أكد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، أن الحكومة تواصل جهودها الرامية لتعميق الصناعة المصرية وتحقيق تحسن مطرد فى مسار توطين العديد من الصناعات فى مختلف القطاعات، ورفع نسبة المكون المحلى، من خلال تكثيف العمل الجارى لتقديم التسهيلات والتيسيرات اللازمة فى هذا الصدد، بما يسهم فى تنفيذ استراتيجية الدولة لتعزيز الصناعة الوطنية فى المجالات الإنتاجية، وتحقيق أقصى استفادة من البنية التحتية المتطورة التى تم تشييدها وتحديثها فى مختلف تلك القطاعات. وقال «مدبولى»، خلال جولة تفقدية جديدة فى عدد من مصانع مدينة العاشر من رمضان، أمس، إن الحكومة لديها الاستعداد التام لتقديم مختلف صور الدعم المطلوب لدفع العمل بالشركات والمصانع المختلفة، فى إطار خطة الدولة التى تستهدف الاعتماد على القطاع الخاص كشريك أساسى خلال المرحلة المقبلة فى مسيرة التنمية الشاملة. وفى أثناء تعرفه على مراحل التصنيع المختلفة بالمصنع، استمع رئيس الوزراء ومرافقوه لنبذة عن شركة «سانيبيور» لتصنيع الأدوات الصحية من المهندس أحمد الغرباوى، رئيس مجلس إدارة الشركة، والذى أشار إلى أن الشركة تأسست فى عام 2021 على يد خبراء ومهندسين وفنيين يتمتعون بخبرة طويلة فى الإنتاج المميز للأدوات الصحية وبرأس مال وهيكل مساهمين، مشيرا إلى أن الشركة تمتد على مساحة 80 ألف متر مربع فى مدينة العاشر من رمضان بحجم استثمارات يقدر بحوالى 2.5 مليار جنيه، بالإضافة إلى مصنع للخلاطات فى مدينة بدر. وأوضح رئيس مجلس إدارة الشركة أن «سانيبيور» بدأت إنتاجها الفعلى فى عام 2022، حيث وفرت فرص عمل ل2000 مهندس وعامل، ومن المقرر أن يصل عدد العمالة إلى 3000 موظف وعامل مع خطة التوسعات القادمة، لافتًا إلى أن الشركة تنقسم إلى مصنع لتصنيع الأدوات الصحية من الخزف والصينى «أحواض- تواليتات» بطاقة إنتاجية تصل إلى مليون قطعة سنويًّا، ومصنع آخر لتصنيع منتجات البلاستيك خاص بتصنيع ماكينات الطرد بطاقة إنتاجية تقدر ب400 ألف ماكينة سنويًّا، ومصنع ثالث لتصنيع السدالى بطاقة 300 ألف سديلى سنويًّا، بالإضافة إلى مصنع لتصنيع بانيوهات الإكريليك والسوليد سيرفس بطاقة 400 ألف قطعة سنويًّا. وأشار المهندس أسامة الشاهد، عضو مجلس إدارة الشركة، إلى أن إجمالى مبيعات الشركة يصل إلى 2 مليار جنيه، ومن المخطط بعد مرحلة التوسعات القادمة الوصول لطاقة إنتاجية حوالى 2 مليون قطعة سنويا، بداية من عام 2027 بمبيعات قدرها 5 مليارات جنيه بنسبه تصديرية تتجاوز 60% من الطاقة الإنتاجية. وأضاف أن مراحل إنتاج الصينى تبدأ من خلط المواد الخام وعمل الاختبارات اللازمة لخامات الصبّ، ثم تحضير القوالب وصبّ قطع الصينى، ثم رشها بمادة الجليز، وأخيرًا يتم حرقها فى الفرن على درجة حرارة تصل إلى 1200 درجة مئوية، وفى هذه الأثناء اطلع رئيس الوزراء على مدخل الفرن وعمليات التحضير والاختبارات، ثم تعرف على مراحل إنتاج البانيوهات التى أشار رئيس الشركة إلى أنها تتم من المعالجة الحرارية لألواح الإكلريليك وتشكيله على قوالب يتم تصنيعها داخل المصنع، ثم تتم تقوية الجسم بمادة الفيبر الجلاس. وأوضح المهندس أحمد لطفى، نائب المدير التنفيذى للشركة، أن الشركة تهتم باستغلال المواد الخام المحلية، حيث وصلت نسبة المكون المحلى لمنتجاتها إلى 75% من إجمالى المكونات، لافتا إلى أن الشركة تتمتع بعدة ميزات تنافسية، منها سرعة