بعدما انتصف شهر رمضان وقارب على الانتهاء ،سارعت الأسر الواحاتية في الوادي الجديد في عمل «بسكويت وكعك العيد» ،حتى أصبحت كل الاحياء السكنية تعج برائحة هذه المخبوزات. منى السيد «ربة منزل» قالت ل«المصرى اليوم» أن عمل الكعك والبسكويت ليست مجرد مخبوزات للاكل ،وانما الأمر يصل إلى احتفال يشارك فيه مختلف أفراد العائلة ،حيث أحدها في تجهيز الصوانى ،واخرى في أعداد العجين ،ومسؤول اخر عن الفرن والطهى وأخرى عن ماكينة تقطيع البسكويت والكعك ،مشيرة إلى أن مختلف الأسر في الواحات تحرص على عمل مخبوزات العيد خلال العشر الأواخر من رمضان ،بعدما تكون الأسر انتهت من عزومات شهر رمضان الكريم ،واصبحت الأيام المتبقية من الشهر الكريم مجرد استعداد لعيد الفطر المبارك. وأضافت سيدة محمود «موظفة في إحدى الجهات الحكومية» أنه على الرغم من انشغال العديد من السيدات بأعباء الوظيفة ،إلا أن جموع السيدات يحرصن على عمل بسكويت وكعك العيد داخل منازلهن ،لان الأمر مرتبط بفرحة لا تأتى سوى مرة واحدة في العام خلال شهر رمضان الكريم ،واكدت أن هناك عزوف من قبل أهل الواحات على شراء مثل هذه المخبوزات جاهزة من المحلات ،وان من لايملك الوقت أو الجهد لعمل بسكويت وكعك العيد بالمنزل ممكن أن يلجأ إلى إحدى السيدات لعمله مقابل أجر ،موضحة أن هذه المخبوزات داخل المنزل لها طعم وريحه ومذاق خاص،بالاضافة إلى كونها مضمونة وصحية وآمنة لحد كبير «كفاية المكونات والعمل كله بيكون بايدك». وقال إبراهيم خليل الراصد لتاريخ الواحات ،أن عمل بسكويت وكعك العيد من الطقوس الواحاتية الأصيلة لسكان الوادي الجديد ،والتى تحمل موروثات ثقافية واجتماعية للمواطنين ،وانه على الرغم من حياة المدنية والتحضر التي طالت الواحات ،إلا أن عمل مخبوزات العيد يعد عملا وطقسا مميزا داخل منازل الواحات ،وأوضح أن قديما كان أهالى الواحات يستعينون ب«الافران البلدية» التي كانت موجودة داخل كل بيت ،وبمخلفات المزارع والنخيل ،لاسعال النار اللازمة لعمل بسكويت وكعك العيد ،اما الان ففى كل منزل تتواجد الأجهزة والمعدات الحديثة ،إلا أن المنتج النهائي واحد وهو «بسكويت وكعك العيد». ورصدت «المصرى اليوم» حالة من الزحام أمام محلات البقالة لشراء مستلزمات تصنيع بسكويت وكعك العيد بالرغم من عدم انخفاض أسعار البيض في الوادى الجديد والتى وصل سعر الكرتونة منه إلى 165 جنيها ،مقابل انخفاض أسعار الدقيق بصورة ملحوظة ،فيما قدمت العديد من المحلات عروض تخفيض على مستلزمات تصنيع بسكويت وكعك العيد ،في محاولة لجذب المزيد من المواطنين.