قالت مروة عبدالحليم المتخصصة بالشأن الأمريكي والباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل تهدف لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في محاولة لإحياء مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة. وأوضحت عبدالحليم ل«المصري اليوم» أن هذه الزيارة، التي تعد الحادية عشرة لبلينكن إلى المنطقة، تأتي في ظل رفض إدارة بايدن الدعوات لفرض حظر على الأسلحة المقدمة لإسرائيل، وسط مساعدات عسكرية أمريكية غير مسبوقة. كما أشارت إلى تزايد الدعوات للتحقيق في التقارير التي تتحدث عن استخدام الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين كدروع بشرية في غزة. وأضافت عبدالحليم، أنه رغم دعوات بعض أعضاء الحزب الديمقراطي لوقف إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن عن نشر بطارية صواريخ من طراز ثاد (THAAD) في إسرائيل لتعزيز دفاعاتها الجوية. وفي سياق متصل، تسعى إدارة بايدن إلى استغلال وفاة يحيى السنوار كفرصة لإنهاء الصراع في غزة وإعادة الرهائن، إلا أن عبدالحليم ترى أن نتنياهو قد ينتظر حتى نهاية ولاية الرئيس جو بايدن، ليشهد جولة جديدة من التصعيد في غزة والمنطقة، سواء مع نائبة الرئيس كامالا هاريس أو الرئيس السابق دونالد ترامب. وأشارت عبدالحليم، إلى أن زيارة بلينكن تأتي أيضًا في ظل تعثر محادثات الوسيط الأمريكي عاموس هوكشتاين مع المسؤولين اللبنانيين، حيث وضعت حكومة نتنياهو شروطاً تعجيزية. وتخشى الإدارة الأمريكية من تبعات التصعيد المتزايد في غزة واحتمالات التفجير مع إيران قبيل الانتخابات الرئاسية، خاصة مع استعداد إسرائيل لاستهداف إيران رداً على هجومها الصاروخي الباليستي في أكتوبر الجاري. وفي ضوء المباحثات الأمريكية الإسرائيلية، يبدو أن إسرائيل تستجيب لمطالب الولاياتالمتحدة بالامتناع عن مهاجمة المواقع النووية أو مواقع الطاقة الإيرانية، إلا أن المخاوف الاستخباراتية الجديدة قد تغير هذا القرار، خاصة بعد اعتقال سبعة إسرائيليين بتهمة التجسس لصالح طهران. كما تم تسريب وثائق استخباراتية أمريكية سرية للغاية تصف الاستعدادات الإسرائيلية لشن هجوم على إيران، مما يضيف تعقيدات جديدة للمشهد. وأكدت عبدالحليم أن زيارة بلينكن لا بد أن تتناول هذه التطورات الحساسة، في محاولة لاحتواء الوضع ووضع حد لنتنياهو في إيرانوغزة ولبنان، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية.