«ترامب» يفرض رسومًا جمركية على 3 دول.. وتحذيرات من الإضرار ب«التجارة العالمية»

أعلن البيت الأبيض أنّ الرئيس دونالد ترامب سينفّذ قراره بفرض رسوم جمركية كبيرة على الواردات الكندية والمكسيكية والصينية.
وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأمريكية كارولاين ليفيت للصحفيين إنّ الرئيس ترامب سيفرض رسوما جمركية بنسبة 25٪ على المكسيك، وبنسبة 25٪ على كندا، وبنسبة 10% على الصين بسبب الفنتانيل غير القانونى الذى ينتجونه ويسمحون بتوزيعه فى الولايات المتحدة.
محليًا، قال الدكتورمجدى عبد العزيز، مستشار وزير المالية السابق لشؤون الجمارك، إن اللجوء لفرض هذه الإجراءات من شأنه الإضرار والإخلال بقواعد منظمة التجارة العالمية، وكذلك العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية وهذه الدول المستهدفة، لاسيما أن فرض هذه الضرائب والرسوم الجمركية جاء على غير القواعد العامة ولم يكن موجودًا من قبل، كما أنه يؤثر سلبا على العلاقات الاقتصادية والسياسية أيضا بين أمريكا وهذه الدول الثلاث.
وأضاف عبدالعزيز، ل«المصرى اليوم»، تعليقا على قرار الرئيس الأمريكى إن الولايات المتحدة تعد من الدول المؤسسة والمؤثرة والمنشئة لمنظمة التجارة العالمية باعتبارها أحد أضلاع المثلث الاقتصادى والمالى والتجارة دوليا.
وتابع مستشار الوزير السابق أن تحرير التجارة الدولية من خلال رفع القيود التعريفية وغير التعريفية، وفرض مثل هذه الرسوم الإضافية يمثل خرقا لقواعد ومبادئ وأهداف اتفاقية الجات، ما يشجع مزيدًا من الدول الأخرى على القيام بمثل هذه الممارسات والخروقات وبالتالى يتم تفريغ فكرة العولمة وتحرير التجارة من مضمونها، ما يهدد منظومة التجارة العالمية بالانهيار، لاسيما أن الدول المفروض عليها رسوم جمركية من جانب الولايات المتحدة الأمريكية بإمكانها اتخاذ قرارات لمجابهة الإجراءات الأمريكية، وقد تلجأ هذه الدول المتضررة إلى فرض قيود أخرى مماثلة تجاه اأمريكا.
وأوضح «عبدالعزيز» أن اتفاقية النفاذ للأسواق المنبثقة عن اتفاقية الجات تحدد التزامات الدول الأعضاء البالغ عددهم نحو 182 دولة، وكذلك التعريفة الجمركية بفئات محددة، وتجاوزها يعد خرقا لهذه الاتفاقية.
أضاف «عبدالعزيز» أن توسيع هذه الإجراءات الأمريكية من شأنه أن يعطى الفرصة للدول للتحلل من الاتفاقيات والالتزامات الدولية، ما يضع تحرير التجارة فى «مهب الريح»، وربما تكون النتائج والآثار السلبية لهذا الأمر العودة إلى قواعد الترشيد والتقييد للسلع وفرض رسوم جمركية إضافية، وفقا لقوله.
من جانبه، توقع الدكتور بدوى إبراهيم، الخبير الجمركى، فى تصريحات ل«المصرى اليوم» أن فرض قيود جمركية ممثلة فى زيادة التعريفة الجمركية على السلع التجارية بين الصين وأمريكا سيسمح بمزيد من الاستثمارات الصينية فى مصر لتصبح مركزًا تصديريًا إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى محاولة لتجنب هذه القيود الجديدة.
وأضاف «إبراهيم» أن ما يحدث عالميا فى هذا الصدد يصب فى صالح مصر، حسب قوله، بما وصفه ب«ترحيل التجارة بإغلاق أسواق وفتح أسواق أخرى بديلة».
أكد إبراهيم أن توجه أمريكا لاتخاذ مثل هذه الإجراءات يضع مزيدا من القيود حول التجارة العالمية على خلاف المفروض أن يحدث، لاسيما أنها الدولة الرائدة فى تحرير التجارة، ويجب أن تكون قدوة بالنسبة لبقية دول العالم الأعضاء فى منظمة التجارة العالمية.
واعتبر محللون، فى وقت سابق، أن الرسوم الجمركية التى فرضها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لن تلحق إلا الخراب ببلاده، وأشار تحليل نشرته مجلة الإيكونوميست حول الكساد العظيم، إلى أن أحد أسبابه وضع التعريفات الجمركية المرتفعة التى أدت إلى وضع أمريكا على «طريق الخراب» من خلال دعوة الانتقام وخنق الاستثمار.