في دراسة تهدف لكشف الارتباط بين فقدان حاسة التذوق والوفاة، وجد باحثون من جامعة «ستاتن آيلاند» الأمريكية أن الأشخاص الذين تراجعت حاسة التذوق لديهم منذ الصغر كانوا أكثر عرضة للوفاة بنسبة 47% خلال فترة المتابعة التي استمرت 6 سنوات. زيادة خطر الوفاة المبكرة عندما يفقد الإنسان قدرته على تذوق الأطعمة بشكل تدريجي مع تقدمه في السن، قد يكون ذلك مؤشرًا خطيرًا على احتمالية الوفاة المبكرة لدى كبار السن، إذ توصلت الدراسة المنشورة في مجلة «الجمعية الطبية الأمريكية لطب الأنف والأذن والحنجرة»، إلى أن انخفاض القدرة على تذوق المرارة ارتبط بالوفاة المبكرة لدى المشاركات الإناث، في حين ارتبط الانخفاض في القدرة على تذوق الحموضة بزيادة معدل الوفيات لدى المشاركين الذكور فقط. وعلى الرغم من ارتباط حاستي الشم والتذوق ببعضهما البعض، وجدت هذه الدراسة أن هناك زيادة في خطر الوفاة لدى الأشخاص الذين فقدوا حاسة التذوق ولكنهم ما زالوا قادرين على الشم بشكل كامل. أمراض يعكسها فقدان التذوق يعتقد الباحثون أن النتائج تشير إلى خطر الإصابة بأمراض تزيد احتمالية الوفاة، معتبرين فقدان حاسة التذوق إشارةً إلى أمراض عصبية تنكسية مثل الزهايمر، فضلًا عن كونها تحذيرًا من إمكانية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل قصور القلب والسكتة الدماغية . كما يؤثر خلل التذوق أيضًا على عادات الأكل، فمع ضعف القدرة على تمييز الملح، على سبيل المثال، قد يؤدي ذلك إلى الإفراط في تناوله وبالتالي يرتفع ضغط الدم مسبباً اضطرابات خطيرة. ومع ذلك قد تكون للدراسة آثار بعيدة المدى، حيث تشجع الأطباء على فحص مرضاهم بحثًا عن أي تغيرات في حاسة التذوق لديهم مما يسهل تحديد الأفراد المعرضين للخطر. هل يمكن التنبؤ بالوفة من خلال حاسة التذوق؟ بدوره، وصف الدكتور ديفيد هنري رئيس قسم طب الأنف والأذن والحنجرة بالولايات المتحدة، نتائج الدراسة الجديدة ب«المتطرفة» لاعتقاده بأنها عامة جدًا وغير محددة، فالباحثون قدموا عرضًا واحدًا مرتبطًا بالوفاة، ولكن هناك الكثير من التكهنات حول سبب وقوع ذلك بشكل مفاجئ. وأضاف في حديثه لصحيفة «واشنطن بوست» أن الارتباط لا يعني السببية، وقد تكون هناك العديد من العوامل المختلفة من شخص إلى آخر التي ساهمت في وفاة بعض المشاركين في الدراسة البالغ عددهم 7340 شخصًا ممن تتراوح أعمارهم بين 40 عامًا وأكثر. كما أقر «هنري» بأن الدراسة الحديثة أظهرت بعض الروابط المحتملة بين حاسة التذوق والوفاة، وهو أمر لم تسبق ملاحظته من قبل، معتبرًا الاضطرابات العصبية التنكسية بمثابة الدليل الأكثر إقناعًا على نجاح فرضية الباحثين؛ لأن «انخفاض قوة حواسك يعني على الأرجح انخفاض وظائفك العصبية».