مع تعثر مفاوضات التهدئة في قطاع غزة ومع مواصلة قوات الاحتلال حرب الإبادة لليوم ال174 على التوالي بإعدام أكثر من 200 نازح داخل مجمع الشفاء الطبي؛ أعلن إعلام الاحتلال بشكل رسمي شروع تل أبيب في بناء شريط عازل على عمق كيلو متر بطول القطاع معترفا بما أظهرته الأقمار الصناعية قبل نحو 6 أسابيع مما ينذر باعتزام نتنياهو فرض سيطرته على القطاع، ومد أمد الحرب لشهور مع بقاء قواته. وكانت قد رصدت الأقمار الصناعية منذ ما يزيد عن ستة، شروع قوات الاحتلال في بناء شريط عازل يقسم القطاع إلى شطرين وتقسيمه إلى كنتونات معزلوة على غرار ما يجري في المنطقة ج من الضفة الغربيةالمحتلة. وأفادت اليوم وسائل إعلام عبرية بوضع الإنشاءات اللازمة لاستكمال الشريط العازل مع بناء منطقة دعم لوجستي لقوات الاحتلال مع مد 4 طرق فرعية عبر هذا الشريط العازل، وذلك في وقت أصدرت فيه محكمة العدل الدولية توصية تطالب فيها تل أبيب باتخاذ تدابير فعالة لوقف الإبادة وعقب يومين إثنين من قرار صادر عن مجلس الأمن أمس طالب تل أبيب بوقف الحرب خلال شهر رمضان. وفي ظل تعنت نتياهو وإصراره على مواصلة جرائمه بحق القطاع رغم قرارمجلس الأمن وتوصيات محكمة العدل الدولية استطلعنا قراءة بعض المحليين لرؤيتهم حول مستقبل القطاع المحاصر ودلالة استكمال تل أبيب انشاءات الشريط العازل لشطر القطاع إلى نصفين. منطقة دعم لوجستي وشريط عازل في هذا السياق، قال المحلل السياسي الفلسطيني، واستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أيمن الرقب، أن الإجراءات التي شرع الاحتلال في تنفيذها اليوم بالبدء في بناء شريط عازل على عمق كم بطول القطاع والاستحواذ على ما يعادل 16% من المساحة الإجمالية للقطاع، مع إنشاء مبنى خرساني في منطقة «نتسريم» شمال وادي غزة وسط القطاع أحاطها الاحتلال بمقار وأبراج اتصال تنذر بأن نتنياهو يمضي قدما في مخططاته الرامية للبقاء في قطاع غزة لسنوات. واعتبر المحلل الفلسطيني، أن تلك المنطقة ستكون بمثابة منطقة دعم لوجستي لجنود الاحتلال بهدف تنفيذ عمليات داخل القطاع، أينما أراد ليحاكي بذلك ما يجري في المنطقة ج من الضفة الغربيةالمحتلة. واعتبر «الرقب»، أن نتنياهو يستند في تمرير مخططاته إلى الدعم الأمريكي غير المشروط ويمضي قدما في إحكام السيطرة على القطاع، ومد أمد حرب الإبادة لسنوات، أو إيقاف الحرب واحتلال القطاع لسنوات، مستشهدا بتصريحات المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي أمس الأول والذي أكد من خلالها دعم الولاياتالمتحدة لإسرائيل، وذلك إضافة إلى أن عملية اغتيال مروان عيسي نفذت بإشراف أمريكي، موضحا أن العلاقات بين واشنطن وتل أبيب مرتبطة بالدولة العميقة في كل من واشنطن وتل أبيب مستشهدا بأنه في أوج الخلافات بين نتنياهو وإدارة الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما عام 2018 أقرت واشنطن لتل أبيب ميزانية مساعدات طواريء بيقيمة 38 مليار دولار على عشر سنوات ولا زالت تدفع حتى الان. 4 طرق فرعيو ستتيح للاحتلال إحكام السيطرة على غزة على غرار المنطقة ج من جهته، أوضح الدكتور طارق فهمي، الخبير في دراسات الأمن القومي والشؤون الإسرائلية، أن ممر نتسريم سيشطر القطاع شمالا وجنوب مع مد 4 طرق فرعية ستتيح للاحتلال إحكام السيطرة على كامل القطاع على غرار المنطقة ج من الضفة المحتلة. وأضاف أن الشريط العازل سيمتد منه 4 طرق الأول منها سيخصص للمدرعات والمدفعية الثقيلة التابعة للاحتلال، والثاني للانتقالات اللوجستية والمركبات العسكرية لجنود الاحتلال، والثالث يخصص لمرور المشاة والجنود من وإلى الطريق الأول والثاني، بينما سيخصص الطريق الرابع للمدنيين تحت إجراءات أمنية مشددة. نتنياهو يخطط للبقاء في غزة ورجح «فهمي»، أن نتنياهو سيبقي عمليا في القطاع حتى لو سحب قواته، مع تقليص مساحته إلى 20 إلى 30 كم، مضيفا أنه يخطط في منح السلطة أو زعماء العشائر حكم القطاع «بشكل صوري»، وهو ما يفسر حملات اغتيال العناصر التابعة للاحتلال في العشائر في القترة الأخيرة. وأكد «فهمي»، أن نتنياهو يخطط لبناء المزيد من المستوطنات في شمال غزة مع إعادة الاستيطان إلى داخل القطاع وهو ما يفسر رفضه إعادة النازحين إلى شمال ووسط القطاع. ماذا عن مستقبل النازحين؟ وحول مسنقبل النازحين في ظل اعلان الاحتلال رفضه إعادتهم إلى منازلهم رجح «فهمي»، أن نتنياهو يخطط لتوطينهم في حزام سكني أشبه بمخيمات النزوح في 3 مناطق هي المواصي ومنطقتين غير مأهولتين في غرب ووسط القطاع، وهو ما يتطلب عام على أقل تقدير لإعداد إنشاءات لنقلهم. وشدد الخبير في دراسات الأمن القومي، على أن اسرائيل تخطط للبقاء في غزة ا بقوة الاحتلال لمدة لا تقل عن 10 سنوات على أن تُبقى سلطة رمزية داخله سواء من السلطة الفلسطينية أو العشائر، مؤكدا أن نتنياهو حال رضخ للحل السياسي بموجب الضغوط التي يمارسها الوسطاء فإن ذلك لن يثنيه عن اللجوء للحلول الأمنية لتمرير مخططاته الرامية للبقاء في القطاع.
