الجيش الإسرائيلي.. استعدادات لا تنقطع لتوجه ضربة محتملة إلى إيران

تكاد السياسات الإسرائيلية الآن تدور كلها في فلك واحد، هو «التهديدات النووية الإيرانية». ففي مساء الجمعة، أقام الجيش الإسرائيلي المراسم الرسمية لتنصيب الجنرال شاي أفيتال، قائداً لقيادة العمق الاستراتيجي بالجيش.
وقال رئيس الأركان الإسرائيلي، الجنرال بني جانتس، أثناء المراسم إن «إسرائيل تتعامل مع تهديدات في دائرة موسعة فيها جهات تفضل المساس بعمق الأراضي الإسرائيلية، وعدم مواجهتنا في جبهة القتال فقط، وهو ما يلزمنا باتخاذ كافة الاستعدادات للقيام بعمليات في عمق أراضي العدو». ويأتي ذلك بعد إعلان الجيش الإسرائيلي، منتصف ديسمبر الماضي، عن تشكيل «قيادة العمق الاستراتيجي»، وهي وحدة خاصة تضم نخبة الجيش الإسرائيلي، تعمل خارج الحدود وفي عمق أراضي «العدو».
كما تزامن ذلك مع الحديث عن ضربة إسرائيلية محتملة لمنشآت البرنامج النووي الإيراني، إذ تعمل القيادة على إصدار الأوامر للوحدات المشاركة في العمليات بعيدة المدى، والمنتمية لأسلحة مختلفة، والتنسيق مع أجهزة المخابرات.
تدريبات هجومية
في السياق نفسه، وبعد إلغاء التدريبات العسكرية المشتركة مع الجيش الأمريكي، التي وصفت بأنها الأكبر في التاريخ، منذ قيام إسرائيل على أراضي فلسطين المحتلة، عام 1948، اعتراضا على السياسات الأمريكية تجاه إيران، أجرت إسرائيل، الخميس الماضي، أكبر عملية تدريب للواء المظليين منذ 13 عاماً، ليكون «مستعد للقتال في عمق أراضي العدو».
ولا تكتفي إسرائيل بتلك التدريبات بل وتلجأ لتدريب طياريها في رومانيا وإيطاليا، خاصة بعد الأزمة الدبلوماسية مع تركيا، وذلك بسبب ضيق المجال الجوي الإسرائيلي، وهو ما يمنع الطيارين الإسرائيليين من التحليق لمسافات طويلة، كتلك التي يتطلبها الوصول للمنشآت النووية الإيرانية. كما تعمل إسرائيل من خلال هذه التدريبات على تطوير مهارات طياريها على العمل في مناطق غير معروفة لهم، وتضاريس تشبه تضاريس إيران.
وقامت طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي منتصف العام الماضي بإجراء تدريبات خاصة في إيطاليا، في قاعدة خاصة بحلف الناتو، قالت عنها صحيفة «معاريف» إنها شملت «جميع الوسائل الجوية التي من شأنها المشاركة في مهمة هجومية بعيدة المدى في المستقبل»، مثل الطائرات الهجومية، وطائرات الإنذار المبكر، وطائرات التزويد بالوقود في الجو.
الجبهة الداخلية
وقامت إسرائيل خلال الفترة الماضية بتنفيذ عدة تدريبات تحاكي اندلاع حرب على جبهات أخرى في حال توجيه ضربة إسرائيلية لطهران، مثل التدريب الأخير للواء جولاني، وهو أحد ألوية النخبة الإسرائيلية، على جبل الكرمل، تحسباً لاندلاع حرب مع «حزب الله».
وأجرت الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلية مؤخراً أضخم مناورة لها بمشاركة جميع قوات الإنقاذ والسلطات الحكومية الإسرائيلية، على مدار 5 أيام، لمحاكاة أي هجوم محتمل على إسرائيل، وتضمنت المناورة محاكاة سقوط صواريخ على تل أبيب ومبنى الكنيست، وإطلاق صافرات الإنذار في كافة المدن والقرى الإسرائيلية، ولجوء المواطنين للملاجئ، وإجراء عمليات إنقاذ تتناسب مع حجم الهجوم الضخم.
وطورت إسرائيل في العام الأخير عدة منظومات دفاعية، تعول عليها بشكل كبير لمواجهة أي سيناريو رد فعل لهجوم إسرائيلي محتمل على إيران، سواء كان سقوط صواريخ إيرانية على إسرائيل، أو اندلاع الحرب على جبهات أخرى، وخاصة مع جبهتي «حزب الله» و«حماس»، إذ أدخلت إسرائيل منظومة «القبة الحديدية» المضادة للصواريخ للخدمة.
يضاف إلى كل ذلك تحصين دباباتها بمنظومة «معطف الريح»، كما طور الجيش الإسرائيلي نظام الدفاع الجوى «أرو»، الذي تعتبره إسرائيل «حصناً» ضد أي هجوم إيراني أو سوري، وقام بتزويد سفنه بمنظومة «حيتس» المضادة للصواريخ الباليستية.