انطلقت اليوم الخميس في مدينة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة فعاليات النسخة التاسعة من المهرجان الدولي للتصوير «اكسبوجر2025»، لفنون التصوير والسينما والتعبير الإبداعي الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة،في منطقة الجادة مستضيفًا نخبة تضم بمشاركة 420 مصورًا وصانع أفلام وخبير في صناعة التصوير من 48 دولة، تحت شعار «لا شيء أكبر من الصورة». وذلك بحضور سلطان بن أحمد القاسمي الذي شهد انطلاق فعاليات النسخة التاسعة من المهرجان الدولي للتصوير «اكسبوجر». تعكس هذه الدورة الدور الحيوي الذي تلعبه الصورة في نقل الرسائل الثقافية والإنسانية، والتعبير عن القصص التي ترويها اللحظات، ومن المقرر أن يستمر المهرجان على مدار 7 أيام، بدءًا من 20 وحتى 26 فبراير الجاري. ويضم المهرجان مجموعة متنوعة من المعارض الفوتوغرافية التي تستعرض أعمالًا لعدد من أبرز المصورين العالميين، مثل السير دون ماكولين، وغريج غورمان، وجيمس ناكتوي، وجورج شتاينميتز. وتغطي المعارض مجموعة متنوعة من أنواع الفنون البصرية، كالتصوير الصحفي والوثائقي، والتصوير الفني والإبداعي، وتصوير الطبيعة والحياة البرية، وتصوير البورتريه، والتصوير الثقافي، وتصوير حياة الشارع، والتصوير الليلي، بالإضافة للتصوير الرياضي والحركي. وشمل المهرجان عدد من معارض التصوير المختلفة والمتنوعة وخصص المهرجان مساحات خاصة في مختلف اروقة المهرجان لغزة ونقل الحرب وما خلفه العدوان الإسرائيلي على القطاع وتنوعت الصور القادمة من داخل غزة لتروي قصص صمود أهل غزة وصور أخرى تجسد ما خلفته الحرب على القطاع، تضمنت الصور واقع الحياة داخل غزة بعد الحرب والنزوح والقصف وغيره، بجانب صور المصوريين مصطفي حسونة وساهر الغورة، من داخل غزة، حيث تضمنت صورهم على نقل معاناة الشعب الفلسطيني والحياة في المخيمات والقصف المستمر على القطاع بجانب صور لتشيع جثامين الشهداء وصور لكيفية إزالة الركام ومحاولات إنقاذ المصابين، وتضمن اكسبوجر أيضا صور متنوعة من داخل أفريقيا واسيا وصور من مخيمات اللاجئين في أفريقيا بجانب صور عبرت عن حروب وازمات عانت منها عدد دول اسيا وأفريقيا بجانب صور فنية مختلفة. بجانب تخصيص مساحات كاملة لصور الحياة البرية والتلوث البيئي وآثار التغيرات المناخية. خلال حفل الافتتاح قال طارق سعيد علاي مدير عام المكتب الإعلامي للحكومة بالشارقة خلال حفل الافتتاح وقال أن هذا المهرجان يكرم الفنانين الذين يعيدون للحياة مفهومها بعدساتهم ونحتفي بصناع الافلام ورواد السرد القصصي. عرض حفل الافتتاح فيلم افتتاحي للدورة التاسعة، وخلال الاحتفال أعطي كلمة صانع الافلام جلان جياندرو وقال إن «اكسبوجر» اكثر من مهرجان ولكنه استطاع نقل رسائل عديدة بفضل الصورة والسرد القصصي؛ بجانب نقل الخبرة بين المصورين وبعضهم والتواصل والتعرف على كل ما هو جديد. ويري أن خلال فترة انتشار فيروس كورونا ظهرت قصص وأصوات جديدة وطريقة جديدة للسرد على مواقع التواصل الاجتماعي وتمكن هذا المحتوي من جذب مشاركة المشاهد ايضا في صناعته، وعمل المصورون الصحفيون وصانعي الافلام على نقل الحقيقة بعدساتهم ولكن استطاع المحتوي المنقول عبر مواقع التواصل الاجتماعي من جذب المزيد وخلق عالم مختلف لصناع المحتوي والجميع اصبح يشاهد ويتفاعل مع قصصهم ويشاركها ومن هنا اصبح هناك انتقال للخبرات. ودعا إلى دعم الأصوات الجديدة والطرق المختلفة والمتنوعة في رواية القصص. تضمن المهرجان عدد من المعارض التي خصصها «اكسبوجر» للتوعية والحث على مشاكل قضايا التغير المناخي فقال خلال حفل الافتتاح الناشط البيئي سبستيان كوبلان أن التغيرات المناخية ليست مرتبطة حاليا بمكان أو طبيعة محددة ولكن تأثر به العالم كثيرا. واوضح أن الكاميرا لا تكذب ولكن المصوريين يواجهون ازمة الصور المفبركة المصنوعة بالذكاء الاصطناعي ولذلك دعا الجميع للنضال من اجل الحقيقة والمهنية والمصداقية خاصة مع زيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي الذي ساهم استخدامه بشكل خاطي في زيادة انتشار الصور المفبركة. وأشار كوبلاند إلى أن تغيّر المناخ يصيب الجميع ويصل إليهم حيث لا يعترف بالحدود، بل يؤثر على جميع أنحاء العالم، موضحًا أن ارتفاع درجات الحرارة أدى إلى اضطراب النظم البيئية، ما أثّر على مسارات الطيور المهاجرة وتراجع أعداد الكائنات الحية التي تشكّل أساس السلسلة الغذائية، لافتًا إلى أن هذه التغيرات المناخية باتت تدفع نحو موجات هجرة جماعية نتيجة تداعياتٍ بيئية قاسية، مثل الجفاف وانعدام الأمن الغذائي. وتوفر الدورة التاسعة من «اكسبوجر» للزوار والمشاركين العديد من ورش العمل التي تغطي جوانب متنوعة من فنون التصوير، ومن أبرز الورش لهذا العام ورشة حول التصوير الجوي باستخدام الطائرات المسيّرة، بالإضافة إلى ورش متخصصة في التصوير الصحافي، تصوير الأزياء والبورتريه، وتقنيات معالجة الصور باستخدام البرامج المتقدمة، وفي خطوة جديدة، تم إدراج «اكسبوجر تور باص»، الذي يوفر للزوار فرصة القيام بجولة فوتوغرافية في الشارقة برفقة مصورين محترفين. كما يقدم المهرجان جلسات نقدية مباشرة، حيث يمكن للمصورين الناشئين الحصول على تقييم فوري من خبراء دوليين في مجال التصوير، مما يسهم في تطوير مهاراتهم وفتح آفاق جديدة لهم في هذا المجال. من ضمن الفعاليات، يستضيف المهرجان القمة البيئية، في 24 فبراير، تحت شعار «الهجرة وتأثيرها على النظام البيئي». ويشارك في القمة نخبة من الخبراء البيئيين والمصورين المتخصصين في توثيق الظواهر البيئية المختلفة، بما في ذلك معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات.