تصعيد جديد ضد جامعة هارفارد.. إدارة ترامب تهدد بوقف التحاق الطلاب الدوليين (تفاصيل)

في محاولة جديدة لإجبار الجامعة على قبول مطالبه، كثفت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ضغوطها على جامعة هارفارد بشكل كبير، وهذه المرة من خلال تهديد أهليتها الآن لاستضافة الطلاب الدوليين بعد رفض الجامعة لإجراء تغييرات سياسية رئيسية طالب بها البيت الأبيض، بعد أن وجه لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتهامات بمعاداة السامية.
وهددت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية، كريستي نويم، اليوم الخميس، بتجريد جامعة هارفارد من قدرتها على قبول الطلاب الدوليين إذا لم تسلم سجلات الأنشطة «غير القانونية والعنيفة» للطلاب الدوليين، قائلة إنها كتبت رسالة شديدة اللهجة تطالب فيها بتقديم سجلات مفصلة عن الأنشطة غير القانونية والعنيفة التي يمارسها حاملو تأشيرات الطلاب الأجانب في هارفارد - في إشارة إلى الاحتجاجات الداعمة لغزة- بحلول 30 أبريل الجاري، وإلا سيتم حرمانها فورا من شهادة برنامج الطلاب والزوار التبادليين (SEVP)».
ونوهت وزارة الأمن الداخلي، إلى أن هذه الشهادة تسمح للجامعات بإصدار نماذج للطلاب الدوليين المقبولين، ومن ثم يمكنهم استخدامها بعد ذلك للتقدم بطلبات الحصول على تأشيرات لدخول الولايات المتحدة.
وبحسب شبكة «سي إن إن» الأمريكية، فإن عدد الملتحقين الدوليين بجامعة هارفارد، 6793 طالبا دوليا، بنسبة تمثل 27.2% من إجمالي عدد الطلاب المسجلين بها في العام الدراسي 2024-2025، بحسب بيانات الجامعة.
كما أعلنت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، أمس الأربعاء، عن إلغاء منحتين فيدراليتين بقيمة 2.7 مليون دولار لجامعة هارفارد.
الجامعة ترد
في المقابل، قال متحدث باسم جامعة هارفارد في بيان، إن الجامعة على علم بالرسالة، لكنها تتمسك ببيانها السابق بأنها «لن تتنازل عن استقلاليتها أو تتخلى عن حقوقها الدستورية».
وأضاف، في بيان له: «سنواصل الامتثال للقانون ونتوقع من الإدارة أن تفعل نفس الأمر، إذا تم اتخاذ إجراء فيدرالي ضد أحد أفراد مجتمعنا، نتوقع أن يستند إلى أدلة واضحة، وأن يتبع الإجراءات القانونية السارية، وأن يحترم الحقوق الدستورية المكفولة للجميع».
ماذا تتضمن الرسالة؟
وتتهم رسالة وزارة الأمن الداخلي جامعة هارفارد بخلق «بيئة تعليمية معادية» للطلاب اليهود، بحسب ما ذكرت صحيفة «هارفارد كريمسون» الطلابية، موضحة أن «التحاق الطلاب الأجانب بجامعة هارفارد امتياز، وليس ضمانة».
وتطلب الرسالة من الجامعة تقديم معلومات عن «التهديدات المعروفة التي وجهها حاملو التأشيرات للطلاب الآخرين أو موظفي الجامعة»، و«إعاقة بيئة التعلم في الجامعة»، وأي إجراءات تأديبية «تم اتخاذها نتيجة لتوجيه تهديدات لطلاب أو جهات أخرى أو المشاركة في الاحتجاجات»، حسبما ذكرت صحيفة «هارفارد كريمسون».
ترامب يصعد والجامعة تتحدى
جاءت الخطوة الجديدة، بعد إعلان إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن تجميد أكثر من ملياري دولار من المنح والعقود لسنوات عديدة لجامعة هارفارد، بعدما رفض قادتها إجراء تغييرات رئيسية في السياسات التي طالب بها البيت الأبيض الجامعة وعدد من الجامعات الأمريكية المرموقة.
إذ طالب البيت الأبيض الجامعة بإلغاء برامج التنوع والمساواة والاندماج، وحظر ارتداء الأقنعة في الاحتجاجات الجامعية، وتقليص سلطة أعضاء هيئة التدريس والإداريين، الذين وصفتهم الإدارة الجمهورية بأنهم «ملتزمون بالنشاط أكثر من التزامهم بالمنح الدراسية»، إلا أن الجامعة رفضت ذلك.
وقال مسؤولو ترامب إن مطالب البيت الأبيض تهدف إلى مكافحة معاداة السامية في أعقاب الاحتجاجات في الحرم الجامعي المناهضة للعدوان الإسرائيلي على غزة.
كما تحركت الإدارة الأمريكية لإلغاء تأشيرات مئات الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والباحثين في عشرات الجامعات والكليات الأمريكية، بعضها لحالات بارزة تتعلق بدعم مزعوم لمنظمات «إرهابية»، بينما يتعلق البعض الآخر بجرائم بسيطة إلى حد ما، مثل الجنح التي مضى عليها سنوات.