وصلت أسراب الطيور المهاجرة، لشواطئ وجزر البحر الأحمر، في طريق هجرتها من أوروبا وروسيا، إلى وسط أفريقيا، لقضاء فصلي الخريف والشتاء، حيث غطت سماء مناطق جبل الزيت، ورأس غارب، والغردقة، الآلاف من طيور اللقلق الأبيض، وسط استعدادات من محميات البحر الأحمر، وبرنامج رصد الطيور الحوامة بوزارة البيئة، لتأمين المسار الرئيسي لهجرة الطيور من أوروبا إلى أفريقيا، ومنع أي تعدي على أسراب الطيور، واتخاذ الاجراءات القانونية ضد أي مخالفات بيئية، وتطبيق نظام الإغلاق المؤقت في محطات توليد الكهرباء من طاقة الرياح المنتشرة على امتداد خطوط ومسارات الهجرة على ساحل البحر الأحمر. وأكد أيمن طاهر الاستشاري والخبير البيئي، أن البحر الاحمر من أهم مسارات هجرة الطيور، لكونه تعتبر جسر بري لربط آسيا وأوروبا وأفريقيا، حيث يتم رصد أكثر من 500 نوع من بين ملايين الطيور، في مقدمتها اللقلق الابيض، خلال كل ربيع وخريف، حيث تقضى الكثير من الطيور الخريف والشتاء، في المناطق الرطبة بأفريقيا كما تعتبر جزر وشواطئ البحر الاحمر بمثابة أهم مناطق الراحة لأسراب الطيور، إذ يتم تأمين خطوط سير هجرة الطيور خلال فصل الخريف، فهذه الجزر غير مأهولة ما يجعلها ملاذا لتعشيش عدد كبير من الطيور، والتي تضم من بينها أنواع معلنة كأنواع مهددة بالانقراض، وتعد هذه الجزر من المناطق الهامة للطيور، والتي تضم الجزر الشمالية، وجزر الغردقة، وجزر وادي الجمال «حماطة»، ومنطقة علبة، فهذه المناطق معلنة كمحميات طبيعية. فيما، بدأ العاملون بمحطات توليد الكهرباء من طاقة الرياح، عمليات الرصد والمتابعة لمسارات هجرة الطيور حيث جاءت أسراب اللقلق الأبيض، في الصدارة، وجذبت خلال مرورها فوق شواطئ الغردقة العديد من السائحين لمتابعتها وتصويرها. وأوضح العاملون في الرصد البيئي لمسارات الطيور المهاجرة، أن هجرة الطيور من أفضل مؤشرات التنوع البيولوجى، وتعد مدخلا فعالا لحماية البيئات الطبيعية فهى مخلوقات معروفة نسبيًا، وأن البحر الأحمر يضم العديد من البيئات المختلفة منها البيئة البحرية، والساحلية، والبيئة الجبلية، والتى تناسب العديد من الأنواع المختلفة للطيور سواء المهاجرة أو المقيمة، لإتمام عملية التعشيش، لضمان عودتها إلى مواطنها بشكل آمن لما تمثله الطيور من أهمية للإنسان والبيئة، إذ تعتبر أحد أهم مؤشرات صحة النظم البيئية، وتنظيفها طبيعيًا، ومؤشرًا هامًا للتغيرات المناخية، ومجال واسع لإجراء البحوث والدراسات في مجال حفظ التوزان البيئي، والتنوع البيولوجي، وفى توفير فرص العمل ببرامج السياحة البيئية، وسياحة مشاهدة الطيور. ويتولي برنامج رصد الطيور الحوامة بمنطقة جبل الزيت، عمليات الرصد والتقييم كأهداف رئيسية، وتحديد الإجراءات المناسبة لحماية أسراب الطيور أثناء مواسم العبور، وإجراء عملية تحليل للبيانات الحقلية التي تمت على طول الطريق للطيور المهاجرة في مسار هجرتها على البحر الأحمر، ما يستلزم جعل هذا الطريق أكثر أمنًا للطيور الحوامة المهاجرة، والالتزام بالمعايير والإجراءات الإحترازية اللازمة لضمان حماية الطيور المهاجرة بمزارع طاقة الرياح على طول ساحل البحر الأحمر، وخليج السويس من خلال إنشاء شبكة تبادل المعرفة لدمج إجراءات حفظ الطيور الحوامة المهاجرة في مشاريع الهيئة الواقعة في مسار هجرة الطيور باعتبارها واحدة من القيم الأساسية للنشاط الاقتصادي المتعلقة بإنتاج الطاقة في مصر دون المساس بالالتزامات الدولية في حماية الطيور المهاجرة في مسارها من شرق ووسط أوروبا إلى المناطق الدافئة في شرق ووسط أفريقيا بفصل الخريف.