اتهامات بخدش الحياء والعنصرية..حملات إعلانية أبعدت الجمهور عن منتجاتها (تقرير)

«ليك في الكيك».. شعار حملة إعلانية خاصة بإحدى الشركات التي أرادت لفت أنظار الجمهور، وإثارة فضولهم تجاه المُنتج الخاص بهم، واختاروا الفنان حمدي الوزير رمزًا للحملة، وانتشرت «البوسترات» الدعائية في الطُرق وأعلى الكباري بنظرة حمدي الوزير ب«قبضة الهلالي» حين تعدى على ليلى علوي، وبالرغم من غياب «الموديل» وعدم طرح الإعلان نفسه حتى الآن، إلا أن الجمهور ربط بين «الأفيشات» والفيلم الذي طُرح منذ 33 عامًا.
غمزة حمدي الوزير ارتبطت بتعديه جنسيًا على بطلة «قبضة الهلالي»، وأصبحت رغم مرور السنوات رمزًا للجرأة والتحرش، واستخدمها الشباب ضمن «ميمز» السوشيال ميديا، وبعد انتشار «بوسترات» بنفس تعبيرات حمدي الوزير في الشوارع أعرب مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم.
حمدي الوزير: لم أخدش حياء الجمهور
رد حمدي الوزير على حالة الجدل التي أُثيرت حول أفيش «ليك في الكيك»، وقال في تصريحات ل«المصري اليوم»: «الإعلان غير خادش للحياء، وليس به إساءة لأحد، فبعد هذا الإعلان جاء لي كثير من التهاني، ولكن الذين ينتقدونه مرضى نفسيون يحتاجون إلى العلاج».
وأضاف: «حركتي في فيلم (قبضة الهلالي) كانت لا تشير إلى التحرش، إنما كانت تهديدًا للفنان يوسف منصور، وفرضًا إذا كانت تشير للتحرش نلت عقابي في آخر أحداث الفيلم».
وتابع: «الإعلان سيذاع على شاشة التليفزيون خلال الفترة المقبلة، وشركة الكيك كان يوجد فيها أحد المقترحات أن يشاركني في الإعلان موديل، لكن الشركة رفضت تمامًا حتى لا يفهم الناس شيئًا بشكل خاطئ، وحتى لا يقولوا إنه يحتوي على إيحاءات جنسية».
فكرة انتقاد الجمهور للحملات الإعلانية، ليس جديدًا، إذ وُقفت عدة إعلانات عن العرض بسبب الكيفية التي اختاروا بها الترويج لمنتجاتهم، بعض الشركات تطرح إعلانات جديدة من أجل كسب رضاء المُستهلك، وغيرها تهمل رأي المستهلك، الذي يتنجنب تِكرار التعاون معهم.
إعلان عيد الأم.. هدف في مرمى شركته
في شهر مارس السابق لعام 2023، أثار إعلان بمناسبة عيد الأم لإحدى شركات الاتصالات غضب الجمهور بسبب فكرته وطريقة طرحه، لتواجه الشركة في مصر العديد من الانتقادات اللاذعة بعد طرحها للإعلان، إذ دارت فكرته حول تفضيل الأم لابن أكثر من الآخر في إطار كوميدي، ونال استياء عدد كبير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الذين عبروا عن غضبهم، واحتوت الشركة انتقاد الجمهور وحذفته من جميع صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي.
إعلانات رمضان 2023.. لكل شركة انتقاد
العسيلي أغفل قدسية جبل موسى
ولاقى إعلان المطرب محمود العسيلي والمطرب حمزة نمرة، في شهر رمضان الماضي لعام 2023 لصالح أحد البنوك المصرية، العديد من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب وقوف العسيلي على جبل موسى، حينها استاء الجمهور إذ رأوا أن الغناء لا يتناسب مع قدسية المكان الذي تكلم الله فيه مع نبيه موسى عليه السلام، وبرر المخرج الأمر حينها مؤكدًا أن الإعلان لم يصور في سيناء والعسيلي لا يقف على جبل موسى.
الجمهور يرفض ترويج حسين فهمي ل«ملابس داخلية»
وتعرض الفنان حسين فهمي، في رمضان 2023 لانتقادات عديدة من قبل المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، حيث شعر الجمهور أن الفنان حسين فهمي لا يتناسب مع فكرة الإعلان بإعتباره من أبرز الفنانين والأكثر جاذبية في ذاكرة السينما والدراما المصرية، والبعض الأخر اكتفى البعض بكتابة عبارات تعجبية من اختيار الفنان حسين فهمي في الإعلان.
استعراض رزان جمال يثير استياء الجمهور
قدم الثنائي المطرب محمود العسيلي والفنانة رزان جمال، في أولى مشاركاتها بإعلانات رمضان، إعلانًا لأحد المنتجعات السياحية الكبرى، لكن هذا الإعلان تحفظ عليه الجمهور وانقسم حوله ما بين معجب بإطلالة رزان، والثاني انتقد مشاهد الرقص.
