في ظل الانتشار المتزايد لبرامج المقالب والممارسات التي تثير الفزع بين الناس، نشرت وزارة الأوقاف المصرية عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أكدت فيه رفضها القاطع لأي شكل من أشكال الترويع أو الإيذاء الذي يُرتكب تحت ستار المزاح. وأوضح البيان الذي نشرته وزارة الأوقاف على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي، اليوم السبت، أنه في الماضي، كانت المقالب وسيلة للضحك والتسلية دون أن تخرج عن إطار الأخلاق والاحترام، لكنها اليوم أصبحت في كثير من الأحيان مصدرًا للخطر والإزعاج، حيث يعتمد بعضها على الترويع الشديد أو الإهانات التي قد تسبب ضررًا نفسيًا أو جسديًا. وأشارت الوزارة في منشورها إلى أن بعض الشباب يلجؤون إلى إلقاء الألعاب النارية على الآخرين فجأة، مما قد يؤدي إلى حالات هلع أو إصابات خطيرة. كما انتقدت المقالب التي تقوم على إهانة الآخرين أو السخرية منهم، مؤكدةً أن مثل هذه التصرفات تخالف تعاليم الدين الإسلامي والقيم الأخلاقية. استشهدت وزارة الأوقاف بأحاديث نبوية شريفة تؤكد على حرمة إيذاء الآخرين، ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار" (رواه ابن ماجه)، وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يحلُّ لمسلمٍ أن يُروِّعَ مسلمًا" (رواه أبوداود). وأكدت الوزارة أن المقالب التي تسبب الأذى أو الإهانة ليست من الهزار في شيء، بل هي إساءة مرفوضة شرعًا وأخلاقيًا. كما استدلت بآية من القرآن الكريم تحث على عدم السخرية والتنمر، حيث قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ" (الحجرات: 11)، موضحةً أن المزاح يجب أن يكون وسيلة للتقارب وليس للإساءة أو التقليل من شأن الآخرين. دعت وزارة الأوقاف الجميع إلى التحلي بالحكمة عند المزاح، والتفكير قبل تنفيذ أي مقلب فيما إذا كان سيؤدي إلى خوف أو أذى للآخرين. وأوصت بالاستعاضة عن هذه السلوكيات بمواقف جميلة تُفرح القلوب دون أن تسبب ضررًا. وأكدت الوزارة أن المزاح الحقيقي هو الذي يجمع الناس على المحبة والود، وليس الذي يسبب الفرقة والأذى. فبدلًا من الضحك على معاناة الآخرين، يمكن البحث عن أساليب ترفيهية تزرع البهجة في النفوس دون أي ضرر.