة الكواكب... علينا أن نفعل ذلك بينما الحضارة قوية جدًا». بينما نفى ماسك لاحقًا ادعاء صحيفة التايمز بأنه تطوع بسائله المنوي للمساعدة في بناء المستعمرة، إلا أنه لم يشكك في خطط الاستعمار الأوسع. ووفقًا لوثائق داخلية راجعتها الصحيفة، فإن رؤية المريخ تشكل أساس معظم مشاريع ماسك، بما في ذلك شركة بورينغ وتيسلا وX (المعروفة سابقًا باسم تويتر)، والتي ورد أنه اشتراها جزئيًا لاختبار نماذج الحوكمة التي يقودها المواطنون والتي قد تُستخدم يومًا ما على المريخ. صاروخ ستارشيب، الذي طورته سبيس إكس، مصمم لحمل ما يصل إلى 100 راكب ويمكن أن يكون بمثابة وسيلة النقل الرئيسية لرحلات المريخ. تتضمن خطط ناسا الفورية استخدام مركبة ستارشيب لإنزال رواد الفضاء على سطح القمر، إلا أن طموح ماسك على المدى البعيد يتمثل في تحويلها إلى سفينة لنقل مستوطني المريخ. على الرغم من ضخامة طموحات ماسك، لا يزال الخبراء متشككين. صرّح روبرت زوبرين، مهندس الفضاء ومؤلف كتاب «القضية من أجل المريخ»، لصحيفة التايمز بأن استعمار المريخ سيستغرق عقودًا، وأن اهتمام ماسك قد انقسم بسبب مشاريعه التجارية المتعددة.