المعارضة الشيعية في البحرين تغير «استراتيجية التظاهر» إلى قلب العاصمة

تجددت الاشتباكات في البحرين، مساء الخميس، بين معارضين للحكومة وقوات الشرطة، مع محاولة الغالبية الشيعية مواصلة الضغط للحصول على مزيد من الإصلاحات، من الأسرة الحاكمة السنية، قبل حلول الذكرى السنوية الأولى لانتفاضة 14 فبراير.
ويلحظ المراقبون أن المعارضة غيرت استراتيجيتها في التظاهرات في الآونة الأخيرة، وأصدرت بيانات تفيد بنقل الاحتجاجات من القرى المتطرفة إلى قلب المنامة، خاصة الأماكن التجارية والبنوك، بما قد يؤدي إلى شلل الحركة الاقتصادية في البلاد.
وردت غرفة تجارة وصناعة البحرين على ذلك التوجه ببيان نددت فيه بشدة التصريحات الداعية إلى استهداف العاصمة بالاعتصامات «غير المرخصة»، لاسيما في أماكن حيوية ومواقع تجارية تمثل الشريان الاقتصادي للبلاد.
وحذر البيان من النتائج الخطيرة لمثل هذا التصعيد «غير المبرر»، وآثاره السلبية على تماسك المجتمع والاقتصاد الوطني. وفي تصريحات ل«المصري اليوم»، اعتبر رئيس الغرفة، عصام فخرو، أن دعوات «التحريض» انتشرت بشكل واسع، وناشد الدولة القيام بمسؤولياتها في حفظ الأمن، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة والتعامل بحزم لمنع جميع الممارسات الخارجة على القانون.
وبالتزامن مع مهرجان حاشد للمعارضة، مساء الخميس، للتضامن مع كوادرهم المعتقلة في السجون، على خلفية الأحداث الأخيرة، قاد الناشط الحقوقي البحريني، نبيل رجب، الخميس، حوالي 500 شخص، هتفوا «يسقط حمد»، في إشارة إلى الملك حمد بن عيسى آل خليفة. وسار المتظاهرون في الأزقة الضيقة صوب طريق رئيسية، حيث بدأت شرطة مكافحة الشغب إطلاق الغاز المسيل للدموع.
واشتبكت مجموعات من الشرطة الراجلة مع شبان في أرجاء الحي، وأطلقت الغاز المسيل للدموع وقنابل صوتية وطلقات مطاطية ورشقها الشبان بالحجارة وبعض قنابل البنزين.
وصاح رجل في دورية شرطة لدى مرورها في أحد الأزقة: «يا مرتزقة.. ارحلوا عن البلد.. أنتم كلاب». ويقول الشيعة إن الحكومة تستأجر أفراد شرطة أجانب، معظمهم من باكستان، يواجهونهم في الاشتباكات.
وتشهد البحرين، التي تحكمها أسرة «آل خليفة» السنية، اضطرابات متقطعة، منذ العام الماضي، مع اندلاع ثورات الربيع العربي، لكن السلطات البحرينية تمكنت من قمع تلك التظاهرات.
واستمرت الاشتباكات بشكل متقطع في المناطق التي يسكنها الشيعة، وتفاقمت في الأسابيع القليلة الماضية، مع اقتراب الذكرى السنوية للانتفاضة، ووصلت، الخميس، إلى حد الاشتباكات في وسط العاصمة.
وأقامت الشرطة نقاط تفتيش في الطرق الرئيسية المحيطة بالحي القديم في المنامة، في محاولة فيما يبدو، لمنع الناس من الوصول بسياراتهم إلى موقع احتجاج «غير مرخص»، أعلن عنه في وقت سابق.