أعلن الفاتيكان وفاة البابا فرنسيس، أول زعيم من أمريكا اللاتينية للكنيسة الكاثوليكية، أمس، عن 88 عامًا بعد معاناة من أمراض مختلفة خلال فترة بابويته التى استمرت 12 عامًا. ومن المقرر أن يتولى إدارة الشؤون الاعتيادية للكنيسة الكاثوليكية الرومانية، التى يبلغ عدد أتباعها قرابة 1.4 مليار، الكاردينال كيفن فاريل، بصفته من يُطلق عليه اسم «كاميرلنجو الكنيسة الرومانية المقدسة»، خلال الفترة المعروفة باسم «الكرسى الشاغر». وسيُعرض جثمان البابا أيضًا فى كاتدرائية القديس بطرس للعزاء، وسيقام قداس فى كل يوم، ومن المرجح أن تُقام فعاليات غير رسمية بالتزامن فى بوينس آيرس عاصمة الأرجنتين، حيث عاش فرنسيس قبل أن يصبح أسقف روما، وبعد ذلك، فى نهاية فترة الحداد، سيقام قداس جنازة حاشد فى كنيسة القديس بطرس. وطلب فرنسيس أن يُدفن فى نعش خشبى بسيط، على عكس أسلافه الذين دُفنوا فى ثلاثة توابيت متشابكة مصنوعة من خشب السرو والرصاص والبلوط. ونعى الرئيس عبدالفتاح السيسى، وقيادات الكنائس، وشيخ الأزهر، بابا الفاتيكان الراحل «فرنسيس الأول»، وأكدوا أن مسيرته كانت حافلة بالمحبة. وقال السيسى: «إن الراحل غادر عالمنا تاركًا إرثًا إنسانيًا عظيمًا سيظل محفورًا فى وجدان الإنسانية، وكان شخصية عالمية استثنائية، كرَّس حياته لخدمة قيم السلام والعدالة، وعمل بلا كلل على تعزيز التسامح والتفاهم بين الأديان، وبناء جسور الحوار بين الشعوب، كما كان مناصرًا للقضية الفلسطينية، مدافعًا عن الحقوق المشروعة، وداعيًا إلى إنهاء الصراعات وتحقيق سلام عادل ودائم». إلى ذلك، نعى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، البابا فرنسيس، وأكد أنه كان رمزًا إنسانيًّا من طراز رفيع، لم يدخر جهدًا فى خدمة رسالة الإنسانية، وقد تطوَّرت العلاقة بين الأزهر والفاتيكان فى عهده، بدءًا من حضوره مؤتمر الأزهر العالمى للسلام عام 2017، مرورًا بتوقيع وثيقة الأخوَّة الإنسانية التاريخية عام 2019، التى لم تكن لتخرج للعالم لولا النية الصادقة، رغم ما أحاط بها من تحدياتٍ وصعوباتٍ، إلى غير ذلك من اللقاءات والمشروعات المشتركة التى توسَّعت بشكلٍ ملحوظٍ خلال السنوات الماضية، وأسهمت فى دفع عجلة الحوار الإسلامى- المسيحى. وأشاد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بالبابا فرنسيس، ووصفه بأنه «زعيم حكيم»، وقدم الرئيس الأوكرانى، فولوديمير زيلينسكى، تعازيه فى وفاة البابا فرنسيس، قائلًا: «كان يصلى من أجل السلام فى أوكرانيا»، وقدم البيت الأبيض تعازيه فى وفاة البابا، وكتبت الرئاسة الأمريكية عبر منصة «إكس»: «ارقد بسلام البابا فرنسيس».