علق أستاذ القانون والعلوم السياسية والقيادي بحركة فتح، الدكتور جهاد الحرازين، على التقرير الذي نشرته وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، الجمعة، والذي كشف عن اتصالات أجرتها الولاياتالمتحدة وإسرائيل مع ثلاث دول إفريقية هي «الصومال، السودان، وأرض الصومال» من أجل إقناعهم بتخصيص مناطق من أراضيهم لاستقبال الفلسطينيين مقابل حوافز مالية ودبلوماسية وأمنية. وقال «الحرازين» ل «المصري اليوم»، الجمعة، إن صدور تقرير «أسوشيتد برس» بخصوص مخطط تهجير الفلسطينيين لدول إفريقية أخرى، في هذا التوقيت هدفه التشويش على الخطة العربية التي قدمتها مصر، وما لاقته من قبول وترحيب عربي وإسلامي ودولي واسع، وأصبحت بمثابة خطة دولية، وتوجيه الجهود الدبلوماسية والسياسية إلى قضية التهجير ورفضها بدلًا من البدء في خطوات جادة لتنفيذ الخطة العربية التي قدمتها مصر. وأضاف أن الخطة التي قدمتها مصر ترمي لتثبيت الشعب الفلسطيني على أرضه والحفاظ على الهوية الفلسطينية ضد محاولات الشطب والتهويد التي يريدها الاحتلال. واعتبر أن التصريحات المنسوبة لمسؤولين أمريكيين وإسرائيليين للبحث عن أماكن لترحيل الفلسطينيين أو تهجيرهم إليها، رغم رفض السودان والصومال وعمدهم إلى محاولة ابتزاز أرض الصومال سياسياً عبر إغراءات تتعلق بالاعتراف بها خاصة أنها غير معترف بها من قبل الأممالمتحدة إنما يؤكد أن العقلية الأمريكية والإسرائيلية لا يزال يترسخ بها فكرة التهجير لأبناء الشعب الفلسطيني، غير مدركين قضية أخرى مهمة وهي ارتباط الشعب الفلسطيني التاريخي والأزلي بأرضه، وكل محاولات التهجير التي عمل عليها الاحتلال على مدار سنوات لم تفلح. وتابع: «الشعب الفلسطيني قدم كل التضحيات والدماء من اجل الحفاظ على هذه الأرض، بدليل السيل البشري الذي وجدناه بعد توقيع الهدنة والعدد الهائل من الفلسطينيين الذين عادوا من جنوب القطاع إلى شماله رغم إدراكهم عدم توافر مقومات الحياة في مناطق غزة، لاسيما في مناطق شمال القطاع وعدم وجود المياه والكهرباء والصرف الصحي والغذاء ولكنهم آثروا العودة ليقيموا خيم على أنقاض منازلهم غير آبهين بكل تلك الظروف الجوية أو المناخية والصحية والغذائية ولكنهم آثروا البقاء على الأرض وهو ما يؤكد أن كل تلك المحاولات ستبوء بالفشل. وأردف أن ترامب لا يملك صك ملكية قطاع غزة حتى يقول أنه يريد تهجير الشعب الفلسطيني، أو أنه يريد شطب الهوية الفلسطينية ونتنياهو أيضاً ليس له ولاية على الشعب الفلسطيني ليقول انه يريد تهجيره أو شطب القضية الفلسطينية. وأوضح أن كل تلك المحاولات البائسة لن تجدي نفعاً لدى الشعب الفلسطيني، أو حتى لدى دول المنطقة التي تسعى للحفاظ على الهوية الفلسطينية، قائلاً: «لقد رأينا الجهد المصري المتواصل في هذا السياق من خلال الخطة المصرية التي تم تقديمها للقمة العربية واستضافة القمة العربية الطارئة برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وما تلا ذلك من عرض الخطة على منظمة التعاون الإسلامي وعرضها على الدول الأوروبية وعلى الأمين العام، بل نستطيع الجزم بأن الخطة أصبحت بمثابة خطة دولية لإعادة الإعمار في ظل وجود الشعب الفلسطيني على الأرض ونفي كل ما يتم الحديث عنه بعقلية التهجير». وتابع: «لكن هناك ضغوط على ترامب ونتنياهو تدفعهم للخروج من هذا المأزق بإثارة مثل هذه التصريحات الإعلامية التي تدفع البعض للبحث حولها والحديث عنها بهدف إضاعة القضية الرئيسية، وصرف الانتباه عن الحصار الذي يفرضه نتنياهو وقضية التجويع»، مشيراً إلى التقرير الذي صدر عن المفوض السامي للأمم المتحدة، مؤخرا، والذي أكد أن اسرائيل ترتكب إبادة من خلال استهداف المنشآت الصحية والرعاية الإنجابية كذلك غض الطرف عما يتم الحديث عنه من جرائم للاحتلال تحقق فيها الجنائية الدولية». وأكد أن تقرير «أسوشيتد برس» يعتبر نوع من البروباجندا السياسية هدفها الانشغال في النهاية بالبحث عن فحواها وتفاصيلها ومن ثم نسيان القضية الأساسية والمعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، ومحاولة إثارة مثل هذه التقارير يذهب باتجاه آخر يتعلق بكيفية الإبقاء على الائتلاف الحاكم الإسرائيلي من خلال دعوات يتحدث عنها متطرفو الحكومة مثل سموتيريش وغيره. واختتم: «ما يجري في الضفة من عمليات تدمير شاملة للمخيمات والقرى جنين وطولكرم ونور شمس، يؤكد أن هذه التقارير هدفها لفت الأنظار عن كل هذه الممارسات وتركيز الحديث فقط أن يكون هناك رفض للتهجير».