منال محمد، ربة منزل، تقضى يومها فى إعداد وجبات منزلية وبيعها، لكن وراء كل وجبة شهية، هناك العديد من الأدوات التى تساعدها على إنجاز مهمتها، ومن بينها ورق الفويل، الذى تستخدمه فى تغليف وحفظ الطعام، دون علم منها فى كيفية وطريقة تصنيعه. أحمد يوسف، صاحب مصنع بالغربية قال إن هناك مواد خام نستوردها من الخارج بكميات كبيرة وخاصة الصين، منها ورق الأكواب الورقية والفويل، حيث نقوم باستيراد المادة الخام ونقوم بإعادة تصنيعها وتشكيله، مؤكدًا أنه لا تتوافر ماكينات وآليات التصنيع فى مصر، ونستورد بمبالغ ضخمة، بالإضافة إلى أن دول الخليج جميعها تستورد من الصين. وأوضح ل«المصرى اليوم»، أنه توجد فى مصر مصانع ولكنها متوقفة عن العمل كانت تُصنع ورق الألومنيوم قديما ولكنها توقفت بسبب نقص الخامات، مناشدًا ضرورة النظر إليها مرة ثانية والاستعانة بأهل الخبرة لعودة التصنيع المحلى حتى يستفيد الجميع. ولفت رامى الجالى، الخبير الاقتصادى، إلى أن المواطن لا يملك رفاهية التخلص من بواقى الطعام نظرًا لارتفاع أسعاره، والفويل الملاذ المتاح أمامه للاحتفاظ به، وبالنظر لقيمة واردات مصر من أوراق الفويل خلال الفترة الماضية نلاحظ زيادة الواردات المصرية من أوراق الفويل من 104.6 مليون دولار عام 2019 و103.3 مليون دولار فى عام 2020 إلى 158.8 مليون دولار فى عام 2021 ثم ارتفعت إلى 192.1 مليون دولار فى العام 2022، قبل أن تنخفض فى عام 2023 إلى نحو 126.7 مليون دولار. وأرجع الجالى فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»، أن السبب فى ارتفاع فاتورة واردات مصر من أوراق الفويل هو إفراط المصريين فى استخدام الفويل فى حفظ الطعام نتيجة ارتفاع أسعار الغذاء وخاصة خلال الفترة الماضية فقد ارتفعت أسعار السلع الغذائية بشكل كبير فى السنوات الأخيرة، حيث سجل معدل تضخم السلع الغذائية فى يوليو 2024 نحو 29.7٪ وذلك على أساس سنوى. وأوضح الدكتور مجدى علام، الخبير البيئى، أن إعادة استخدام الورق الفويل، طريقة متفق عليها بين الخبراء والمتعاملين وتتراوح أنواع الأوراق بداية من الورق الشفاف الرقيق وحتى أوراق لف الورق الفضى الذى يستخدم فى حبس الحرارة للطعام الساخن، لعدم برودته سريعًا، وأوراق لف اللحوم بأوراق كثيفة، مرورًا بأوراق العبوات الكرتون وأوراق حمالات البيض من الكرتون السميك حتى لا ينكسر. وأثبتت الدراسات، أن إعادة تدوير صناعة الأوراق من نفس أنواع الورق، تعد أكثر تقليلًا من استهلاك المزيد من الورق، كما أنها صحية ويفضل استخدام الورق فى العبوات، بداية من الورق الرقيق وحتى الكثيف فهو أضمن وأكثر صحة من البلاستيك والنيلون. وكشف المهندس علاء السقطى، رئيس اتحاد مستثمرى المشروعات الصغيرة والمتوسطة، إنه يتم استيراد بعض المواد والمنتجات التى تكلف الدولة ملايين الدولارات، مؤكدًا أن كل هذه المنتجات يمكن توطين صناعتها داخل مصر، فيما طالبت لجنة الصناعة بمجلس النواب الحكومة فى تقريرها الصادر بشأن خطة الحكومة للعام المالى الحالى 2024-2025، فى قطاع الصناعة، بضرورة حصر كل الصناعات التى يتم استيرادها من الخارج ولا تصنع فى مصر، وإعطائها الأولوية فى التصنيع المحلى، مع تشجيع استيراد المواد الخام دون فرض أية رسوم جمركية، والتركيز على تحسين جودة المنتجات المصرية، وذلك من خلال تطبيق معايير الجودة العالمية بشكل صارم فى جميع مراحل التصنيع، ودعم مراكز البحوث والتطوير لتعزيز الابتكار وتطوير منتجات جديدة، مع رفع مستوى الوعى لدى الشركات بأهمية الجودة فى تعزيز قدراتها التنافسية.