قضت الدائرة الأولى إرهاب بمحكمة جنايات أمن الدولة طوارئ أمس بمعاقبة 8 من قيادات جماعة الإخوان بالإعدام شنقا، وهم: (محمد بديع، مرشد الجماعة، والسيد محمود عزت، القائم بأعمال المرشد، ومحمد محمد البلتاجى، وعمرو محمد زكى، وأسامة ياسين عبدالوهاب، وصفوت حمودة حجازى، وعاصم عبدالماجد، ومحمد عبدالمقصود محمد).. كما عاقبت المحكمة 37 آخرين بالسجن المؤبد، و6 آخرين بالسجن المشدد 15 عاما، و7 متهمين بالسجن المشدد 10 سنوات.. وبرأت المحكمة 21 متهما بالقضية المعروفة إعلاميا ب«أحداث المنصة». افتتح المستشار محمد السعيد الشربينى رئيس المحكمة جلسة النطق بالحكم بتلاوة آية قرآنية: «يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِى الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ». وقال القاضى: شاءت إرادة الله عز وجل أن تتولى جماعة الإخوان المسلمين مقاليد الحكم فى البلاد، وما كان ذلك إلا لحكمة يعلمها الله وحده، فسرعان ما ظهرت نواياهم على وجه الأرض، فلم يرقبوا فى مصر وشعبها إلًّا ولا ذمة، وأماط سدنتها اللثام عن وجههم الصريح وأغراضهم الحقيقية فى ارتقاء سدة الحكم فى البلاد، من بعد أن عميت أبصارهم إلا عن نشب مخالبهم فى مفاصل الدولة، إعلاء لمبدأ أن «تسيُّد الجماعة مقدم على الولاء للوطن»، مما تردى بأوضاع البلاد فى مدارك الهاوية، فما كان من شعب مصر إلا أن أعلن رفضه نهج الجماعة وممثلها فى مؤسسة الرئاسة، «الرئيس الأسبق للبلاد»، فهبوا للمطالبة بعزله واستئصال شأفة جماعته الإرهابية، لائذين بحمى الله ثم جيش مصر وشرطتها، فخرجت جموع الشعب المصرى إلى الميادين العامة بالقاهرة والمحافظات للتنديد بتلك الجماعة وقياداتها، مستجيرة بجيش مصر بدعوات النزول فى 30 يونيو 2013 لمطالبة القوات المسلحة بمواجهة إرهاب الجماعة. وأضاف «الشربينى» خلال كلمته: «على إثر تلك الدعوات، اضطلعت قيادات التنظيم الاخوانى، أعضاء مكتب الإرشاد العام بعقد عدة لقاءات تنظيمية فيما بينهم، واتفقوا على البدء فى تحرك مضاد ومحاولة استباق الجماهير المعارضة للحكم الإخوانى فى النزول إلى الميادين، والتى انتهت باعتصامهم بميدانى رابعة العدوية بمدينة نصر والنهضة بالجيزة، واتخذوا من مقرى ذلك الاعتصام نقطة انطلاق لجرائمهم وموئلا يأوون إليه عقب تنفيذهم تلك الجرائم، والتى كانت منها وقائع الجناية التى تمثلت فى القتل والشروع فى القتل والتجمهر والتخريب والإتلاف العمدى وتعريض أمن البلاد وسلامتها للخطر». وتابع أن المتهمين أعمت الجهالة أبصارهم، فاتخذوا من عيون مصر الساهرة على أمنها ومن المنشآت العامة للدولة مكانا وميدانا للاعتداء، وإن دل فإنما يدل على خسة فى الغدر، وكثرة فى الشر، وانعدام فى الخير، وعمى فى البصيرة، لقد لطمت المحامد خدها عليكم يوم غدرت رصاصاتكم بكل مجند أو ضابط كان عماد بيت أبيه، وفرحة تنتظرها أم مسكينة ليس لها من الدنيا سواه، وإخوة وأخوات يتخذونه ظهيرا وسندا، وطفل صغير هو فرحة ومهجة قلبه، وزوجة ترملت من بعده، بعد أن كان حياتها وسندها ورفيق دربها فى الحياة، وما جرت جنايتكم إلا كسوفا لشمسكم الزائفة، وكسادا لسوق ادعاءاتكم الباطلة، وانبساطا للظلمة فى دوركم الخربة، وليعلم الكافة أنه لا يمكن بحال لعقول هذه الأمة المباركة أن تنساق خلف كل فكر يجمح، وإلى الشطط يجنح، ولن يكون إلا ما يحكم الله به ويريد، وإن رغم شيطان كل مريد. واختتم كلمته: (إن دماء أبناء شعب مصر من الشهداء غالية، ومصر على نفوس الطاهرين عزيزة، فيا كل أم نزف قلبها ألما وحزنا على فقد لولدٍ أو مصاب.. ويا كل أب لا تزول من حلقه المرارة والأسى، ويا كل زوجة تحسرت على زوجها بفقده وأظلمت دنياها من بعده.. ويا مصرنا العزيزة الأبية وشعبها الطيب الكريم، أقول لكم جميعا إن الجزع لا يرد القضاء، وإن النجاة لمع المحسنين، وإن المحسنين لفى معية رب العالمين تحقيقا لقوله جل شأنه «وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ»).. مضيفا: (كونوا على يقين بأن الذين عجلوا منا بالشهادة، هنيئا لهم طيب المقام وحسن الملتقى وصدق المدخل ومراقى الصديقين ورفعة عليين والله عنده حسن الثواب، ونحن بقدر الله راضون ذلك، أن حكمه العدل فيما تصرفت به الأقدار وأمره لا يقابل إلا بالتسليم والرضا، إنه الواحد القهار). وتبين من قرار الاتهام أن عدد المتهمين 79 متهما، من بينهم 8 أطفال إبان ضبطتهم وقت الواقعة فى يوليو 2013، وعدد المتهمين الغائبين عن جلسات المحاكمة 43 متهما، منهم 4 أطفال. وجهت النيابة للمتهمين تهم تولى قيادة جماعة أُسّست على خلاف أحكام القانون، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة والسلطات من ممارسة عملها، وإمداد جماعة إرهابية بمعونات مادية، وأن دبّروا وآخرون مجهولون تجمهرًا الغرض منه ارتكاب جرائم القتل العمدى تنفيذًا لغرض إرهابى.
