استيقظت «هند» في الصباح الباكر كعادتها، لترتدي ملابسها المتواضعة وتخرج من بيتها الصغير؛ ساعية إلى تحصيل رزقها البسيط من عملها في جمع القمامة من الشارع، كما اعتادت السيدة الأربعينية. عمل شاق.. وظروف صعبة ظلت «هند» ممسكة بيدها «المقشة» طول النهار في الشارع تحت أشعة الشمس، لتنظفه من بقايا القمامة التي ألُقيت بواسطة المارة وسكان المنطقة بأحد أحياء القاهرة، حتى انتهى يومها الصعب، والتي جنيت منه القليل من المال الذي لا يكفيها. أنهت السيدة يومها الشاق، ودخلت إلى إحدى دورات المياه؛ لتنظف نفسها وتزيل الغبار عن ملابسها وما طال جسدها من أتربه، وترتدي ملابسها المتواضعة وتأخد حقيبتها بيدها، قاصدة العودة إلى بيتها بمنطقة المطرية في ظلام الليل. السير بصعوبة من أجل توفير ثمن رغيف بخطوات تعكس التأني وتصف حال صاحبها «المُرهَق»، سارت «هند» في أحد شوارع القاهرة، قاصدة التوجه إلى مكان مرور أتوبيس النقل العام، حتى تلغي مواصلة وتوفر بضعة جنيهات تعينها على أمور الحياة. لم يكونوا «أولاد حلال» تلك المرة! اعتادت الضحية «هند» على استيقافها من قِبل «ولاد الحلال» على مدار اليوم في عملها؛ وتلك المرة في ذلك اليوم العصيب عليها، أبصرت بعينيها اندفاع عدة أشخاص نحوها، وسرعان ما أدركت أنها ليست في العمل وأن «المقشة» ليست بيدها، وأن ما يستر جسدها ليست ملابس عمال النظافة. ضربوا «هند» وسرقوها في ثوانِ معدودة، تفاجأت الضحية بقيام سيداتان لا تعرفهم بالتعدي عليها، وتناوب كلًا منهما توجيه اللكمات لها في وجهها وبأجزاء متفرقة من جسدها، حتى أطرحوها أرضًا، وقامت إحداهما بانتزاع حقيبتها رغُمًا عنها بالقوة، حتى انهارات ليس لمجرد فقد حقيبتها فقط بل لأن تذكرت في تلك اللحظة أنها لن تجد ما تطعم بها عائلة عندما تعود إليهم مع منتصف الليل. صراخها كالصاعقة.. والإمساك بأحد الجناة وقع صراخها كالصاعقة في آذان كل من سمعها وصادف وجوده بمكان الحادث، حتى قام عدد من المتواجدين بالمنطقة بإدراك ما حدث، وهموا بمحاولة الإمساك بالجناة، الإ أنهم هربوا ولم يقع في قبضتهم الإ سيدة واحدة بعدما نجح شركائها في الهروب، وقام الأهالي بإبلاغ رجل الشرطة، والذين انتقلوا إلى مكان الحادث سريعًا، ورفضت السيدة المُعتدية الاعتراف على شركائها الهاربين. أمر إحالة القضية جاء في أمر إحالة القضية التي تحمل رقم 296 لسنة 2025 جنايات الزيتون، والمقيدة برقم 25 لسنة 2025 كلي غرب القاهرة، أن المتهمة ( سيدة ... 35 عامً، عاملة، محبوسة) قامت هي وأخرين مجهولين في يوم 19 يناير 2025 بسرقة المنقولات هاتف نقال ومبلغ نقدي المملوكين للمجني عليها ( هند ... 48 عامًا، عاملة نظافة ). وأضاف أمر الإحالة أن واقعة السرقة كانت بطريق الإكراه الواقع عليها، بأن اتفقت والأخرين المجهولين على ارتكاب جرمهم بالطريق العام والذي تصادف وجود المجني عليها به، وما أن أبصروها توجههوا صوبها وقاموا بطرحها أرضًا، لشل مقاومتها وتعدوا عليها بالضرب بأن كالوا لها عدة ضربات استقرت بأجزاء متفرقة من جسدها، فحدث بها الإصابات الموصوفة بالتقرير الطبي وتمكنوا بتلك الوسيلة القسرية من الاستيلاء على منقولاتها المُبينة قدرًا بالأوراق وذلك على النحو المبين بالتحقيقات. أقوال المجني عليها أمام النيابة شهدت «هند» المجني عليها أنه حال سيرها ليلًا بالطريق العام، أبصرت توجه المتهمة وأخرين مجهولين صوبها، وما أن اقتربوا منها قاموا بدفعها وطرحها أرضًا وتعدوا عليها بالضرب، بأن كالوا لها عدة ضربات استقرت بأجزاء متفرقة من جسدها، وأعدموا مقاومتها وسرقوا حقيبتها وما بداخلها من منقولات وتمكنوا بتلك الوسيلة القسرية من بث الرعب في نفسها والاستيلاء على منقولاتها، وعلى إثر استغاثتها بالمارة تمكنوا من ضبط المتهمة وفر الباقون هاربين، وعزت قصدهم من ارتكاب الواقعة سرقتها كرهًا عنها. أقوال رجل المباحث قال ( محمد ... رائد شرطة بوحدة مباحث قسم شرطة الزيتون ) إن تحرياته السرية دلته على صحة واقعة قيام المتهمة وأخرين مجهولين بسرقة منقولات المدني عليها كرهًا عنها، وذلك بأن اتفقوا على ارتكاب جرمهم على من يصادف مروره بمكان ارتكاب الواقعة، وما أن أبصروا مرور المجني عليها ليلًا بالطريق العام قاموا بطرحها أرضًا، وكالت لها المتهمة عدة ضربات استقرت بأجزاء متفرقة من جسدها، حتى تمكنت الأخرى من نزع حقيبة يدها منها عنوة، فتمكنوا بتلك الوسيلة القسرية من شل مقاومتها، وبث الرعب في نفسها، وعلى إثر استغاثة المجني عليها بالمارة تمكنوا من ضبط المتهمة وفر الأخرين المجهولين هاربين بالمسروقات. قرار المحكمة بحق المتهمة عاقبت محكمة جنايات القاهرة، اليوم الأثنين، سيدة بالسجن المشدد لمدة 3 سنوات؛ بتهمة السرقة بالإكراه، كما أمرت بإحالة الدعوى المدنية للمحكمة المدنية، وألزمت المتهمة المصاريف الجنائية. صدر القرار برئاسة المستشار يسري محمد زكريا، وعضوية المستشارين محمد فؤاد أبوحسن، ومجاهد على مجاهد، وعلاء مصطفى فتح الباب، وأمانة سر محمد السعيد وسيد حجاج.