تطوير وتصنيع الموديلات الجديدة، حيث يتم تصنيع الموديل الجديد فى فترة تقل عن 3 أشهر، بداية من الرسومات حتى الوصول إلى المنتج النهائى بتكلفة تنافسية غير مسبوقة، كما أن من الميزات التنافسية العمالة المهرة ذات الخبرة التى استطاعت تسجيل عدة براءات اختراع، منها تثبيت وتركيب قواعد التواليت لضمان أعلى درجات السلامة، وأيضا إنتاج شطافات التواليت الهيدروليكية التى تعمل بضغط الماء، وتم تسجيل براءت الاختراع باسم الشركة. وقال المهندس عمرو قطرى، مدير عام العمليات، إنه بالإضافة إلى ذلك يتم كذلك تطوير الطباعة على حمامات القدم بجميع الأشكال والألوان الرخامية، وإعطاء المنتج ملمسا متميزا يحاكى الملمس الطبيعى، وأيضا تطوير صناعة البانيوهات بأشكال وألوان تنافسية غير مسبوقة، مضيفا أن من الميزات التنافسية أيضا أن الشركة نجحت فى أن تغزو الأسواق المحلية والعالمية فى أقل من عام، حيث وصلت إلى نسبة تصدير قدرها 57% من إنتاجها من الصينى، و85% من إنتاجها من الإكريليك، كما تقوم الشركة بالتصدير إلى عدة بلدان أوروبية، منها إسبانيا، وألمانيا، وبلجيكا، وفرنسا، وإيطاليا، ونيوزيلندا، وإنجلترا، كما بدأت التصدير إلى دول أخرى عام 2023، منها السعودية، وكينيا، والإمارات العربية المتحدة، وكندا، والولايات المتحدة. وتم التنويه، خلال الشرح، إلى أنه يتم إجراء اختبار لجميع منتجات الشركة طبقا للمواصفات العالمية، ويتم تعريضها لأقوى وأصعب أنواع الاختبارات لتكون قابلة للبيع فى مختلف الأسواق العالمية، كما يتم تصنيع منتجات داخل المصنع لماركات عالمية شهيرة مخصصة للدول التى يتم التصدير إليها، وهو ما دعا رئيس الوزراء للإشادة بما اطلع عليه من مراحل إنتاج متقدمة وبالمنتجات النهائية، مؤكدا دعم الحكومة للصناعة التى تعزز المكون المحلى، وبمختلف المنتجات الوطنية، ولا سيما أن المصنع يعتمد على الكثير من المدخلات المحلية. وحرص رئيس مجلس الوزراء على إجراء حوار ودى مع العاملين والموظفين بالمصنع، للتعرف على ظروف العمل، حيث تعرف من إحدى العاملات من محافظة الغربية، على مدى توافر وسائل المواصلات والانتقالات من مقر المصنع لمسكنها، وكذا الميزات التى يقدمها المصنع للمهندسين والعاملين، فضلا عن ساعات العمل، والرواتب التى يتقاضونها، حيث أعربت عن رضاها عما يقدمه المصنع لها ولزملائها من أجور وحوافز، فضلا عن ملاءمة ساعات وظروف العمل المناسبة للجميع، كما أوضحت عاملة أخرى أنها من محافظة الشرقية، والمصنع قريب من محل إقامتها، ويوفر لها ميزات متعددة. ورافق رئيس مجلس الوزراء، خلال الجولة، الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والمهندس أحمد سمير، وزير التجارة والصناعة، وحسام هيبة، الرئيس التنفيذى للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة. إلى ذلك، تفقد رئيس مجلس الوزراء مصنع شركة «فيفو» لتكنولوجيا الاتصالات المتخصصة فى تصنيع الهواتف الذكية، مؤكدًا أن هذه الزيارة تأتى فى إطار توجه الدولة نحو التوسع فى جذب كبرى الشركات العالمية للتصنيع فى مصر، بقيمة مضافة محلية عالية. وأشار الدكتور عمرو طلعت إلى حرص وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على دعم القدرات التكنولوجية وتعزيز تنافسية صناعة الإلكترونيات المحلية على الصعيد العالمى، لتعزيز صناعة الإلكترونيات وتحقيق الاكتفاء الذاتى فى هذا القطاع الحيوى.
