يستعد عشاق القهوة في أوروبا، لارتفاع الأسعار مع وقوع الكوارث الطبيعية في أكبر دولتين منتجتين للقهوة في العالم وهما (البرازيلوفيتنام)، وباعتبار البرازيل واحدة من أكبر مناطق شرب القهوة في العالم، سيجد محبو القهوة في أوروبا صعوبة بالغة في تقبل ارتفاع الأسعار، وفقًا ل «euronews». أسباب ارتفاع تكاليف الإنتاج وكان الجفاف في البرازيل (أكبر منتج للبن في العالم)، والأعاصير الشديدة في فيتنام، ثاني أكبر منتج، سببًا في تعطيل سلاسل توريد القهوة العالمية إلى حد كبير، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج التي تتدفق في طريقها إلى المستهلكين. ويستهلك الأوروبيون ما يقرب من 3.2 مليون طن متري من القهوة سنويًا، وهو ما يمثل حوالي 33٪ من إجمالي استهلاك القهوة في العالم، وفقًا لشركة بيانات المستهلك الألمانية Statista. وأحدثت الكوارث الطبيعية دمارًا وتواجه البرازيل المسؤولة عن نحو 40% من إنتاج القهوة في العالم، واحدة من أسوأ موجات الجفاف منذ عقود، حيث أثرت الظروف الجافة بشدة على مناطق زراعة البن العربي وأدت إلى انخفاض الإنتاج. من جانبها، شهدت دورة المحاصيل 2023-2024 بالفعل انخفاضًا حادًا في الإنتاج، وتشير بعض التقديرات إلى أن الإنتاج قد ينخفض بما يصل إلى الخمس (20٪). ويظهر التأثير بشكل أكثر حدة في ولاية ميناس جيرايس، أكبر ولاية منتجة للبن في البرازيل وموطن حبوب أرابيكا عالية الجودة، والتي شهدت أشهرًا من هطول الأمطار أقل من المتوسط. وفي حين تهيمن البرازيل على سوق أرابيكا، فإن فيتنام هي المنتج الرائد في العالم لحبوب الروبوستا الرخيصة- المستخدمة في القهوة سريعة التحضير، وفي وقت سابق من هذا الشهر، دمر إعصار ياغي مناطق زراعة البن الرئيسية في البلاد في المرتفعات الوسطى، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 60 شخصًا وإصابة المئات. من ناحية أخرى، تشير التقييمات الأولية إلى أن آلاف الهكتارات من مزارع البن تأثرت، مع خسائر كبيرة في المحصول الحالي وإمكانات الإنتاج في المستقبل، حيث ستستغرق الأشجار المتضررة سنوات للتعافي. وأدت التأثيرات المجمعة للجفاف في البرازيل والإعصار الذي ضرب فيتنام إلى زيادة حادة في أسعار البن العالمية، فيما أفادت المنظمة الدولية للبن (ICO)، وهي الهيئة الحكومية الدولية المكونة من الدول المصدرة والمستوردة للبن، أن الأسعار ارتفعت بنحو 20% في الربع الثالث من عام 2024، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ ما يقرب من عقد من الزمن. وقالت كاثرينا إرفورت، من شركة إدارة سلسلة التوريد الدولية Inverto، «من غير المرجح حدوث انتعاش سريع لقطاع القهوة، حتى مع التحسن المحتمل في العرض، بحسب «يورونيوز». وتابعت، «إن الآثار المستمرة لتغير المناخ تجعل العودة السريعة إلى الاستقرار أمرًا صعبًا، ولا يزال القطاع عرضة لأنماط الطقس القاسية التي يمكن أن تستمر في تعطيل المحاصيل في المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع الطلب العالمي، لا سيما في الأسواق الناشئة مثل آسيا، قد يستمر في فرض ضغوط تصاعدية على الأسعار، مما يزيد من تباطؤ جهود التعافي».