تتجه الأنظار اقليميا وعالميا إلى مدينة رفح التي تحوي تقريبا مليون ونصف مدني فلسطيني نزحوا من مناطق مختلفة داخل قطاع غزة نتيجة القصف الاسرائيلي والذي أعلن مسؤولوه بقيادة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتيناهو عن عزمهم توسيع العمليات لاجتياح بري لمدينة رفح الفلسطينية استمرار للحرب غير المسبوقة على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي. وقال الدكتور أحمد صوفي رئيس بلدية رفح ل«المصري اليوم» إن مليون ونصف المليون شخص في المدينة المحاصرة من كل الجهات حيث تزايدت الأرقام منذ السابع من أكتوبر ونزوح الآلاف على مدار الشهور الماضية للمدينة باعتبارها كانت آمنة بعدما وجه الجيش الإسرائيلي نفسه عن طريق منشورات بالنزوح إليها بعد بدء العمليات البرية في أكتوبر الماضي. وأضاف "صوفي"، إن وتيرة القصف الجوي زادت بشكل واضح خلال الساعات الأخيرة فلم يتوقف منذ 24 ساعة على الأقل وسط انهيار كامل للقطاع الصحي والطبي في قطاع غزة وأيضا في رفح التي يوجد داخلها مستشفى واحد فقط بغرفة عمليات لم تعد قادرة على الاستيعاب نتيجة العدد الكبير من الاصابات سواء داخل المدينة أو القادم من المدن الآخرى. وتابع يعيش خمس العدد الحالي داخل مدينة رفح في الأيام الطبيعية بينما يكافح في الوقت الحالي الأطباء وعمال الإغاثة لتوفير المساعدات الإنسانية الأساسية لعدد سكان يفوق قدرتها الاستيعابية 5 مرات تقريبا في الوقت الذي تنتشر فيه الأمراض نتيجة قلة مياه الشرب والغذاء الصحي واعتماد الأهالي على مياه ملوثة نتيجة للحصار الاسرائيلي والعمليات العسكرية الغير متوقفة. ولا يغيب عن أعين المسؤول الأول في المدينة التي تتجه إليها كل أنظار العالم الموقف الغذائي حيث يشير إلى أن مليون ونصف شخص أغلبهم من الأطفال لا يجدون وجبة واحدة يوميا يتم تقسيمها على أسرة كاملة بينما تنقص المياه بشكل كبير نتيجة العدد المحدود من المساعدات الانسانية الداخلة إلى رفح بسبب القصف الاسرائيلي غير المتوقف ومنع دخول أغلب المساعدات المطلوبة. وأشار إلى أن عدد من السكان بدأ في النزوح إلى منطقة دير البلح أو غرب خان يونس بجانب مدينة رفح خاصة مع موجة القصف المتزايد على المدينة خلال ال48 ساعة الأخيرة والتهديدات المستمرة بالاجتياح البري الذي سيحول المدينة الصغيرة إلى بركة دماء نتيجة عدد السكان الكبير المتركز في مساحة جغرافية ضئيلة وصغيرة جدا. ما قصة مدينة رفح؟ مدينة رفح تعد من المدن القديمة في المنطقة حيث عاصرها الفراعنة والآشوريين والعرب وتقع على الشريط الحدودي الفاصل بين الأراضي الفلسطينية وشبه جزيرة سيناء المصرية تبلغ مساحتها الإجمالية 55 كيلو متر مربع ويعتمد النازحين إليها في الوقت الحالي على مراكز الإيواء والمدارس والخيام المنتشرة المتركزة في بلدية رفح. وتنتشر صور الأقمار الصناعية التي تبين حجم نزوح الأهالي إلى بلدية رفح في مساحة تبلغ مساحتها الإجمالية نحو 3 كيلو متر مربع تقريبا يعيش فيها حوالي مليون ونصف بحسب تعداد أممي وحكومي أغلبهم نازحين من مناطق الاشتباك خاصة الوسط والشمال الذي يعاني سكانه بشكل غير مسبوق ويعتمدون على علف الحيوانات للحياة. ولفت رئيس بلدية رفح احمد صوفي في حواره ل«المصري اليوم»، إنهم يواجهون حرب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، وكذلك حصار وتجويع وخوف وبرد وعطش، قائلا إن الوضع كارثة انسانية واذا تم الاجتياح البري ستكون مذبحة لم يشهد لها التاريخ مثيلا مناشدا الجهات الأممية سرعة دخول مزيد من المساعدات ووقف عملية الاجتياح البري التي تعمل اسرائيل على تنفيذها خلال الأيام المقبلة.