كيف تسببت مريام فارس في إفطار 100 مليون مصري؟
وفي العام نفسه شاركت مريام فارس، في أحد الإعلانات التي أثارت جدلًا بسبب أدائها رقصة جريئة، ضمن إعلان قدمته لإحدى شركات الاستثمار العقاري الشهيرة، وتعرض الإعلان لهجوم واسع من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، واصفين إياه ب غير الملائم للعرض في رمضان، متهكمين على مريام فارس موجهين لها الشكر قائلين: «شكرًا يا مريام على إفطار 100 مليون مصري»، ثم استجابت الشركة لرغبة الجمهور وحذفت مشاهد استعراض الفنانة.
إعلانات رمضان 2022.. بين الاستياء والتنمر
إعلان ملابس داخلية يُزعج الأطباء
في رمضان 2022، أثار إعلان لإحدى شركات الملابس الداخلية جدلًا، إذ كانت فكرته عن طبيب يرفض إجراء الكشف على مريض بسبب ملابسه المُمزقة، حينها رفض الأطباء الفكرة، وأصدر المجلس الأعلى للإعلام، أمرًا بمنع هذا الإعلان، نظرًا لأنه يخالف المعايير، ويحمل إهانة صريحة لمتوسطي الحال الذين تجبرهم الظروف على ارتداء ملابس داخلية ممزقة.
اتهام شركة منتجات تجميل بالعنصرية
في 2017، طرحت إحدى شركات منتجات التجميل الشهيرة إعلان لمنتجات العناية بالبشرة، وظهرت «الموديل» الأمريكية ذات البشرة السمراء المُشيرة لأصلها الإفريقي، وهي تُزين قميصها في 3 لوحات حتى تحولت لون بشرتها في اللوحة الرابعة للأبيض، وعُرف حينها ب«الإعلان العنصري»، وردت الشركة على اتهامات الجمهور في بيان عبر حسابها ب«تويتر»:«الإعلان يُظهر تنوع الجمال الحقيقي.. ونأسف بشدة للإساءة التي تسبب فيها الإعلان»، وحذفته من مختلف منصاتها.
الأطفال في مرمى الانتقادات بسبب الحليب
في 2016 قررت إحدى الشركات الخاصة بتصنيع منتجات الألبان، طرح إعلانًا مختلف الشكل، مُستعينيه فيه بالأطفال الذين رددوا كلمة تضمنت إيحاءات جنسية مفهومة من مضمون الكلام، واتهم الجمهور الإعلان أنه، يُهين براءة الأطفال، وبالفعل قررت الشركة وقف عرض الإعلان، بعد طرحه بشهر واحد.
الترجمة تُفسد علاقة الجمهور بإحدى شركات الطيران في إسبانيا
في 1987، وقعت شركة طيران إسبانية في خطأ شنيع بسبب الترجمة، حين أعلنت خطوط طيران «برانيف إيرلاينز»، عن رحلات مُريحة بكراسي فاخرة مُصممة من الجلد، تحت شعار «سافر بالجلد»، لكن تسبب الشعار في سخرية البعض، لأن كلمة جلد باللغة الإسبانية لها معنيان الأول هو الجلد الذي نستخدمه في صناعة الأحذية والكراسي، والآخر تُعني عاريًا، لذلك أصبح شعار الإعلان في إسبانيا «سافر عاريًا» وتعرضت الشركة لانتقادات كثيرة.
صفوت العالم: استخدام المشاهير يُزيد نسب البيع
ورأى الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلان بكلية الإعلام، جامعة القاهرة، نوعية الإعلانات التي تثير الجدل ماهي إلا وسيلة لإثارة انتباه وجذب المشاهد، مشيرًا إلى أن الشركات المنتجة للإعلانات تحاول أن تثير النِقاش بين الجمهور حتى ينتشر الإعلان بكثرة ويحقق المنتج نسب عالية من المبيعات.
وأضاف«صفوت» في تصريحات خاصة ل«المصري اليوم»: الشركات المنتجة للإعلانات تحاول قدر المستطاع أن تستعين بالمشاهير وخاصة منهم الفنانين حتى يحقق الإعلان مبيعات عالية، ولايوجد شك أن الاستعانة بالمشاهير في لإعلانات يحقق زيادة في مبيعاته.
وتابع: الإعلانات التي تثير الجدل بكثرة تظهر في شهررمضان لأن نسب المشاهدة تكون عالية بالإضافة إلى أن الجمهور يكون مهتماَ برؤية الإعلانات خاصة بين فواصل المسلسلات، كما أنها تكون فرص ظهورها أوفر.
وأوضح أن الهدف من الإعلان هو البيع ولكن نلاحظ أن الإعلانات الخاصة في شهر رمضان تتسم أفكارها ومضمونها بالغرابة ولا تحقق هدف البيع بقدر ما تركز على المبالغة، وربما الإثارة أو استخدام سلوكيات أو ألفاظ غير لائقة والتي لا تتناسب مع الشهر الكريم.
اقرأ أيضًا:
3 إعلانات أثارت الجدل في الأيام الأولى من رمضان (تفاصيل)
استعانوا بمشهد «في رمضان ؟».. رقص رزان جمال في مرمى نيران الجمهور