قبل 5 سنوات، واجهت شركة آبل الأمريكية دعوى مدنية تتهمها باستخدام مساعدها الرقمي «Siri» في التجسس على عملائها لمدة عقد من الزمان وذلك عن طريق تسجيل المكالمات ورصد المحادثات النصية على هواتف آيفون وغيرها من الأجهزة الإلكترونية الخاصة بالشركة، لتخضع بالتزامن مع العام الجديد لتسوية قضائية قدرها 95 مليون دولار. تعويضات لمستخدمي أجهزة آبل تأتي موافقة شركة آبل على دفع مبلغ التسوية القضائية في ظل تجنبها الاضطرار إلى الاعتراف بأي مخالفات، ففي حال إثبات تورطها في انتهاك خصوصية المستخدمين، لكان من الممكن أن تتحمل غرامة تصل إلى 1.5 مليار دولار، ولا تزال القضية قائمة إذ اقترح قاضي المحكمة الجزئية الأميركية جيفري وايت موعد لمراجعة الاتفاق في الرابع عشر من فبراير القادم، بحسب موقع «phone arena». وفي حال الموافقة على تنفيذ التسوية، فإن ملايين المستهلكين الذين يمتلكون هواتف آيفون أو أجهزة أخرى من إنتاج شركة آبل في الفترة من 17 سبتمبر 2014 وحتى نهاية العام الماضي، سيصبحون مؤهلين لتقديم مطالبة بالحصول على نصيبهم في التعويض. فيما تشير التقديرات إلى أن كل مستهلك قد يحصل على ما يصل إلى 20 دولار (حوالي 1015 جنيه مصري) عن كل جهاز مزود بنظام «Siri»، ومن المتوقع أن يقدم من 3% إلى 5% فقط من عملاء آبل تلك المطالبة، وسيكون هناك حد أقصى لكل مستهلك يبلغ 5 أجهزة مزودة بالنظام الرقمي المتهم بالتجسس يُسمح له بتلقي تعويض عنها. ويطالب المحامون الذين رفعوا الدعوى بما يصل إلى 29.6 مليون دولار لتغطية أتعابهم ونفقات أخرى. أزمة اعتماد هواتف آيفون على «Siri» يمكن تعريف «Siri» باعتباره مساعد رقمي يعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي أعلنت عنه شركة آبل خلال الكشف عن هاتف «آيفون 4 إس» في أكتوبر 2011، وهو جزء من نظام التشغيل IOS الخاص بالأجهزة الذكية التي تصنعها الشركة مثل آيفون، آيباد، ماك، ساعة آبل، وغيرها. وبحسب المهندسة منى مجدي خبيرة أمن المعلومات، يتلقى «سيري» الأوامر الصوتية من مستخدمي هواتف آيفون ثم يقوم بمعالجتها بناءً على قاعدة بيانات مزود بها لتمكنه من الإجابة عن بعض الأسئلة بدلًا من البحث عنها في محرك «جوجل»، فضلًا عن قدرته على إدارة بعض المهام مثل إرسال رسائل لأشخاص معينين أو طلب رقم شخص للاتصال به وتفعيل بعض المميزات في الهاتف وغيرها من المهام التي تصبح أكثر قيمة لدى ذوي الهمم غير القادرين على مساعدة أنفسهم. وخلال حديثها ل«المصري اليوم» أوضحت «مجدي» أنه على الطرف الآخر من تجربة استخدام الأجهزة الذكية بشكل أكثر سهولة من خلال الأوامر الصوتية، يواجه «سيري» اتهامات بعدم احترام خصوصية المستخدمين على الرغم من تحسين شركة آبل لطريقة تعامله مع البيانات في التحديثات الأخيرة لنظام التشغيل iOS لكي تتم معالجة الكثير من البيانات داخل الجهاز بدلاً من إرسالها إلى الخوادم لتتم معالجتها، إلا في بعض الحالات التي يتطلب فيها موافقة المستخدم أولاً قبل إرسال بياناته إلى الخوادم الرئيسية. وفي عام 2019، اتُهمت شركة آبل بإرسال محادثات مسجلة عبر «سيري» إلى مقاولين لتقييم أدائه دون موافقة أولئك الذين جرى التنصت عليهم، وتم ذلك في محاولة لمساعدة الشركة الأمريكية في تحسين المساعد الرقمي، وفقاً لصحيفة «جارديان». بينما تقول شركة آبل إن البيانات التي تُرسل إلى خوادمها تكون مجهولة الهوية بشكل كبير، كما تتيح للمستخدمين التحكم في بياناتهم من خلال إعدادات الخصوصية في الأجهزة، والتي تشمل حذف المحادثات السابقة مع Siri أو تعطيل جمع البيانات بالكامل، ما يجعل من الصعب على أي طرف ثالث الوصول إلى البيانات أو التجسس