طارق فهمي: مزاعم قبول مصر استقبال فلسطينيين محاولة لإعادة طرح فكرة «التهجير»

قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن المزاعم بشأن قبول مصر استقبال فلسطينيين هي محاولة لإعادة طرح فكرة «التهجير»، خاصة بعد التأكيد المصري المستمر على رفض تهجير أي فلسطيني، لافتًا إلى أن فكرة «التهجير» كامنة في ذهن الاحتلال الإسرائيلي، وموجهة لدول الجوار، وهي مصر والأردن، وليست لبنان أو سوريا، مضيفًا أن ما طرحته الولايات المتحدة الأمريكية خلال الأيام الماضية بشأن رغبتها في تهجير الفلسطينيين إلى دول أفريقية غير مقبول.
وأشار فهمي، في تصريحات ل«المصري اليوم»، إلى أن بيان هيئة الاستعلامات جاء سريعًا وحاسمًا، وجدد التأكيد على الرفض المصري القاطع لفكرة تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وتحديدًا من قطاع غزة. كما أكد أن مصر حريصة على القضية الفلسطينية، وعلى الفلسطينيين أنفسهم، داعيًا إياهم إلى التمسك بأراضيهم وعدم الانصياع لتهديدات الاحتلال بالتهجير.
وأكد أن استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة واستئنافها يهدف إلى دفع أبناء غزة نحو الحدود المصرية، وهي محاولة سبق أن لجأ إليها الاحتلال خلال الأشهر الخمسة عشر الماضية من الحرب، إلا أن مصر أفشلت مخطط التهجير، انطلاقًا من حرصها على القضية الفلسطينية وأبناء القطاع، وسعيها الجاد لإعادة الإعمار من خلال الخطة التي قدمتها في القمة العربية، والتي حظيت بإشادة دولية ومن قبل المنظمات الدولية.
وكانت مصر قد نفت بصورة قاطعة وتامة المزاعم التي تداولتها بعض وسائل الإعلام، بشأن استعدادها لنقل نصف مليون مقيم من غزة بشكل مؤقت إلى مدينة مخصصة في شمال سيناء كجزء من إعادة إعمار القطاع.
وأكدت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، في بيان رسمي، كذب تلك الادعاءات الباطلة، التي تتنافى جذريًا وكليًا مع موقف مصر الثابت والمبدئي، الذي أعلنته منذ الأيام الأولى لحرب الإبادة على غزة في أكتوبر 2023، والمتمثل في الرفض القاطع والنهائي لأي محاولة لتهجير الأشقاء الفلسطينيين، قسرًا أو طوعًا، لأي مكان خارج القطاع، وخصوصًا إلى مصر، لما يمثله ذلك من تصفية للقضية الفلسطينية وخطر داهم على الأمن القومي المصري.
واختتمت «الاستعلامات» بيانها بالتأكيد على أن هذا الموقف المصري الثابت والواضح هو الأساس الذي قامت عليه الخطة التي قدمتها مصر في قمة القاهرة العربية الطارئة الأخيرة لإعادة إعمار قطاع غزة، دون مغادرة أي فلسطيني لأرضه، وهي الخطة التي حظيت بموافقة القمة بالإجماع.