تحقق نيابة رأس سدر فى تقطيع شركة سيناء للمنجنيز لأجزاء من أول تليفريك فى مصر، والموجود على قمة جبل «أم بجمة»، وذلك عقب تحرير الهيئة العامة للثروة المعدنية محضرًا ضد الشركة بقسم شرطة أبوزنيمة. وقال مصدر بالهيئة إنه تم إيقاف جميع أعمال التقطيع، ومصادرة ما تم تقطيعه، وإيقاف أعمال التفكيك على الفور، مع مصادرة الأجزاء التى تم تفكيكها، مشيرًا إلى أن الواقعة الآن قيد التحقيق فى النيابة لضمان اتخاذ الإجراءات القانونية العادلة فى حق المخالفين. وشدد المصدر على أن الهيئة تُولى أهمية كبيرة للحفاظ على المناطق ذات الطابع التراثى والتاريخى، وخاصة التى تحمل قيمة حضارية مثل منطقة جبل «أم بجمة»، ولفت إلى أن هذه المنطقة ليست فقط موقعًا لاستخراج الموارد الطبيعية، لكنها أيضًا تُعتبر تراثًا صناعيًّا فريدًا يؤرخ لاستخدامات المنجنيز والفوسفات منذ أكثر من قرن، وأشار إلى أن الهيئة تعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية، بما فى ذلك وزارة الآثار والسياحة، لوضع خطة شاملة لتطوير المنطقة والحفاظ على مكوناتها التراثية. والتليفريك تم إنشاؤه فى بداية القرن العشرين لنقل المنجنيز من جبل أم بجمة إلى مصنع سيناء للمنجنيز عن طريق قطار. ورفض مسؤولو «سيناء للمنجنيز» التعليق، واكتفوا بالقول إنهم سيبدون مبرراتهم للجهات القانونية، وأكدوا أن الشركة تتعاون مع هيئة الثروة المعدنية، فيما اعترف مصدر بالشركة بأن حديد التليفريك تم عرضه كمزاد لبيعه حفاظًا على أموال الشركة، مشيرًا إلى أن الشركة هى صاحبة الولاية على المنطقة. وقال مصدر من «الآثار» إن منطقة أم بجمة، التى تقع بالقرب من منطقة سرابيط الخادم الأثرية، يمكن اعتبارها منطقة تراث صناعى فريدة، حيث أنشأها الإنجليز، وتضم مدرسة ومنازل ومستشفى ومسرحًا وسكة حديدية، بالإضافة إلى الطقس الرائع الذى تتمتع به مرتفعات أم بجمة. وكان عشاق السفارى قد تداولوا مقاطع فيديو تليفريك أم بجمة، وطالبوا بالحفاظ على ذلك الأثر التاريخى المهم، الذى يؤرخ لاستخراج الفيروز والمنجنيز بسيناء، فيما عثر مفتشو هيئة الثروة المعدنية بجنوب سيناء، الذين لديهم الضبطية القضائية، على أجزاء مقطوعة من التليفريك، وتحفظوا على الحديد، وحرروا محضرًا بالواقعة. من جانبه، أكد يوسف بركات، منظم رحلات لمنطقة سرابيط الخادم وأم بجمة، أن المدينة تراث صناعى منذ أكثر من 150 عامًا، وهى برنامج أساسى لعشاق السفارى فى جبل أم بجمة، مشيرًا إلى أنه أول تليفريك فى مصر والعالم العربى. ورفض بدو منطقة سرابيط الخادم قيام شركة سيناء للمنجنيز بتفكيك تليفريك نقل المنجنيز من المدينة التاريخية الصناعية التى أنشأها الإنجليز فوق قمة جبل «أم بجمة» فى بداية القرن العشرين، والتى تُعتبر تراثًا صناعيًّا ومدينة تاريخية فريدة تجذب سياح السفارى من مختلف الجنسيات. وقال أبوسالم عتيق، من قبيلة الحماضة، أحد سكان منطقة سرابيط الخادم، إن المدينة فى قمة جبل أم بجمة أول مدينة بناها الإنجليز من أجل استخراج الفيروز والمنجنيز منذ أكثر من 150 سنة، وتجذب السياح لمشاهدتها، وتقوم عليها سياحة السفارى. وأوضح إبراهيم عبيد، من سكان سرابيط الخادم، أن حياة البدو فى تلك المنطقة تعتمد على البيئة والسياحة، ولابد من الحفاظ على ذلك التراث الإنسانى الذى يؤرخ لاستخراج المنجنيز والفيروز.