وصلت أزمة طمس الزخارف الجصية فى «شخشيخة» مسجد «المرسي أبو العباس» فى الإسكندرية، مجلس النواب، بعد أن تقدم النائب محمود قاسم بطلب احاطة الى المجلس بشأن الأزمة. وقال «قاسم» ،فى طلبه، الموجه إلى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، وأحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، أن الواقعة تكشف انعدام الرقابة فى متابعة أعمال الترميم لسقف مسجد أبي العباس ولجنة إدارة التراث بمحافظة الاسكندرية ، وكذلك الفنيين والمختصين في أعمال المنشآت التراثية علي أعمال المقاول الذي اُسند اليه اعمال ترميم السقف الخاص بمسجد «أبي العباس»، مما يتسبب في طمس الهوية الدينية والأثرية للمسجد. وأوضح أن هذا المسجد يعد من المعالم الأثرية ليس فقط بمحافظة الإسكندرية وإنما في مصر كلها ،وهو مزار سياحي وديني، وكان من الواجب الحفاظ علي هذا الأثر السياحي الديني وعدم طمس تلك الهوية الأثرية ومد يد العبث إليها، مشددا ًعلى إحالة الطلب الى اللجنة المختصة للمناقشة. وتدخلت محافظة الإسكندرية، بشكل عاجل ، وقررت تشكيل لجنة متخصصة من إدارة التراث بمحافظة الإسكندرية والإدارة الهندسية والقانونية لحي الجمرك، وإيقاف أعمال مقاول الترميم التابع لمديرية الأوقاف داخل مسجد «أبى العباس المرسى». على الجانب الرسمي، قال عبدالله حسن، المتحدث الرسمى باسم وزارة الأوقاف، إن الوزارة تعتزم إسناد أعمال الترميم والتطوير الشامل للمسجد بما فيه الصحن و«الشخشيخة»، التي ظهرت بها أعمال التشوهات الى احدى الشركات الكبرى المتخصصة فى هذا المجال، على أن يتم البدء فى الاعمال فى شهر رمضان المقبل كما هو مقرر لها. وأوضح «حسن»، أن القبة كان بها زخارف جصية، لكن نتيجة لما أصاب الحديد المستخدم فيها بالتآكل جراء تشبعه بمياه الأمطار ما شكل خطورة داهمة على حياة المصلين من رواد المسجد، علاوة على تساقط الزخارف تم إسناد الموضوع إلى المقاول السنوي لمديرية أوقاف الاسكندرية، لعمل ترميم بسيط أشبه بدرء خطورة فقط للقبة لحماية المصلين . وأشار الى أن المشروع الجديد سيكون من ضمن المهام الموكلة إليه إعادة الشيئ لأصله فيما يتعلق بالزخارف، مشيرًا إلى أن مهمة الوزارة حماية التراث والتاريخ المتمثل فى مسجد «المرسى أبو العباس»، وإن لم يكن مسجدًا أثريًا إلا انه تراثي ويعتبر درة المساجد فى الاسكندرية، مشددا ًعلى أنه سيتم إعادة الزخارف الى نفس ما كانت عليه بعد الأعمال الجديدة. ومن جانبه، قال الدكتور حسام عبد الباسط، الباحث فى علم الآثار، إن ما حدث يعد كارثة بكل المقاييس ولا يعفى أي مسؤول من المساءلة القانونية والسياسية، خاصة أن المقاول حطم الزخارف الجصية للسقف الرئيسي للمسجد، وهو سقف «الشخشيخة »، ومسحها بالكامل مستخدمًا أدوات البناء والتكسير وهو«المطرقة» و«الإزميل» بدون وعى ولا دراية بقيمة ما ارتكب جريمة فى حقه. وأعرب «عبد الباسط»، عن حزنه الشديد تجاه ما حدث للزخارف التاريخية معتبرًا إياها كنزًا لا يقدر بثمن . وأوضح ل «المصرى اليوم»، أن ما يثير الدهشة والغضب، أن مثل هذه الأمور تحدث في الوقت الذي تحظى مصر بتقدم كبير في علم مجال ترميم الآثار وهندسة الإنشاءات والمباني، وتقوم بتصدير علمائها وكفاءتها وخبراتها للمنطقة العربية ككل، مستطرداً:"الجهل والاستسهال وسوء الإدارة يدمرون تاريخنا المعاصر وتراثنا القومي". وأشار الى أن مسجد «المرسى أبو العباس» كان ضمن 5 مساجد تصنف بالأعمال الدينية للمعماري العالمي الشهير،« ماريو روسي» في الإسكندرية، وهي جامع «أبو العباس المرسي،» جامع «القائد إبراهيم»، جامع «عليّ تمراز»، جامع «محمد كريم»، جامع «مطار النزهة».