الاحتلال يحاصر المستشفيات ويوسع عملياته فى شمال غزة

واصل الاحتلال الإسرائيلى استهداف المستشفيات ومراكز الإيواء فى غزة، وحاصر بالدبابات مستشفى الأمل، وأعاد محاصرة مجمع الشفاء الطبى، مع قصف مدرسة لإيواء النازحين فى حى الرمال، وسط توعد قادة الاحتلال بتعزيز النشاط العسكرى فى المناطق الشمالية من القطاع، حيث تواجه قوات الاحتلال مقاومة ضارية على محاور عدة، فيما رهن مجلس الحرب الإسرائيلى طلب زيارة أممية لتفقد أحوال المدنيين هناك بتنفيذ الوفد 3 شروط، فى ظل مشاورات مصرية- ألمانية للضغط على الاحتلال لتمرير المساعدات إلى أهالى القطاع.
ميدانيًا، استهدف الاحتلال، بالمدفعية الثقيلة والطيران الحربى، مختلف مناطق القطاع، وتقصد المدنيين فى مناطق توغله بعمليات قنص وإطلاق نار، ففى الشمال تعرض حى الزيتون ومدينة غزة للقصف المدفعى، وشنّ طيران الاحتلال الحربى غارة على مخيم الشاطئ، وحاصرت قوات الاحتلال مجمع الشفاء، وأطلقت النيران صوبه قبل اقتحامه، تزامنًا مع قصف مستشفى العودة بصاروخين.
وفى سط القطاع، قصفت مدفعية الاحتلال مدينة دير البلح، بينما حاصرت الدبابات المتوغلة فى الجنوب مستشفى ناصر ومستشفى الأمل، وأطلقت نيران المدفعية صوب مدرسة تؤوى نازحين فى حى الأمل غربى محافظة خان يونس، وواصلت مدفعية الاحتلال استهداف مدينة غزة وحى الصبرة جنوبى المدينة، ومعسكر جباليا، كما استهدفت زوارق الاحتلال الحربية شواطئ النصيرات والزهراء وسط القطاع، بعشرات القذائف.
وتكدست جثامين الشهداء فى مستشفى ناصر بخان يونس، نتيجة الظروف الأمنية التى تحول دون دفنها، واستشهد 13 نازحًا إثر اقتحام مدرسة تابعة ل«الأونورا» فى حى الرمال، إضافة لاستشهاد 33 آخرين فى قصف طال منازل المواطنين فى مخيم النصيرات وسط القطاع.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى بأن مسيرات «كواد كابتر» طالبت النازحين فى محيط مستشفى وحى الأمل، بالنزوح عبر مكبرات الصوت والفرار إلى منطقة المواصى غربى خان يونس، مؤكدة عجز طواقمها الطبية عن الوصول للشهداء والمصابين فى محيط مستشفى الأمل، جراء استمرار الاحتلال إطلاق النيران صوبها.
وارتفعت حصيلة شهداء غزة فى اليوم ال115 للحرب، إلى 26 ألفًا و422 شهيدًا، إضافة ل65 ألفًا و87 جريحًا، حيث ارتكبت قوات الاحتلال 19 مجزرة ضد المدنيين، راح ضحيتها 165 شهيدًا، و290 إصابة، خلال ال24 ساعة الماضية.
واغتالت قوات الاحتلال صحفيين مع عائلتيهما، هما الصحفى عصام اللولو، الذى استشهد برفقة زوجته وابنه محمد وزوجته وابنته، إثر قصف الاحتلال منزلهم فى بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة، وكذلك الصحفى محمد عبد الفتاح عطا الله، الذى استشهد برفقة كامل أفراد عائلته فى قصف منزلهم فى مخيم الشاطئ، ليرتفع عدد شهداء الصحافة إلى 122 صحفيًا منذ بدء حرب الإبادة.
وبينما أفرج جيش الاحتلال عن 19 أسيرة من الأسيرات اللواتى جرى اعتقالهن من قطاع غزة، أكد المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان أنهن تعرضن لانتهاكات جسيمة، كما شدد على أن الاحتلال واصل جرائم الإبادة بالوتيرة ذاتها عبر قتل المدنيين وتهجيرهم قسرًا وتجويعهم فى غزة، وذلك بعد مرور 3 أيام على صدور قرار محكمة العدل الدولية، والذى ألزم إسرائيل باتخاذ تدابير لمنع ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين.
ولفت المرصد إلى أنه وثق قتل الاحتلال أكثر من 373 فلسطينيًا- منهم 345 مدنيًا- إضافة إلى أكثر من 643 إصابة منذ صدور قرار المحكمة.
وشهدت الأحياء الجنوبية من غزة اشتباكات بالرشاشات الثقيلة، وشهدت المناطق الشرقية والغربية من خان يونس اشتباكات ضارية، وكذلك محيط منطقة الجامعات جنوب وحى الصبرة وحى الرمال شمالى القطاع.
وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكرى للجهاد الإسلامى، قصف نقطة دعم لوجستى بقوات الاحتلال، فى منطقة السودانية، شمال غرب غزة، إضافة لاستهداف قناصة الاحتلال المتوغلين فى حى الأمل غرب خان يونس.
فى المقابل، أعلن جيش الاحتلال أن قواته قتلت عشرات المسلحين الفلسطينيين فى أنحاء قطاع غزة، خلال آخر 24 ساعة، بينهم 4 تم رصدهم وهم يستعدون لنصب كمين للقوات بالقرب من مستشفى الأمل فى خان يونس.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلى بأن الجيش وسع نشاطه العسكرى فى شمال القطاع، حيث تشهد قتالا ضاريا، وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، الإسرائيلية، أن مجلس الوزراء الحربى الإسرائيلى وضع 3 شروط لإدخال وفد أممى إلى شمال قطاع غزة، للاطلاع على أوضاع المدنيين فيه، ورصد احتياجاتهم، وهى: قيام الوفد أولا بجولة فى المستوطنات الإسرائيلية فى غلاف غزة، حسبما طالب وزير الحرب الإسرائيلى يؤاف جالانت، وتوضيح إسرائيلى بأن السماح بالجولة لا يعنى وجود نية لإرجاع السكان الفلسطينيين إلى شمال القطاع، بالإضافة إلى انضمام مسؤول أمريكى إلى الوفد الأممى.
ولفتت الصحيفة إلى أنه سيتم تنسيق الزيارة من قبل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، تور وينسلاند.