دراسة جديدة تكشف طبيعة تفاعل المستخدمين مع ChatGPT (تفاصيل)

تقول OpenAI إن أكثر من 400 مليون شخص يستخدمون ChatGPT أسبوعيًا. ولكن كيف يؤثر التفاعل معه علينا؟ هل يزيد أم يقلل من شعورنا بالوحدة؟ هذه بعض الأسئلة التي طرحتها OpenAI، بالشراكة مع مختبر الوسائط بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، في دراستين جديدتين.
وجدت الدراسة أن مجموعة صغيرة فقط من المستخدمين تتفاعل عاطفيًا مع ChatGPT. وهذا ليس مفاجئًا نظرًا لأن ChatGPT لا يُسوّق كتطبيق مصاحب للذكاء الاصطناعي مثل Replika أو Character.AI، كما تقول كيت ديفلين، أستاذة الذكاء الاصطناعي والمجتمع في كلية كينجز كوليدج لندن، والتي لم تعمل على المشروع.
وتضيف «ديفلين»: «صُمم ChatGPT كأداة إنتاجية. لكننا نعلم أن الناس يستخدمونه كتطبيق مصاحب على أي حال». في الواقع، من المرجح أن يتفاعل الأشخاص الذين يستخدمونه بهذه الطريقة معه لفترات طويلة، يصل متوسط تفاعل بعضهم معه إلى حوالي نصف ساعة يوميًا.
وكشفت ديفلين: «المؤلفون واضحون جدًا بشأن القيود، لا تزال هذه الدراسات قيد التطوير، ولكن من المثير للاهتمام أن نرى أنهم نجحوا في ذلك. إن الوصول إلى هذا المستوى من البيانات أمرٌ مذهل»
وجد الباحثون بعض الاختلافات المثيرة للاهتمام بين كيفية استجابة الرجال والنساء لاستخدام ChatGPT. بعد استخدام روبوت الدردشة لمدة أربعة أسابيع، كانت المشاركات في الدراسة أقل ميلًا للتواصل الاجتماعي مع الناس مقارنةً بنظرائهن الذكور الذين فعلوا الشيء نفسه.
في الوقت نفسه، أفاد المشاركون الذين تفاعلوا مع الوضع الصوتي ل ChatGPT بجنس مختلف عن جنسهم في تفاعلاتهم بمستويات أعلى بكثير من الشعور بالوحدة وزيادة الاعتماد العاطفي على روبوت الدردشة في نهاية التجربة. تخطط OpenAI لتقديم كلتا الدراستين إلى مجلات محكمة.
لا تزال روبوتات الدردشة المدعومة بنماذج لغوية كبيرة تقنية ناشئة، ومن الصعب دراسة كيفية تأثيرها علينا عاطفيًا. يعتمد الكثير من الأبحاث الحالية في هذا المجال- بما في ذلك بعض الأعمال الجديدة التي أجرتها OpenAI ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا- على بيانات ذاتية الإبلاغ، والتي قد لا تكون دقيقة أو موثوقة دائمًا. ومع ذلك، يتوافق هذا البحث الأخير مع ما اكتشفه العلماء حتى الآن حول مدى التأثير العاطفي الذي يمكن أن تحققه محادثات روبوتات الدردشة.
على سبيل المثال، في عام 2023، وجد باحثو مختبر الوسائط في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن برامج المحادثة الآلية تميل إلى عكس المشاعر العاطفية لرسائل المستخدم، مما يشير إلى نوع من حلقة التغذية الراجعة، حيث كلما تصرفت بشكل أكثر سعادة، بدا الذكاء الاصطناعي أكثر سعادة، أو على الجانب الآخر، إذا تصرفت بشكل أكثر حزنًا، فإن الذكاء الاصطناعي يفعل ذلك أيضًا.
استخدمت OpenAI ومختبر الوسائط في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) أسلوبًا ثنائي الأبعاد. أولًا، جمعوا وحلّلوا بيانات واقعية من ما يقارب 40 مليون تفاعل مع ChatGPT. ثم سألوا 4076 مستخدمًا خاضوا تلك التفاعلات عن مشاعرهم. بعد ذلك، جند مختبر الوسائط ما يقرب من 1000 شخص للمشاركة في تجربة استمرت أربعة أسابيع. كانت هذه التجربة أكثر تعمقًا، حيث فحصت كيفية تفاعل المشاركين مع ChatGPT لمدة خمس دقائق على الأقل يوميًا. في نهاية التجربة، أكمل المشاركون استبيانًا لقياس تصوراتهم عن Chatbot، ومشاعرهم الذاتية بالوحدة، ومستويات تفاعلهم الاجتماعي، واعتمادهم العاطفي على الروبوت، وشعورهم بما إذا كان استخدامهم للروبوت يمثل مشكلة. ووجدوا أن المشاركين الذين وثقوا ب ChatGPT و«ترابطوا» معه أكثر كانوا أكثر عرضة من غيرهم للشعور بالوحدة، والاعتماد عليه أكثر.
يقول جيسون فانغ، الباحث في مجال السلامة في OpenAI والذي عمل على المشروع، إن هذا العمل يُعد خطوة أولى مهمة نحو فهم أعمق لتأثير ChatGPT علينا، مما قد يساعد منصات الذكاء الاصطناعي على تمكين تفاعلات أكثر أمانًا وصحة.
ويضيف: «الكثير مما نقوم به هنا تمهيدي، لكننا نحاول بدء حوار مع الميدان حول أنواع الأمور التي يمكننا البدء في قياسها، والبدء في التفكير في التأثير طويل المدى على المستخدمين».
ومع أن البحث مُرحّب به، إلا أنه لا يزال من الصعب تحديد متى يتفاعل الإنسان مع التكنولوجيا على المستوى العاطفي، كما تقول ديفلين. وتضيف أن المشاركين في الدراسة ربما كانوا يمرون بمشاعر لم يسجلها الباحثون.
فيما يتعلق بما تسعى الفرق إلى قياسه، قد لا يكون الأشخاص بالضرورة يستخدمون ChatGPT بطريقة عاطفية، ولكن لا يمكن فصل كونك إنسانًا عن تفاعلاتك مع التكنولوجيا، كما تقول. «نستخدم مُصنِّفات المشاعر التي ابتكرناها للبحث عن أشياء معينة، ولكن من الصعب جدًا استقراء ما يعنيه ذلك فعليًا لحياة شخص ما».